متى وقعت غزوة بني قينقاع ؟
في شوال من السنة الثانية للهجرة ، حدثت غزوةٌ عظيمةٌ تُعرف باسم غزوة بني قينقاع ، والتي كانت أول مواجهةٍ عسكريةٍ بين المسلمين و يهود المدينة المنورة ، لأنهم أول من نقض العهد من يهود المدينة المنورة ، وحاربوا فيما بين غزوة بدر و غزوة أحد .
من هم بني قينقاع ؟ هل يهود بني قينقاع عرب ؟
سبب غزوة بني قينقاع
قال ابن هشام: كان من أمر بني القينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلباب لها ، فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها .
........أبت المرأة ، ، ، ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، وكان يهوديا ، فشد اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع .
وبدأت أحداث غزوة بني قينقاع عندما :
غضب النبي لما وقع من يهود بني قينقاع الذي اعتبره خيانة وغدرا ونقض العهد وخرج ومعه المسلمون لمعاقبتهم فحاصروهم 15 خمسة عشر ليلة .
حلفاء بني قينقاع
أولا : عبد الله بن أبي سلول- رأس المنافقين- ذهب يشفع لهم عند النبي، فذهب إليه وقال:" يا محمد، أحسن في موالي - لأنهم كانوا حلفاء "، فأبطأ عليه رسول الله ﷺ ، فقال: " يا محمد، أحسن في موالي، فأعرض عنه ، فأدخل يده في ثوب رسول الله وجذبه بقوة، فغضب النبي ﷺ حتى احمر وجهه وقال: (أرسلني) ، فقال له: " لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة؟ إني امرؤ أخشى الدوائر " فقال له رسول اللهﷺ: (هم لك). (رواه ابن إسحاق).
ثانيا : الصحابي عبادة بن الصامت والذي كان حليفا آخر ليهود بني قينقاع، فقد أعلن براءته من حلفائه بكل وضوح قائلا
: «يا رسول الله، أبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين ، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم»ﷺ (رواه ابن إسحاق).
خروج بني قينقاع من المدينة المنورة
نزل بنو قينقاع على حكم رسول الله ﷺ بعد حصارٍ طويلٍ ، وسمح لهم رسول الله ﷺ بأخذ ما شاؤوا من أموالهم ، بشرط أن لا يحملوا معهم السلاح .
وقد استغرق خروجهم ثلاثة أيام وذهبوا إلى أذرعات لم يدر الحول عليهم حتى هلكوا بدعوته ﷺ في قوله لابن أبي : «لا بارك الله لك فيهم » .
كان عددهم 400 حاسر و 300 دارع، فسألوا رسول الله ﷺ أن يخلي سبيلهم وأن يجلوا من المدينة ومعهم نساءهم وذريتهنم ويجعلوا بقية الأموال للنبيّ ﷺ ، ولم يكن لهم نخيل ولا أرض تزرع فصالحهم على ذلك .
فنزلوا فخُمّست أموالهم ، جعل منها أربعة أخماس للمؤمنين المجاهدين وخمسا له ﷺ فكان أول خمس قبضه رسول الله ، وقد وجد في منازلهم سلاح كثير فأخذ رسول الله ﷺ من سلاحهم ثلاث أقواس :
١. قوسا تدعى ( الكتوم ) لا يسمع لها صوت إذ رمى بها كسرت بأحد .
٢. قوسا تدعى ( الروحاء ) . ٣. قوسا تدعى ( البيضاء ) .
وأخذ درعين ، الأول درعا يقال لها - السغدية - يقال إنها درع داود التي لبسها حين قتل جالوت والثانيه يُقال لها - فضة - وثلاثة أرماح وثلاثة أسياف ، ووهب درعا لمحمد بن مسلمة ودرعا لسعد بن معاذ وكان لواء رسول الله ﷺ يوم غزوة بني قينقاع لواء أبيض كان حامله الصحابي حمزة بن عبد المطلب .
وتعتبر غزوة بني قينقاع من أهمّ الأحداث في تاريخ الإسلام، فكانت نتائج غزوة بني قينقاع :
١- أظهرت قوة الإسلام والمسلمين ، فقد تمكن المسلمون من هزيمة قبيلةٍ قويةٍ دون قتالٍ كبيرٍ.
٢- أزالت خطرًا كبيرًا على الإسلام والمسلمين ، فقد كانت قبيلة بني قينقاع من أشدّ أعداء الإسلام ، وكانت تُخطط لقتل النبي (صلى الله عليه وسلم).
٣- أثبتت عدالة الإسلام ، فقد تعامل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع بني قينقاع بِعَدْلٍ ورحمةٍ ، علي الرغم من عدائهم للإسلام و غدرهم .
الدروس المستفادة من غزوة بني قينقاع :
* أهمية الوحدة والتكاتف بين المسلمين ، ففي غزوة بني قينقاع اتّحد المسلمون وواجهوا عدوًا قويًا .
* قوة الإيمان والصبر ، فقد صبر المسلمون على حصار بني قينقاع لمدة 15 يومًا، حتى تمكنّوا من هزيمتهم .
* عدالة الإسلام ، فقد تعامل رسول الله ﷺ مع بني قينقاع بِعَدْلٍ ورحمةٍ .
أخيرا أقول : كانت بني قينقاع نقطة تحول عظيمًه للإسلام والمسلمين ، فأظهرت للعالم قوة الإسلام وقوة إيمان المسلمين. كما أنّها أزالت خطرًا كبيرًا ، كما و وضعت حدًا لعداء بني قينقاع ، أظهرت تأثير الوحدة والتكاتف بين المسلمين ، وإكدت علي أهمية قوة الإيمان والصبر ، و أظهرت عدالة الإسلام ، وعلينا أن نستلهم من هذه الأحداث العظيمة الدروس والعبر .