قصة الهنود الحمر المسلمين
لقد صورتهم لنا كتب التاريخ وأفلام رعاة البقر على أنهم غريبي الأطوار ، بشرتهم سمراء تميل للحُمرة ، يأكلون لحوم البشر ، ويرتدون ملابس من الريش والجلود بلا رحمة ولا عقيدة .
واهم من يعتقد ان "الهنود الحمر" كتلة واحدة، بينما هم في الحقيقة آلاف القبائل بلغات وثقافات مختلفة تماماً ، كما أن ربطهم جميعاً بالإسلام هو تعميم غير دقيق .
وما كان لأحد منا أن يتخيل ، أن الهنود الحمر بدون عقيده كذلك بل إن نسبه لا يستهان بها كانو من المسلمين ، الذين كانوا يعيشون في سلام ، حتى جاء الأوروبيون الغزاة وأبادوهم ، وقتلوا منهم عشرات الملايين ، في أكبر مذبحة في تاريخ البشرية ، وسلبوا أموالهم وديارهم ، كما ذكر '' منير العكش " الباحث في علوم الإنسانيات في كتابه " أمريكا والإبادات " .
العجيب أن غالبية المسلمين الآن ، لا يعرفون أن من الهنود الحمر مسلمين بالتالي هم إخوانهم في العقيدة والدين ، ولا يعرفون حقيقتهم التي تحدث عنها كثير من كتاب الغرب أنفسهم .
هل صحيح ان الهنود الحمر كانوا مسلمين ؟
يستند أنصار هذه نظرية أن الهنود الحمر كان أغلبهم مسلمين إلى أبحاث مثل التي قدمها البروفيسور ليو وينر (Leo Wiener) من جامعة هارفارد في كتابه 'Africa and the Discovery of America'، الذي أشار فيه إلى وجود تأثيرات إفريقية و إسلامية على ثقافات السكان الأصليين".
حيث يقول البروفسور فى جامعة هارفرد "ليو وينر " فى كتابه " أفريقيا و إكتشاف أمريكا " :
( إن #كريستوفر_كولومبس كان واعياً الوعى الكامل بالوجود الإسلامى فى أمريكا قبل مجيئه إليها )
إليك نسخه مجانيه متاحه عبر الإنترنت من الكتاب
وقد أورد كريستوفر كولومبس المستكشف ذلك بنفسه فى مذكراته قائلا :
" إن الهنود الحمر يلبسون لباساً قطنياً شبيهاً باللباس الذى تلبسهُ النساء الغرناطيات المسلمات " ، كما كتب أنه أثناء ترحاله قد وجد مسجداً إسلاميا فى كوبا والعديد من الطراز المعماري للأندلسيين .
بل إن ربان السفن التي حملت كولومبس ، كان بحارا مسلما ، وهذا دليل على أن المسلمين كانوا يعرفون تلك الارض ، ووصلوا إليها بدينهم وأخلاقهم ، قبل الغرب بسنين طويلة .
من الجدير بالذكر عند هذه النقطة أن أول وثيقة هدنة ، بين كريستوفر وبعض قبائل الهنود الحمر موقعة من رجل مسلم اسمه محمد ( الوثيقة موجودة فى متحف تاريخ أمريكا بتوقيع بحروف عربية من رجل من الهنود الحمر اسمه محمد ) .
وقد أكدت دراسات تاريخية متخصصة ومن علماء معتبرين أن أقدم الكنائس الموجودة في المكسيك هي في الاصل مساجد بدليل محاريبها ومآذنها وطرق بنائها .
كما ذكر أبو بكر الخلال ، في كتابه " الحث على التجارة " ، أن الإمام الشعبي قال : إن خلف الأندلس قوم من المسلمين يعيشون في مناطق الماس والذهب .
و هذه هي المنطقة المعروفة حالياً بالامريكتين .
كما أشار لذلك الإدريسي في مسالكه ، عندما تحدث عن مجموعة من الشباب الأندلسيين من مدينة لشبونة ، ذهبوا في رحلة بحرية للمنطقة الواقعة خلف المحيط الأطلسي ، ونشروا فيها الإسلام ، وقد اعتنق سكان هذه المناطق الدين الإسلامي .
أما في الكتب الانجليزية والتي صدرت في وصفهم ، أى عن الهنود الحمر المسلمين في بداية القرن الـ16 ، فقد وصفتهم بأنهم "وحوش لا تعقل ويأكلون لحوم البشر ولحوم زوجاتهم وأبناءهم ".
وقد لعبت هذه النظرة الاستعلائية والاستعمارية دورا مهما في تبرير إبادة همجية ارتُكبت ضد سكان الأرض ، و التي سميت لاحقا الولايات المتحدة الأميركية .
ما هي لغة الهنود الحمر؟
لا يتحدث الهنود الحمر المسلمين لغة واحده غير أنه يغلب عليهم اللغة الواييوية أو لغة الواييو أو كواخيرو ( بالإنجليزية: Wayuu language ) ، وهي لغة يتكلمها حوالي 305000 نسمة من الهنود الحمر واييون ، حيث يتكلم بها في شمال غرب فنزويلا وشمال كولومبيا ، وتكتب هذه اللغة بالأحرف اللاتينية .
كيف كانت نهايه الهنود الحمر؟
ظل السكان الأصليون ( ومنهم الهنود الحمر المسلمين ) يقاومون طيلة أربعة قرون زحف الأميركيين الأوروبيين ثم خارت المقاومة وانتهت تماما بعد مذبحة الركبة الجريحة عام 1890 التي وضعت حدا لحروب الهنود الحمر و أنهت عصر المواطنين الأصليين الذين كانوا يعيشون في البراري .
هل الهنود الحمر موجودين الان ؟
يبلغ عدد الأمريكيون الأصليين الآن 4.1 مليون نسمة ، يمثّلون فقط 1.5% من إجمالي تعداد السكان في الولايات المتحدة ، ينقسمون إلى 556 قبيلة معترف بها فدراليا .
إذا أردت أن تطلع أكثر على قضية إخوانك الهنود الحمر ، فعليك الرجوع لكتاب المظلومون في التاريخ للكاتب '' شاكر مصطفى '' وكتاب " مائة من عظماء الإسلام " للكاتب '' جهاد الترباني " .
إرسال تعليق