من هو الصحابي الذي كلمه الذئب ؟
إنه الصحابي الجليل اهبان بن اوس ، و هو ممن بايع من أصحاب النبي محمد ﷺ تحت الشجرة ، وصلى إلي القبلتين ، ونزل وعاش في الكوفة ، ومات بها في ولاية المغيرة بن شعبة ، من قبل معاوية .
اهبان بن اوس هو ذلك الاسم الذي يرتبط في الأذهان بقصة عجيبة تدل على عظمة الله وقدرته ، وعلى صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
روى من حديث محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ : حدثني أبو طلحة، حدثني سفيان بن حمزة الأسلمي سمع عبد الله بن عامر الأسلمي عن ربيعة بن أوس، عن أنس بن عمرو، عن أهبان بن اوس قال: كنت في غنم لي فكلمني الذئب .
تفاصيل قصة اهبان والذئب
ورد إلينا أن اهبان بن اوس كان يمتهن رعاية الغنم ، وفي ذات نهار كان يرعى غنمه كالمعتاد ، ولكن في هذه الأثناء كان هناك ذئب يتربص بحثا عن أي طعام ، هاجم الذئب شاة قاصية محاولا افتراسها ، تدخل أهبان للدفاع عن شاته وتخليصها من الذئب ، فجلس الذئب قائما على ذنبه ، وقال له:
"ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقًا ساقه الله إليّ؟ .
تفاجأ أهبان من كلام الذئب ، وقال: "ما أعجب هذا ! ذئب يتكلم !!
ثم تذكر أهبان ما سمعه عن النبي محمد ﷺ ، فذهب إليه وحدثه بما رأى ، فصدق النبي صلى الله عليه وسلم قوله ، مخبرا إياه أن تلك من آيات الله تعالى يريها لمن يشاء من عباده .
قال أهل الحديث أن هذا من دلائل النبوة ، أما الشاهد عندنا من ذكره فهو الوقوف على أن الذئب ، وهو الحيوان "غير العاقل"، مخلوق موحد ومؤمن بأن الله يرزقه وهو يأخذ بأسباب الاِسترزاق، وهو كذلك موقن برسالة سيد الخلق محمد بن عبد الله النبي الأمي ﷺ .
الدروس المستفادة :
قصة هذا الصحابي البطل تحمل في طياتها الكثير من العبر، وتثير في النفس العديد من الأسئلة حول قدرة الله وعلاقته بخلقه .
أولا : الإيمان بقدرة الله : يجب علينا أن نعجب بقدرة الله تعالى على كل شيء ، وأن نتأمل في آياته في الكون وفي أنفسنا.
ثانيا : الإيمان بالغيب : يجب أن نؤمن بما جاء في القرآن والسنة ، حتى لو بدا لنا مستحيلاً ، فالله قادر على كل شيء.
ثالثا : التوكل على الله : يجب أن نتوكل على الله في كل أمر، وأن نسلم لأمره وقضائه .
رابعا : الحكمة من كل شيء : كل شيء مهما كان له حكمة ، حتى لو لم نفهمها في الوقت الحالي .
نقول عزيزي القارئ أخبر سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه أقام في هذه الأرض مخلوقات ، تشارك الإنسان في كثير من الصفات، حيث قال عز من قائل: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} (الأنعام:38) .
ختامًا:
قصة اهبان بن اوس والذئب هي معجزة تدل على عظمة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وهي قصة تذكرنا بضرورة الإيمان بالغيب ، والتوكل على الله ، والبحث عن المعرفة .
إرسال تعليق