الفتنة الكبرى
القصة الكاملة للأيام التي انشق فيها سيف الصحابة عن بعضه
الفصل الاول: دماء على باب الخلافة
كانت المدينة المنورة تعيش أياماً عصيبة في صيف سنة 35 من الهجرة ، بضع مئات من المخالفين و المحتجين يحاصرون دار خليفة رسول اللّه عثمان بن عفان والملقب بذو النورين ، يطالبون بما يرون أنه العدل والإصلاح .
أما في الداخل، كان عثمان وهو الشيخ الكبير يقرأ القرآن بخشوع و يبكي ، بينما كانت الحجارة تتساقط حوله من نوافذ الدار .
عندما اقتحم المهاجمون دار الخليفه ، وجدوا عثمان ممسكاً بمصحفه ، فما كان منهم إلا أن انقضوا عليه كالذئاب ، فسالت دمائه الطاهرة الزكية على صفحات مصحفه ، فكان بذلك أول دم يهدر في الفتنة الكبرى.
وفي لحظتها وفي المسجد النبوي ، ارتجت القلوب لهول الخبر ، فكان علي بن أبي طالب من أكثر الناس حزناً ، فقد نصح المخالفين و حاول نصحهم وحذرهم، لكن الأقدار كانت أسرع .
الفصل الثاني : موقعة الجمل عندما تقاتل الأحبة
خلال أشهر قليلة ، وجد علي بن ابي طالب نفسه خليفة في زمن لا يريد أحد الخلافة ، فتجد طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام و هما من كبار الصحابة يلحا عليه طلبا في القصاص لدم عثمان ، ومع تصاعد التوتر تزداد الأمور تعقيداً .
خرجت السيدة عائشة - أم المؤمنين - على رأس جيش من مكة إلى البصرة، دفاعا علي ما ترى أنه الإصلاح ، و التقى الجيشان عند المكان الذي عرف فيما بعد بـ "موقعة الجمل".
و في صباح اليوم المشؤوم للمعركه ، وقف علي بن ابي طالب يناشد الجميع: " والله لا أبدأكم بقتال "، لكن سهماً طائشاً أشعل المعركة ، وعند حلول المساء ، كانت الدماء الذكية للصحابه طلحة والزبير قد سالت علي الأرض ، و عائشة - أم المؤمنين - تري ماحدث و تبكي على ما حدث بين الإخوة .
الفصل الثالث : معركة صفين المصاحف المرفوعة
لم تكن الجمل المعركة الأخيرة فهناك في الشام، كان معاوية بن أبي سفيان يري وبحكم أنه ولي الدم يرفض البيعة دون قصاص لابن عمه عثمان. التقى الجيشان عند صفين في صراع دام أشهراً .
وعند اللحظة الحاسمة ، عندما كان جيش إبن أبي طالب علي بعد خطوات من النصر، رفع جيش معاوية المصاحف على أسنة الرماح : "هذا كتاب الله بيننا وبينكم!" ، هنا توقف القتال، وبدأت مفاوضات التحكيم.
لكن وعند هذه النقطة مجموعة من جنود علي بن ابي طالب رفضت الفكرة : "كيف تحكمون الرجال في دين الله؟!"،
..... وهذا كان أول ظهور لهم وهم "الخوارج".
الفصل الرابع: النهروان.. عندما أصبح الدم حلالاً
صار الخوارج جماعة متطرفة ، ومنهم من يكفرون الجميع وأصبحو يستحلون الدماء بدون وجه حق . وعندما وصل إلي علم علي بن ابي طالب أنهم قتلوا امرأة حامل وطفلها ، خرج علي لمحاولة إصلاحهم و التفاهم مع زعمائهم ، إلا أنها صارت مواجهة وقتال عنيف عند النهروان .
أصبحت معركة وحشية ، وبحلول الغروب، كان أكثر من ألفين من الخوارج قد سقطوا ، لكن بذور الكراهية كانت قد زرعت في القلوب .
هنا إتفق ثلاثة من الخوارج الناجين و تعاهدوا على الثأر ، واحد يقتل علي، و الثاني معاوية ، والثالث عمرو بن العاص .
الفصل الخامس: ضربة السيف الأخيرة
في يوم مؤلم وفي ليلة السابع عشر من رمضان سنة 40 من الهجرة ، بينما كان خليفة رسول الله علي بن ابي طالب يؤم الناس في صلاة الفجر ، انقض عليه الخارجي عبدالرحمن بن ملجم بسيف مسموم وهو يصيح "الحكم لله يا علي لا لك " ، صاح وهو يضربه.
بقي علي يتألم ثلاث أيام قبل أن يموت ، ابن ملجم أعدم ، لكن الفتنة لم تمت معه.
" الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها" صدق رسول الله ﷺ
خلاصة مانري :
أولا - التحيز التاريخي :
ثانيا - في بعض الأحيان غياب وجهات النظر المتعددة :
ثالثا : دورالتحريض السياسي أو الصراع القبلي
وبناء علي ماسبق : لا توجد رواية محايدة تمامًا عن الفتنة؛ ادعاء الحياد المطلق غير واقعي.
الدروس التي لم نتعلمها
بعد عشرين سنة فقط من وفاة النبي ﷺ، كان اختلاف الصحابه فصارت الفتنة الكبرى ، الفتنه الكبرى لم تكن مجرد أحداث تاريخية، بل كانت درساً بليغاً في :
- كيف تتحول الخلافات إلى كوارث
- لماذا يجب أن يظل الحوار آول الحلول
اليوم، بعد أربعة عشر قرناً، لا تزال الفتنة الكبرى تطرح السؤال الأهم: كيف نختلف دون أن نقتل بعضنا ؟