مظفر الدين كوكبوري
الذئب الأزرق الذي هزم الصليبيين بقلبه وسيفه
في زمن كانت فيه دماء المسلمين تُسفك تحت سنابك خيول الصليبيين، وقف عملاقٌ يُدعى مظفر الدين كوكبوري كالسد المنيع. لقبه الأعداء " الذئب الأزرق " – ليس لجبروته في القتال فحسب ، بل لأن عينيه الزرقاوين كانتا تلمعان في الظلام كالذئب السهوب حين يشم رائحة الدماء دفاعًا عن حُرُمات الأمة...
صار أسطورة المعارك التي لم تُهزم
- لم تكن معركة حطّين (1187م) مجرد نصر عابر في سجله، بل كانت شاهدًا على عبقرية تكتيكية ، فقد لاحظ كوكبوري أن الرياح تهبّ نحو الصليبيين ، فأمر جنوده بإشعال النار في الحشائش الجافة ! وبناء علي فكرته تحولت ساحة القتال إلى جحيم دخّان أعمى العدو ، فكانت الضربة القاضية التي مهّدت لتحرير القدس.
- طوال 82 عامًا من حياته ، لم يُهزم في معركة قط -مثله في ذلك مثل خالد بن الوليد- حتى أن صلاح الدين كان يرسله في مهمات مستحيلة، فكانت حاميات الصليبيين تفرّ بمجرد سماع اسمه.
- عندما كان يُقال : "الذئب الأزرق قادم!" ، كان صلاح الدين يُسرّب المعلومة عمدًا إلى الأعداء، فيستنفرون جيوشهم أيامًا بلا طائل ، حتى ينهكهم الخوف قبل أن يضربهم كوكبوري في توقيت صاعق.
منقذ الأسرى الذي كان ينزف دما لأجلهم
كان أشدّ ما يُدَمّي قلبه أن تَقع امرأة مسلمة في أسر الصليبيين ، و يُقال إنه كان يُصاب بالحمّى وينزف أنفه حتى يُحرّرها!
في كثير من الأحيان كان يرفض أن يذوق طعامًا أو نومًا إذا علم بأسيرٍ في قبضة العدو ، ودفع من ماله ليفتدِيَ 60 ألف أسير مسلم، حتى صار مثلًا يُضرب في الرحمة.
ذات يوم سمع أن فتاة مسلمة وقعت في الأسر، فهاج كالذئب الجريح، واقتحم معسكر الأعداء بفرقته الخاصة قبل أن يلمسها أحد سوء.
حاكمٌ حوّل إربيل إلى جنة على الأرض
- أمر رجاله و أرسل كل عام من العراق إلى فقراء مكة والمدينة كسوة وطعام بقيمة 30 ألف دينار ذهبي (وهو ما يعادل 8 ملايين دولار اليوم !).
- بنى على طرق المسافرين دور الضيافة و مطاعم مجانية ، ووهب كل محتاجٍ نفقة تكفيه لرحلته.
- أسس الذئب الأزرق ملاجئ الأيتام ومجهولي النسب ، وجعل لكل طفل مرضعة ومعلمًا وطبيبًا ، وكان يزورهم بنفسه، يلعب معهم ويخفف آلامهم.
- كان أول من أنشأ مستشفى متخصص لمرضى الجذام ، و رتّب لكل مريض خادمًا ونفقةً لأسرته.
الإصلاح الذي أرعب الفساد فقد قام بعدة إجراءات في إربيل والموصل :
1- منع الخمور والميسر والموسيقى الماجنة.
2- منع دخول المغنيات وتجارة الفاحشة.
3- وضع عقابا صارمًا على "تشبّه الرجال بالنساء" أو العكس.
حتى صارت مدنه آمنة كالقلوب الطاهرة ، لا عاطل فيها عن عمل، ولا جندي إلا و يشتاق للقتال تحت لوائه!
صلاح الدين يزوّجه أخته
عندما رأى صلاح الدين بطولة كوكبوري في حطّين، لم يملك إلا أن يربطه بوشاج الدم ، فزوّجه أخته "ربيعة خاتون" وهى العالمة الفقيهة و التي أسست مدارس إربيل قائلاً:
هذا الرجل يُعادل جيشًا بأكمله.. فكيف إذا صار أخًا؟
لماذا اختفى اسمه من ذاكرة الأمة؟
مات الذئب الأزرق عام 1233م (630 هـ) بعد أن جعل من إربيل نموذجًا للحضارة الإسلامية، لكن التاريخ ظلمه! ربما لأن المؤرخين انشغلوا بتمجيد الملوك ، بينما هو كان يحرر الأسرى ويبني المستشفيات بعيدًا عن الأضواء...
اليوم مظفر الدين كوكبوري في قيامة أرطغرل المسلسل التركي يعاد اكتشاف بطولته ، لكن الحقيقة أعظم من الدراما ، فقد كان رجلًا جمع بين بسالة الأسد ورفق الغزال ، وبين عبقرية القائد وقلب الأب .
رحم الله مظفر الدين كوكبوري.. الذئب الأزرق الذي صار أسطورة تُحكى!"
مصادرنا
سير الأعلام للذهبي ، البداية والنهاية لابن كثير ، مختصر سنا البرق للشامي
إستمتع و تابع أيضا :
غزوات الرسول بالترتيب و بالتاريخ
أول جامعة فى العالم وهي جامعة إسلاميه
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .
