تاريخ غزوة خيبر
غزوة خيبر واحدة من الغزوات الصعبه والملهمه في التاريخ الإسلامي ، والتى وقعت أحداثها الجسيمه في السنة السابعة من الهجرة (629م)، بعد صلح الحديبية ( بعده بعشرين يوما فقط ) ، وكان عدد من شارك من المسلمين في غزوة خيبر ألف وثمانمائة مقاتل ، وفي المقابل كان عدد جيش اليهود داخل أسوار حصون خيبر يزيد عن العشرة آلاف مقاتل .
أين تقع خيبر ؟
خريطة حصون خيبر |
أسباب غزوة خيبر
٢. وفر أهل خيبر ملجأ لكل اليهود الذين نقضوا عقودهم من قبل مع الرسول ﷺ ثم أجلاهم النبي عن أطراف المدينة المنوره في أكثر من غزوة مثل غزوة بني قريظة و غزوة بني قينقاع و غزوة بني النضير .
٣. موقع حصون خيبر كان موقع تجاري مميز ، و كان يهود خيبر يتعرضون القوافل التجارية المسلمة التي تمر من هذا الطريق .
التحضير لغزوة خيبر
استعد المسلمون بروح إيمانية عالية ، مخلصين لله موقنين بالنصر ، تحت قيادة النبي محمد ﷺ للتحرك نحو خيبر ، فقام النبي بتحفيز همم الصحابة و حثهم على الصبر والثبات ، مؤكدًا لهم أن النصر من عند الله ، خرج الجيش الإسلامي متوجهًا نحو خيبر بعد أن وضعت خطة محكمة للحصار والقتال .
أحداث و حرب غزوة خيبر
عندما وصل المسلمون إلى خيبر ، وجدوا أن اليهود قد تحصنوا في حصونهم المنيعة ، متسلحين بإيمانهم أولا ثم عتادهم ، بدأ المسلمون بمحاصرة الحصون واحدًا تلو الآخر ، وكانت المعركة شرسة ، حيث واجه المسلمون مقاومة شديدة ، وبالرغم من ذلك تمكنوا بفضل الله وصمودهم من فتح الحصون الواحد تلو الآخر .
أهم مواقف غزوة خيبر
شهدت غزوة خيبر العديد من المواقف البطولية الآسره و التي أثرت في مسار غزوة خيبر و أبرزت شجاعة و بسالة الصحابة ، ولنستعرض سويا أهم المواقف التي حدثت خلال هذه الغزوة.
حاصر المسلمون حصون خيبر متأهبين لقتال اليهود ، وقد أخذوا أسلحتهم وأعدُّوا عدتهم لذلك ، وأراد رسول الله أن يستثير همم أصحابه لمواجهة أعدائهم ، وأن يحفز في نفوسهم البذل وحب الله ورسوله .
رفع الراية ( علي بن أبي طالب )
في اليوم التالي، أعطى النبي الراية لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) الذي كان يعاني من ألم في عينيه ، فدعا له النبي فبرئ ، ثم قاد علي بن أبي طالب المسلمين نحو حصون خيبر وبرز بشجاعته في القتال، مما كان له دور كبير في تحقيق النصر .
يقول عمر بن الخطاب عن هذا الموقف " ما تمنيت الإماره قط إلا يومها ".
س : ما هي أسماء حصون خيبر ؟
* حصن ناعم* حصن الصعب بن معاذ
* حصن قلعة الزبير: (حصن الزبير)
* حصن أبي
* حصن النزار ( وبعضهم يسميه حصن البزاة )
* حصن القموص الخاص( ببني أبي الحقيق من يهود بني النضير )
* حصن النطيح و يطلق عليه أيضا ( الوطيح )
* حصن السلالم و يطلق عليه أيضا ( سلالين )
رغم أن خيبر كانت مجموعة من الحصون المنيعة ، وكانت من الصعوبة بمكان ،،، ولكن ،،،
متحصنين بإيمانهم و متوكلين علي بارئهم بدأ المسلمون الحصار ، أظهر المسلمون صبرًا واستبسالًا في القتال ،ورغم أن كل حصن تطلب جهودًا كبيرة وتكتيكات محكمة للسيطرة عليه ، إلا أن الصحابة تدافعو و جالدو حتي جاء النصر بعد عناء شديد .
المواجهة مع القائد اليهودي ( مرحب )
كان مرحب مقاتل و قائدًا يهوديًا مشهورًا ببسالته وقوته ، خرج متباهيًا بشجاعته ، وكان ذلك تحديًا كبيرًا ، إلا أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) تقدم لملاقاته في قتال فردي ، بعد سجال طويل وشد وجذب تمكن منه ، مما كان له بالغ الأثر في رفع معنويات المسلمين ، وإضعاف روح المقاومة لدى اليهود .
إيمان الأعرابي ..... نال الجنة بلا سجدة
من أعجب المواقف ، جاء رجل من الأعراب إلى رسول الله ﷺ فنطق الشهادة واعتنق الإسلام ، فقط نطق بالشهادة و استأذن النبي ﷺ و دخل المعركة .
قاتل الرجل بشكل منقطع النظير حتى شهد له العديد من الصحابه بالجلد و الشده إلا أنه كان له مصير آخر ، فقد نال منه أحد اليهود فإستشهد علي الفور ، وفاضت روحه الي خالقها ، ورغم أنه لم يسجد سجدة لله و دخل في القتال مباشرة إلا أن رسول الله ﷺ قال عنه :
" هذا من أهل الجنة " ........
٤. المفاوضات والاتفاق
بعد سقوط معظم الحصون في يد المسلمين، ، سري اليأس في نفوس المحاصرين ، و أدرك اليهود أن المقاومة لم تعد مجدية ، فبدأوا في التفاوض مع النبي محمد ﷺ ، وتم التوصل إلى اتفاقية سمحت لليهود بالبقاء في خيبر والعمل في زراعتها مقابل دفع نصف المحصول للمسلمين ، كان هذا الاتفاق مفيدًا للطرفين ، حيث استفاد المسلمون من خيرات منطقة خيبر دون الحاجة إلى إدارة المنطقة بشكل مباشر .
أسباب غزوة خيبر و أسماء حصونها و أين تقع خيبر ؟ |
٥. توزيع الغنائم
بعد انتهاء الغزوة ، قام النبي محمد ﷺ بتوزيع الغنائم بين المسلمين وفقًا لعدد من القواعد الشرعية ، حيث خصص جزءًا منها لأهل بيته وللفقراء والمحتاجين ، وكان توزيع الغنائم يعزز العدالة والمساواة بين المسلمين ويعطيهم حافزًا للمشاركة في الجهاد بكل إخلاص وتفانٍ .
٦. تحريم أكل لحوم الحمر الإنسية و حلّ أكل لحوم الخيل
بينما كان المسلمون يحاصرون خيبر ، ذبح رجل من المسلمين حمارًا وأكل منه ، فغضب رسول الله ﷺ ونَهى عن أكل لحوم الحمير ، بينما عندما ذبح رجل من المسلمين خيلًا و أكل من لحومها ، فلما سأله رسول الله ﷺ ، أجاب الرجل أنه كان جائعا ، فأجاز النبي أكل لحوم الخيل .
نتائج غزوة خيبر
انتهت غزوة خيبر بانتصار المسلمين وفتح جميع الحصون ، وقعت اتفاقية بين المسلمين و يهود خيبر، حيث سمح لهم بالبقاء في المنطقة والعمل في زراعتها مقابل دفع جزء من المحصول كجزية للمسلمين.
كانت غزوة خيبر ذو تأثير كبير على المسلمين ، وقد عززت مكانتهم وقوتهم في شبه الجزيرة العربية ، كما ساعدت في تحسين الوضع الاقتصادي للمسلمين من خلال الاستفادة من خيرات خيبر.
قد دان للرسول أهل فدك وأهل وادي القرى ، نتيجة لانتصاره على خيبر ، وكذلك دانت له يهود تيماء ، بل دانت له الجزيرة من شمالها إلى جنوبها .
غزوة خيبر بإختصار
أظهرت غزوة خيبر قوة المسلمين وتفوقهم العسكري ، وإستشعر المسلمون من غزوة خيبر أهمية الوحدة والصبر والمثابره في مواجهة التحديات مهما كانت صعبة .
كانت غزوة خيبر درسًا في القيادة الحكيمة والتخطيط الاستراتيجي، وبرهنت بما لا يدع مجالا للشك أن النصر يأتي من عند الله لمن يشاء من عباده .