معركة أليس ( معركة نهر الدم )
من أكثر المعارك جدلا في التاريخ الإسلامي
25 صفر 12هـ
كانت الصدمة الشديدة والصفعة القوية التي نالتها القبائل العربية المتنصرة والمتحالفة مع الفرس ذات أثر شديد وبالغ على نفوس وقلوب زعماء هذه القبائل وخاصة بعد مقتل زهرة شبابهم في معركة الولجة بسيوف المسلمين .
25 صفر 12هـ
كانت الصدمة الشديدة والصفعة القوية التي نالتها القبائل العربية المتنصرة والمتحالفة مع الفرس ذات أثر شديد وبالغ على نفوس وقلوب زعماء هذه القبائل وخاصة بعد مقتل زهرة شبابهم في معركة الولجة بسيوف المسلمين .
في معركة نهر الدم إجتمعت
أعداد ضخمة من هذه القبائل عند منطقة «أليس» وطلبت مساعدة الفرس في حربهم
ضد المسلمين، فأمر كسرى قائده «بهمن جاذويه» بالانضمام للعرب النصارى في
القتال .
ثم غير كسرى رأيه واستدعى بهمن جاذويه للمدائن وأصبحت الجيوش
الفارسية تحت إمرة قائد آخر هو «جابان» وكان رجلاً محنكًا ولكنه ضعيف
الشخصية .
كان الجيش المجوصليبي كبير العدد جدًا يفوق المائة والخمسين ألفًا ، مما جعل الغرور يملأ القلوب والنفوس في حين أن جيش المسلمين ثمانية عشر ألفًا .
كان الجيش المجوصليبي كبير العدد جدًا يفوق المائة والخمسين ألفًا ، مما جعل الغرور يملأ القلوب والنفوس في حين أن جيش المسلمين ثمانية عشر ألفًا .
من شدة الثقة المفرطة من النصر جلس العرب
المتنصرة لتناول طعام الغداء غير عابئين باقتراب جيش المسلمين منهم،
وبالفعل وصل المسلمون لأرض المعركة فوجد الأعداء على موائد الطعام، فأمر
القائد الفارسي «جابان» بالتهيؤ لقتال المسلمين .
لكن الغرور والكبر منعهم
من الاستماع لصوت العقل وظنوا أنهم لا يغلبون واستمروا في تناول الطعام،
فعاد «جابان» وقال لهم:
" ضعوا السم في الطعام ، فإن دارت الدائرة عليهم وغنم
المسلمون الطعام وأكلوه ماتوا من السم " .
ذلك رأي لا يصدر إلا من رجل داهية ، ولكنهم خالفوه أيضًا وبخلوا حتى بطعامهم .
هنا في معركة نهر الدم أدرك خالد بن الوليد أن الغرور والكبر يملأ صدور العدو، فأمر المسلمين بالهجوم فورًا وبكل قوة وعنف على هؤلاء المغرورين، واشتعل القتال وأخذ ينتقل من طور لآخر ، ومن حال إلى آخر أشد منه ، بسبب الحقد الصليبي عند العرب الموتورين بقتلاهم في «الولجة» ، وصبر الفرس أيضًا في القتال على أمل وصول الإمدادات من كسرى .
ذلك رأي لا يصدر إلا من رجل داهية ، ولكنهم خالفوه أيضًا وبخلوا حتى بطعامهم .
هنا في معركة نهر الدم أدرك خالد بن الوليد أن الغرور والكبر يملأ صدور العدو، فأمر المسلمين بالهجوم فورًا وبكل قوة وعنف على هؤلاء المغرورين، واشتعل القتال وأخذ ينتقل من طور لآخر ، ومن حال إلى آخر أشد منه ، بسبب الحقد الصليبي عند العرب الموتورين بقتلاهم في «الولجة» ، وصبر الفرس أيضًا في القتال على أمل وصول الإمدادات من كسرى .
لقي المسلمون
حربًا عنيفة لدرجة أن القائد خالد بن الوليد دعا ربه عز وجل ونذر له فقال:
«اللهم إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدًا قدرنا عليه
حتى أجري نهرهم بدمائهم».
ظل القتال يشتد وأخذت حمية المسلمين في الازدياد وخاصة مسلمي قبيلة «بكر بن وائل» الذين كانوا أشد الناس على نصارى قبيلتهم ، وأخذت بوادر النصر تلوح لصالح المسلمين وأخذ الفرس في الفرار من أرض القتال .
ظل القتال يشتد وأخذت حمية المسلمين في الازدياد وخاصة مسلمي قبيلة «بكر بن وائل» الذين كانوا أشد الناس على نصارى قبيلتهم ، وأخذت بوادر النصر تلوح لصالح المسلمين وأخذ الفرس في الفرار من أرض القتال .
في نهاية معركة أليس - نهر الدم - انتصر المسلمون انتصارًا باهرًا وأسروا سبعين
ألفًا ، فأمر خالد بأخذهم جميعًا عند نهر «أليس» وسد عنه الماء ومكث يومًا
وليلة يضرب أعناق الأسرى حتى يجري النهر بدمائهم وفاء بنذره لله عز وجل .
فقال له القعقاع بن عمرو : لو أنك قتلت أهل الأرض جميعًا لم تجر دماؤهم «لأن
الدم سريع التجلط»، فأرسل الماء على الدماء يجري النهر بدمائهم ، ففعل خالد
ذلك وسمى النهر من يومها نهر الدم .
وكانت هذه العقوبة الجزاء المناسب لغدر
وخيانة القبائل العربية الموالية للفرس، فلقد دخلوا حربًا لم يكن لهم أن
يدخلوها إلا بسبب عداوتهم وكرههم للإسلام ولهذا سميت هذه المعركة بإسم معركة نهر الدم .
عندما وصلت أخبار معركة نهر الدم بالنصر للخليفة أبي بكر الصديق قال كلمته الشهيرة: «يا معشر قريش عدا أسدكم ـ يعني خالد بن الوليد ـ على الأسد ـ يعني كسرى الفرس ـ فغلبه على خراذيله ـ أي على فريسته ـ عجزت النساء أن ينشئن مثل خالد».
وعن ما ذكره ابن كثير رحمه الله في كتابه "البداية والنهاية" عن معركه أليس :
"ثم كانت وقعة أليس في صفر أيضا ، وذلك أن خالدا كان قد قتل يوم الولجة طائفة من بكر بن وائل ، من نصارى العرب ممن كان مع الفرس ، فاجتمع عشائرهم ، وأشدهم حنقا عبد الأسود العجلي ، وكان قد قتل له ابن بالأمس ، فكاتبوا الأعاجم فأرسل إليهم أردشير جيشا مددا ، فاجتمعوا بمكان يقال له : أليس .
عندما وصلت أخبار معركة نهر الدم بالنصر للخليفة أبي بكر الصديق قال كلمته الشهيرة: «يا معشر قريش عدا أسدكم ـ يعني خالد بن الوليد ـ على الأسد ـ يعني كسرى الفرس ـ فغلبه على خراذيله ـ أي على فريسته ـ عجزت النساء أن ينشئن مثل خالد».
وعن ما ذكره ابن كثير رحمه الله في كتابه "البداية والنهاية" عن معركه أليس :
"ثم كانت وقعة أليس في صفر أيضا ، وذلك أن خالدا كان قد قتل يوم الولجة طائفة من بكر بن وائل ، من نصارى العرب ممن كان مع الفرس ، فاجتمع عشائرهم ، وأشدهم حنقا عبد الأسود العجلي ، وكان قد قتل له ابن بالأمس ، فكاتبوا الأعاجم فأرسل إليهم أردشير جيشا مددا ، فاجتمعوا بمكان يقال له : أليس .
فبينما هم قد نصبوا لهم سماطا فيه طعام يريدون أكله ، إذ غافلهم خالد بجيشه
، فلما رأوه أشار من أشار منهم بأكل الطعام وعدم الاعتناء بخالد ، وقال
أمير كسرى ، واسمه جابان : بل ننهض إليه . فلم يسمعوا منه .
فلما نزل خالد
تقدم بين يدي جيشه ونادى بأعلى صوته لشجعان من هنالك من الأعراب : أين فلان
، أين فلان ؟ فكلهم نكلوا عنه إلا رجلا يقال له : مالك بن قيس ، من بني
جذرة ، فإنه برز إليه ، فقال له خالد : يا ابن الخبيثة ، ما جرأك علي من
بينهم وليس فيك وفاء ؟ ! فضربه فقتله .
ونفرت الأعاجم عن الطعام ، وقاموا
إلى السلاح ، فاقتتلوا قتالا شديدا جدا ، والمشركون يرقبون قدوم بهمن مددا
من جهة الملك إليهم ، فهم في قوة وشدة وكلب في القتال .
وصبر المسلمون صبرا
بليغا ، وقال خالد : اللهم لك علي إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم
أحدا أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم .
ثم إن الله ، عز وجل ، منح
المسلمين أكتافهم ، فنادى منادي خالد : الأسر ، الأسر ، لا تقتلوا إلا من
امتنع من الأسر .
فأقبلت الخيول بهم أفواجا يساقون سوقا ، وقد وكل بهم
رجالا يضربون أعناقهم في النهر ، ففعل ذلك بهم خالد يوما وليلة ، ويطلبهم
في الغد ومن بعد الغد ، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النهر ، وقد صرف
ماء النهر إلى موضع آخر .
فقال له بعض الأمراء : إن النهر لا يجري بدمائهم
حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه ، فتبر يمينك .
فأرسله فسال النهر دما غزيرا ، فلذلك سمي نهر الدم ، إلى اليوم ، فدارت الطواحين بذلك الماء
المختلط بالدم ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيام ، وبلغ عدد القتلى
سبعين ألفا .
ولما هزم خالد الجيش ورجع من رجع من الناس ، عدل خالد إلى
الطعام الذي كانوا قد وضعوه ليأكلوه ، فقال للمسلمين : هذا نفل فانزلوا
فكلوا .
فنزل الناس فأكلوا عشاء ، وقد جعل الأعاجم على طعامهم جردقا كثيرا ،
فجعل من يراه من أهل البادية من الأعراب يقولون : ما هذه الرقع ؟ يحسبونها
ثيابا .
فيقول لهم من يعرف ذلك من أهل الأرياف والمدن : أما سمعتم برقيق
العيش ؟ قالوا : بلى . قالوا : فهذا رقيق العيش ، فسموه يومئذ رقاقا ،
وإنما كانت العرب تسميه القرن .
وقد قال سيف بن عمر عن عمرو بن محمد ، عن الشعبي ، عمن حدث عن خالد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الناس يوم خيبر الخبز والطبيخ والشواء وما أكلوا غير ذلك ، غير متأثليه .
وكان كل من قتل بهذه الوقعة يوم أليس نهر الدم من بلدة يقال لها : أمغيشيا .
وقد قال سيف بن عمر عن عمرو بن محمد ، عن الشعبي ، عمن حدث عن خالد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الناس يوم خيبر الخبز والطبيخ والشواء وما أكلوا غير ذلك ، غير متأثليه .
وكان كل من قتل بهذه الوقعة يوم أليس نهر الدم من بلدة يقال لها : أمغيشيا .
فعدل
إليها خالد وأمر بخرابها ، واستولى على ما بها ، فوجدوا فيها مغنما عظيما ،
فقسم بين الغانمين فأصاب الفارس بعد النفل ألفا وخمسمائة ، غير ما تهيأ له
مما قبله .
وبعث خالد إلى الصديق بالبشارة والفتح والخمس من الأموال
والسبي مع رجل يقال له : جندل . من بني عجل ، وكان دليلا صارما .
فلما بلغ
الصديق الرسالة ، وأدى الأمانة ، أثنى عليه وأجازه جارية من السبي ، وقال
الصديق : يا معشر قريش ، إن أسدكم قد عدا على الأسد ، فغلبه على خراذيله ،
عجزت النساء أن تلدن مثل خالد بن الوليد .
ثم جرت أمور طويلة لخالد في
أماكن متعددة ، وهو مع ذلك لا يكل ولا يمل ولا يهن ولا يحزن ،
بل كل ما له في قوة وصرامة وشدة وشهامة ، ومثل هذا إنما خلقه الله ، عز وجل
، عزا للإسلام وأهله ، وذلا للكفر وشتات شمله .
فى النهاية نقول : إن معركة نهر الدم من المعارك الفاصلة التي قادها سيف الله المسلول خالد بن الوليد ، فجعل النهر يجري بدماء الفرس والعرب المتنصرة ، فكانت موقعة مزلزلة ، وظلت لفترة طويلة علامة ألم ، فكانت معركة أليس نهر الدم من ضمن المعارك التي مهدت لنهاية الفرس .
المصدر : البداية والنهاية "لابن كثير" ص: 520 - ص: 521 - ص: 522
المصدر : البداية والنهاية "لابن كثير" ص: 520 - ص: 521 - ص: 522
إستمتع و تابع أيضا :
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته
إرسال تعليق