كيف ومتى مات خالد بن الوليد ؟
قد قيل إن حكمة الله -عز وجل- قضت أن لا يستشهد خالد بن الوليد في أية معركة ، فهو سيف الله المسلول ، ولا يمكن قتله من قبل أعداء الله ، لم يكن لسيف أقامه رب العزه أن يغمد أبدا في غمار المعارك ، إنه هو القائد الذي لم يهزم في التاريخ قط ، إنه خالد بن الوليد .
سبب وتاريخ وفاة خالد بن الوليد
في حمص بالشام في العام ٢١ هجري ألمَّ بخالد بن الوليد مرض الموت ، فاحاطت به سكراته بعد مسيرة عظيمة من الدعوة والجهاد في سبيل الله ، فشعر بالضعف والتعب ، ولكنه كان صبورا ومتيقناً برحمة ربه .
وداع الأخوة
زاره الصحابي الجليل أبو الدرداء ، وهو في مرضه ، فدار بينهما حوار مؤثر ، تحدث فيه خالد عن مشاعره وأحاسيسه في تلك اللحظات الأخيرة .
قال أبو الدرداء لخالد: "يا أبا الدرداء! لئن مات عمر ، طلترين أمورا تنكرها." فأجابه أبو الدرداء : "وأنا والله أرى ذلك!"
كان هذا الحوار نبوءة صحيحة، فقد توفي عمر بن الخطاب بعد فترة قصيرة من وفاة خالد بن الوليد ، وشهدت الدولة الإسلامية بعد ذلك العديد من الفتن والصراعات.
ماذا كان اخر ما قاله خالد بن الوليد قبل موته؟
شهد خالد بن الوليد حوالي مئة معركة بعد إسلامه ، وقد قال خالد بن الوليد وهو على فراش الموت :
لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها ، وما في بدني موضع شبر ، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي فلا نامت أعين الجبناء .
كم طعنه في جسد خالد بن الوليد؟
يروي الدكتور سيد بن حسين العفاني في كتابه «أحوال الطيبين الصالحين عند الموت» ، عن أبي الزناد : أن خالداً بن الوليد لما احتضر بكى ، وقال: « لقيت كذا وكذا زحفاً ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء ».
وصية خالد بن الوليد
قبل وفاة خالد بن الوليد ، أوصى بوصية مؤثرة ، فقد طلب من المسلمين أن يتمسكوا بالقرآن والسنة، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ، كما أوصى بضرورة الوحدة والتكاتف بين المسلمين ، وحذرهم من الفتن والاختلافات .
ماذا فعل عمر بن الخطاب عندما مات خالد بن الوليد؟
ويأتي خبر وفاة خالد بن الوليد إلي الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - فى المدينة ، وهو الذي يعرف قيمة خالد ، فيظل واقفاً يرتعش ويرتعد ، انزوى بنفسه، وأخذ يبكي .. ويقول: "ذهبوا وتركوني" ويكرر فيقول :
إنا لله وإنا إليه راجعون! والله يا أبا سليمان، لقد عشتَ سعيداً، ومتَّ حميداً، وما عند الله خيرٌ .
ثم يبكي رضي الله عنه ويقول : مضوا وخلفوني وحدي، مضوا وخلفوني وحدي .
فترتج المدينة بالبكاء والنحيب لبكاء عمر ومصابهم بـ خالد ، ويأتي رجل إلى عمر، ويقول: يا أمير المؤمنين! إن نساءنا يبكين، ويندبن خالداً .
قال : ثكلتك أمك! على مثل أبي سليمان فلتبكِ البواكي ، لكن لا صراخ ولا قلقلة .
خالد بن الوليد في الذاكرة
سيظل خالد بن الوليد حاضراً في ذاكرة المسلمين على مر العصور فكلنا يراه رمزًا للشجاعة والإقدام والتضحية ، وقد كتب المؤرخون الكثير عن سيرته وحياته ، فقد أصبحت قصته مصدر إلهام للكثيرين .
بتصرف ومن المصادر
ابن كثير في " البداية والنهاية "
السيوطي في " الخصائص الكبرى "
سيد بن حسين العفاني في «أحوال الطيبين الصالحين عند الموت»
إرسال تعليق