أول غزوات الرسول ﷺ
غزوة الأبواء
كيف كانت بداية الجهاد في سبيل الله ؟
كانت غزوة الأبواء خطوة هامة في التاريخ الإسلامي، حيث شكلت أول تحرك للدولة الإسلامية الناشئة ، أي إنها كانت بداية الجهاد في سبيل الله لنشر رسالة الإسلام والدفاع عن المسلمين ، وقد كانت غزوة الأبواء أشبه إلي رحلة استكشافية و دبلوماسية لعدة أسباب .
أسباب غزوة الأبواء :
أولا بهدف تثبيت الأمن في المدينة :
سعيا إلي حماية المدينة المنوره من هجمات قريش والقبائل المعادية ، حيث أنه بعد الهجرة بدأ المسلمون في بناء مجتمعهم الجديد والذي لابد من تأمين جميع أفراده .
ثانيا من أجل نشر الدعوة الإسلامية :
هدفت غزوة الأبواء ولأنها أول غزوات الرسول إلى نشر الدعوة الإسلامية و تعريف القبائل بِرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم و تعاليم الإسلام .
ثالثا بغرض استكشاف الطرق التجارية :
سعى المسلمون إلى استكشاف طرق تجارية جديدة ، لِكسر الحصار الاقتصادي الذي فرضته قريش على المدينة المنورة ، حيث كانت هناك حاجة ملحة لتأمين طرق التجارة ، و تأمين حدود المدينة من أي تهديد محتمل .
رابعا :
كانت غزوة الأبواء محاولة لتعويض المهاجرين بعض أموالهم التي تركوها خلفهم في مكة المكرمة .
أحداث غزوة الأبواء :
" وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد استعمل على المدينةِ سعدَ بنَ عُبادةَ ، وقِيلَ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا وصل إلى الأَبْواءِ ، بعَث عُبيدةَ بنَ الحارثِ في سِتِّينَ رجلًا ، فَلَقوا جمعًا مِن قُريشٍ فتَراموا بالنَّبْلِ ، فَرَمى سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ بِسَهمٍ ، فصار أوَّلَ مَن رَمى بِسَهمٍ في سَبيلِ الله " إقتباسا من الموسوعة التاريخيه ( الدرر السنيه ) .
اتجه المسلمون إلي منطقة الأبواء التي تقع على بعد حوالي 250 كيلومتراً شمال المدينة المنورة ، وعندما وصل المسلمون إلى موقع الابواء وجدو قبيلة بني ضمرة من كنانة متواجدين فيها .
لم يقع أي قتال بين الطرفين، وذلك لأن قبيلة بني ضمرة كانوا على علاقات طيبة مع بعض قبائل المدينة المنورة ، وبناء عليه فقد عقد الرسول صلى الله عليه وسلم مع بني ضمرة صلحًا ، لم يُذكر عنه تفاصيل كثيرة في الكتب التاريخية ، لكن الثابت أن الصلح فى موقع الابواء نص على أمن المسلمين من هجمات بني ضمرة و تعهد بني ضمرة بعدم مساعدة أعداء المسلمين ، وبعد عقد الصلح مع بني ضمرة ، عاد الرسول صلى الله عليه وسلم و المسلمون إلى المدينة المنورة .
مثلت غزوة ودان ( الابواء ) أول خطوة مهمة في التاريخ الإسلامي لما ترتب عليها من نتائج إيجابية عززت من مكانة الدولة الإسلامية الناشئة .
نتائج غزوة الأبواء :
١. إثبات القوة والاستعداد: أظهرت هذه الغزوة لقريش والقبائل المجاورة أن المسلمين لديهم القدرة والاستعداد للدفاع عن أنفسهم ومهاجمة قوافل الأعداء .
٢. تحالفات جديدة : خلال الغزوة، عقد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام معاهدة سلام وتحالف مع بني ضمرة ، وهي إحدى القبائل العربية الكبيرة في المنطقة ، مما ساهم في تأمين حدود المدينة .
٣. تعزيز الروح المعنوية : كانت هذه الغزوة بمثابة تدريب عملي للمسلمين، مما عزز روحهم المعنوية وعزز الثقة بقيادتهم .
أخيرا نقول إن أول غزوات النبي غزوة الأبواء مثلت بداية سلسلة من الغزوات ، بأهداف ساميه ، و كانت هذه الغزوة خطوة استراتيجية مهمة ، حيث ساعدت في تأمين المدينة المنورة و فتح الباب أمام مزيد من التحالفات مع القبائل المجاورة ، وعلى الرغم من عدم حدوث معركة فعلية في هذه الغزوة ، إلا أن تأثيرها كان كبيرًا على المسلمين وقريش على حد سواء، حيث بدأت مرحلة جديدة في الصراع بين المسلمين وأعدائهم.
إرسال تعليق