ذا النون
إنه يونس بن متى صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء، عاش في أرض الموصل، وبعثه الله إلى أهل نينوى، وسمَّي في القرآن سورة باسمه، وذكره في معرض قصص الأنبياء؛ فقال تعالى:(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء:78-88.
دعا قومه فلم يستجيبوا له أول الأمر، فذهب "غضبانا" مُغاضباً لهم، وركب البحر وشاء الله أن السفينه تهيج بها الرياحُ العاتية وتتلقاها الأمواج الشديد العاليه .
يونس في بطن الحوت
وكانت جرت العاده بين اهل هذا الزمان إلى الاقتراع وإنزال أحدِ الركاب اذا هاج البحر وعند الاقتراع وقع السَّهم عليه ورغم تكرار الاقتراع لثلاث مرات على التوالى إلا أن النتيجه كانت دائما اسمه ، فكان من المدحضين، فالتقمه الحوتُ وهو مليم، ولذا نُسب إلى الحوت فيقل له : (ذو النون) .وعاش فترة في بطن الحوت، لا يهشم له لحماً، ولا يكسر له عظماً، لكنه في ظلمات موحشة، وأنقذه الله منها – وإن خرج سقيماً ضعيفاً – بسبب تعرُّفِه على الله في الشدة كما كان يعرفه في الرخاء، وإذا احتمى الأنبياءٌ بحمى الله واعترفوا له بالخطيئة، ودعوه بالفرج فغيرهم أولى بذلك.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن يونس عليه السلام كان وعد قومه العذاب، وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام، فتفرقوا بين كل والدةٍ، وولدها، ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه، فكف الله عنهم العذاب، وغدا يونس عليه السلام ينتظر العذاب فلم ير شيئاً، وكان مَنْ كَذَبَ ولم يكن له بيِّنة قُتل.
فانطلق مغاضباً، حتى أتى قوماً في سفينةٍ، فحملوه، وعرفوه ، فلما دخل السفينة ركدت، والسفن تسير يميناً وشمالاً،
فقال: ما بال سفيتكم؟ قالوا: ما ندري.
قال: ولكني أدري، إن فيها عبداً أبِقَ من ربه، وإنها والله لا تسير حتى تُلقوه،
قالوا: أما أنت والله يا نبي الله فلا نلقيك.
فقال لهم يونس عليه السلام: اقترعوا فمن قرع فليقع، فاقْتَرَعوا، فقرعهم يونس عليه السلام ثلاث مرار، فوقع وقد وُكِّل به الحوت، فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الأرض، فسمع يونس عليه السلام تسبيح الحصى:(فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]
قال: ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر، وظلمة الليل.
قال: (لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) [القلم:49].
خروج يونس من بطن الحوت
قال: كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، فكان يستظل بها أو يصيب منها فيبست، فبكى عليها حين يبست، فأوحى الله إليه: أتبكي على شجرة أن يبست، ولا تبكي على مئة ألف أو يزيدون، أردت أن تهلكهم؟!فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنماً.
فقال: ممن أنت يا غلام؟
قال: من قوم يونس.
قال: فإذا رجعت إليهم فأقرئهم السلام، وأخبرهم أنك لقيت يونس.
فقال الغلام: إن تكن يونس فقد تعلم أنه من كذب ولم يكن له بينة قتل، فمن يشهد لي؟
قال: تشهد لك هذه الشجرة، وهذه البقعة.
فقال الغلام ليونس: مُرْهما.
فقال لهما يونس : إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له.
قالتا: نعم.
فرجع الغلام إلى قومه، وكان له إخوة وعزوة فكان في منعة من القوم فأتى الملك، فقال: إني لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام.
فأمر به الملك أن يقتل، فقال: إن له بينة، فأرسل معه.
فانتهوا إلى الشجرة والبقعة، فقال لهما الغلام: نشدتكما بالله هل أشهدكما يونس؟
قالتا: نعم.
فرجع القوم مذعورين يقولون: تشهد لك الشجرة والأرض.
فأتوا الملك، فحدثوه بما رأوا، فتناول الملك يد الغلام فأجلسه في مجلسه، وقال: أنت أحق بهذا المكان مني، وأقام لهم أمرهم ذلك الغلام أربعين سنة.
وإلى هنا تنتهى رواية ابن مسعود -رضي الله عنه
وكم هو عظيم دعاء ذي النون؟ وأعظ منه سماع النجوى واستجابة الله للنداء:(فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:87-88].
إستمتع و تابع أيضا :
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .