إنه هو الصحابي الذي هجم على جيش الروم وحده !!! ...
إنه فارس الإسلام و شاعر المعارك
الصحابي الجليل ضرار بن الأزور - رضي الله عنه -
كان مقاتلاً من الطراز الفذ ، شجاعاً مقداماً يخترق الصفوف بلا خوف أو تردد ، الأمر الذي جعل سيف الله خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يعتمد عليه اعتماداً كبيراً في فتوحاته بالشام لدرجة أن أصبح ضرار هو الرجل الثاني في الجيش بعد خالد .
نشأته وإسلامه
كان ضرار بن الأزور من بني أسد بن خزيمة ، وكان فارساً وشاعراً مبدعاً قبل إسلامه ، اشتهر بحبه للمعارك ، وكان له مكانة مرموقة بين قومه.
أسلم ضرار بعد فتح مكة ، وبعد أن أسلم ، ترك كل ما يملك من مال وجاه ، وأقبل على الإسلام بكل إخلاص ، وقد لاقى إعجاب النبي ﷺ الذي ثمن تضحيته ، وقال له: "ربح البيع " ، ودعا الله ألا تُغبن صفقته هذه، فقال النبي : «ما غُبِنتْ صفقتك يا ضرار» .
مكانته عند النبي ﷺ
كان ضرار بن الأزور يتمتع بمكانة خاصة عند النبي ﷺ ، فقد كان يثق به ويعتمد عليه في الكثير من الأمور ، وقد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من السرايا و المهام الحساسة .
أما سبب اللقب الغريب الذي أطلقه عليه أعداؤه فله قصة وحكايه .....
الشيطان عاري الصدر
جاء في كتب التاريخ أنه فى معركة أجنادين بين المسلمين والروم ،في أثناء المعركة وعندما حمي الوطيس خلع ضرار بن الأزور درعه وقميصه لكي يستطيع التحرك بخفة ، وهجم بمفرده على جيش الروم ، وأحدث مقتلة عظيمة في صفوفهم ، على الرغم من تفوقهم العددي .
ما إن رآه الروم عاري الصدر ، حتى قالوا هذه هي الفرصة التي لن تعوّض ، لنقتل الرجل الذي أزعجنا منذ بداية المعركة ، فهو الآن بلا درع يحميه ، فتجمع عليه الجنود حتى كاد لا يرى ، فقتلهم جميعاً بلا استثناء وخرج بين بينهم بلا خدش .
فإستحق بذلك إطلاقهم عليه لقب " الشيطان عاري الصدر " وانتشرت هذه الأسطورة في صفوف الأعداء بسرعة رهيبة بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى وأصبح بعد ذلك يقاتل عاري الصدر متعمداً ليرهب الأعداء فما أن يروه حتى يفرون من أمامه قائلين :
"جاء الشيطان عاري الصدر.. جاء الشيطان عاري الصدر" .
فى تلك المعركة معركة أجنادين وصل ضِرار رضى الله عنه الى قائد الروم"وردان" و عرفه فدارت مبارزة قوية بينهما ، فاخترق سيف ضرار بن الأزور صدر (وردان) وأكمل السيف المهمه فقطع رأسه .
عاد ضرار برأس (وردان) إلى المسلمين ، عندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات التكبير.. الله أكبر.. الله أكبر..
ضرار بن الأزور في حصار دمشق
دخل ضرار بن الأزور على جيش الكفار ، وأخذ يقتل فيهم ، يمنة و يسرة ، حتى خافوا ولم يستطيعوا أن يقاتلوه وجهاً لوجه ، فأخذوا يضربونه بالسهام من بعيد .
اتخذوا أسلوب الجبناء ، رغبة في القضاء على ضرار بن الأزور ، حتى سقط أسيراً ، وأراد الرومان أن يأخذوه حياً إلى الإمبراطور الروماني "هرقل" ليقدموه له هدية .
وأي هدية يقدموا له "الشيطان عاري الصدر" على حد قولهم ليقتله بـنفسه ، ولكن هيهات ، لقد أنقذه المسلمون ، ولو عرفتم كيف تم أنقاذه .... لأصابكم الذهول !
إنقاذ ضرار بن الأزور
قدم خالد ابن الوليد رضي الله عنه ، بـجيش كامل يساند جيش المسلمين ، في محاولة لإنقاذ ضرار بن الأزور ، وإذ في الجيش منظر شاب ملثم الوجه ، لا يُرى الا عيناه .
أخذ يهجم وحده على الكفار يقتل منهم ، وينسحب حتى جُن جنون الروم.!!!
"أقتلوا هذاالفارس" أخذت كتبية تلاحق هذا الفارس فـاستدرجهم حتى تم قتلهم جميعاً ، فذهب له خالد ابن الوليد .
وقال له "لقد ملأت قلوبنا اعجاباً ايها الشاب فـقل لنا من أنت"
نظر اليه الفارس دون أن يجيب ، وأنطلق يغير مرة أخرى على الكفار ، وأمر خالد بالهجوم الشامل على جيش الكفار وأصر خالد على معرفة هذا الفارس ، "من أنت أيها الفارس فو الله لـنكرمك" وهُنا .. سمع ذلك الصوت فإذا هو صوت فتاة.!!!
خلعت قناعها .. وإذ هي خولة بنت الازور ، أخت الفارس عاري الصدر ضرار ابن الأزور ، وأخذت تسترجي خالد أن يسمح لها بالقتال في جيش لا تقاتل فيه النساء .
ولكن هذه الفارسة المغوارة من هذه العائلة الجبارة ، عائلةالازور ، عائلة الفروسية ، فكانت بذلك من أسباب انقاذ أخيها من بين أيدي الروم .
وصُنفت خولة بنت الأزور كأشجع إِمرأة فى التاريخ الآسلامي ، رضى الله عنهم وأرضاهم جميعاً ...
وفاة ضرار بن الأزور
تُرجح الروايات أن ضرار بن الأزور قد توفي في طاعون عمواس ، الذي حصد أرواح العديد من الصحابة ، ودُفن في هذه البلدة التي سميت باسمه .
ختاما نقول ضرار بن الأزور هو مثل أعلي يحتذى به ، فقد كان رمزا للشجاعة والإخلاص والتضحية ، ولقد قدم حياته فداءً للإسلام ، وكان مثالاً للفارس المسلم الذي يجمع بين القوة والإيمان. ومهما مر الزمن ، ستبقى قصته حية في ذاكرة الأمة الإسلامية .
المصادر
ابن عبدالبر : الاستعياب
ابن حجر : الاصابة في تمييز الصحابة
إرسال تعليق