غزوة بني قريظة
وقعت غزوة بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة بعد غزوة الأحزاب ( الخندق ) مباشرة وهي واحدة من الأحداث البارزة في تاريخ الإسلام ، وكانت هذه الغزوة نتيجة طبيعية بسبب خيانة قبيلة بني قريظة للعهد الذي كان بينهم وبين المسلمين .
أسباب غزوة بني قريظه
كانت قبيلة بني قريظة تعيش في المدينة المنورة إلى جانب المسلمين، وكانت جزءاً من التحالف الذي تعهد بحماية المدينة ضد أي اعتداء خارجي ، إلا أن بني قريظة خانوا هذا العهد خلال غزوة الأحزاب بتحالفهم مع قريش وغيرها من القبائل العربية التي جاءت لمهاجمة المدينة .
كان المحرضين الأساسيين ضد المسلمين خلال غزوة الأحزاب ثلاثة رجال:
1. " كعب بن أسد القرظي " : كان زعيم بني قريظة ، وكان له دور كبير في التحريض على خيانة المسلمين.
2. " هُوَيِّ بن أخطب " : وكان من بني النضير ، لكن كان له تأثير كبير على بني قريظة وشجعهم على نقض العهد مع المسلمين.
3. " سلام بن أبي الحُقَيْق " : وهو من بني النضير أيضاً، وكان من المحرضين الرئيسيين الذين دفعوا بني قريظة للتحالف مع قريش ضد المسلمين .
هؤلاء الأشخاص لعبوا دوراً رئيسياً في تحريض بني قريظة على نقض العهد والتحالف مع الأعداء ، مما أدى في النهاية إلى حصار بني قريظة ومعاقبتهم بعد انتهاء غزوة الأحزاب.
أحداث غزوة بني قريظة
بعد انسحاب الأحزاب مباشرة ، أمر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بالتوجه فوراً إلى بني قريظة ، لأن وجودهم خطر ، حاصر المسلمون حصون بني قريظة مدة 25 يوماً، مما اضطر قبيلة بني قريظة في النهاية إلى الاستسلام.
محاكمة بني قريظة
بعد استسلام بني قريظة ، طلبوا أن يحكم فيهم الصحابي " سعد بن معاذ "، زعيم الأوس وهو من كبار رجال المدينة المنورة ، والذي كان بني قريظة يعتقدون أنه سيكون متساهلاً معهم بسبب الحلف القديم بين الأوس ، وبني قريظة ، عندما حضر الصحابي سعد بن معاذ ، حكم بما يلى :
1. إعدام الرجال الذين كانوا قادرين على القتال.
2. أن تُسبى النساء والأطفال.
3. مصادرة وتقسيم أموال بني قريظة بين المسلمين.
هذا القرار كان مستوحى من القانون العرفي اليهودي السائد في ذلك الوقت ، و الذي كان معروفاً لديهم ، والذي نص على معاقبة الخونة الذين ينقضون العهود .
يظل موقف سعد بن معاذ من أبرز المواقف التي تظهر الصرامة والعدالة في الحكم ، وتأثيره الكبير في تثبيت دعائم الدولة الإسلامية الناشئة.
نتائج غزوة بني قريظه
١. أمنت المدينة من أي خيانة داخلية مستقبلية .
٢. عزز هذا الانتصار من مكانة المسلمين في الجزيرة العربية وزاد من هيبتهم .
٣. كانت هذه الحادثة درساً لكل القبائل في أهمية الوفاء بالعهود والمواثيق .
أخيرا نقول
غزوة بني قريظة من الأحداث التاريخية التي تبرز جوانب مهمة من حياة المسلمين الأوائل ، منها التحديات التي واجهوها وكيف تعاملوا معها ، وعلى الرغم من الجدل الذي قد يحيط ببعض جوانبها إلا أنها تظل جزءاً لا يتجزأ من السيرة النبوية ومن التاريخ الإسلامي .
إرسال تعليق