أول جامعه بالعالم

أول جامعة في العالم

جامعة القرويين في المغرب

لا يمكن تحديد شخص واحد بعينه على أنه أول من اخترع فكرة الجامعة ، حيث تطورت فكرة الجامعة تدريجيًا عبر التاريخ من خلال مؤسسات تعليمية مختلفة غير أن كل العلماء أجمعو أن أول جامعة بالعالم بالشكل الذي نعرفة الآن هي جامعة القرويين في المغرب .

ولكن تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من المؤسسات التي سبقتها كفكره مثل " بيت الحكمة " وهي مكتبة ومدرسة تأسست في بغداد عام 832 م في عهد الخليفة العباسي المأمون .

النشأة : 

يجمع المؤرخين أن أول جامعة بالمنظور الحديث في العالم هي جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب ، التي تأسست عام 859 م على يد السيدة فاطمة الفهرية كمسجد صغير ثم مع مرور الوقت، تطور هذا المسجد ليصبح مركزًا تعليميًا ودراسيًا كبيرًا .

في البداية، كانت جامعة القرويين تركز على التعليم الديني والشريعة الإسلامية، حيث كان يتم تدريس القرآن الكريم والحديث النبوي والفقه وأصول الدين ، ولكن سرعان ما توسعت في نطاق التخصصات المدروسة ليشمل مجالات أخرى مثل الطب والرياضيات والفلك والفلسفة .

وتُعدّ جامعة القرويين نموذجًا مبكرًا للجامعات الحديثة، حيث كانت تُدرّس فيها مختلف العلوم ، وكانت أول مؤسسة تعليميه تتمتع باستقلالية مالية وإدارية .

دور جامعة القرويين في النهضة العلمية والثقافية :

لعبت جامعة القرويين دورًا محوريًا في النهضة العلمية والثقافية في العالم ، و كان للجامعة مكتبة ضخمة ضمت مخطوطات ونسخ نادرة من المؤلفات العلمية والدينية. كما كان لها دور بارز في ترجمة الكتب من اليونانية والسريانية إلى العربية، مما أتاح نشر المعرفة العلمية والفلسفية القديمة في العالم الإسلامي.

أبرز العلماء والمفكرين الذين درسوا في جامعة القرويين أو علَّموا فيها:

- ابن رشد ( أفيروس ) - فيلسوف وطبيب وعالم رياضيات

- الإدريسي - جغرافي وخريطي

- ابن خلدون - مؤرخ وفيلسوف

- الزهراوي - عالم طب وجراحة

هؤلاء العلماء ساهموا بشكل كبير في تطوير المعرفة البشرية في مجالات مختلفة، وكان لجامعة القرويين الفضل في تنشئتهم وتأهيلهم.

أثرها على التعليم في المغرب والعالم الإسلامي :

لم يقتصر تأثير جامعة القرويين على العالم الإسلامي فحسب، بل امتد ليشمل النظم التعليمية في المغرب والعديد من الدول الأخرى. فقد كانت هذه الجامعة نموذجًا ورائدًا لكثير من المؤسسات التعليمية التي أنشئت لاحقًا في المنطقة.

الجامعة في العصر الحديث :

على الرغم من قدمها وتاريخها العريق، لا تزال جامعة القرويين قائمة ونشطة حتى يومنا هذا ، فهي تضم اليوم عددًا كبيرًا من الطلاب القادمين من مختلف أنحاء المغرب والعالم العربي والإسلامي .

و تواصل الجامعة دورها في التعليم والبحث العلمي، حيث تقدم برامج دراسية متنوعة في مجالات مثل الشريعة والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ، كما تحتضن الجامعة مراكز بحثية ومعاهد متخصصة تُعنى بدراسة التراث الإسلامي والحضارة المغربية.

وبهذا فإن جامعة القرويين لا تزال تؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للمغرب والعالم الإسلامي ، بالإضافة إلى مساهمتها في إنتاج المعرفة والبحث العلمي المتميز.

خاتمه :

أخيرا نقول إن جامعة القرويين هي شاهد حي على عراقة التعليم العالي في العالم الإسلامي فهذه المؤسسة التعليمية التي تأسست قبل أكثر من 11 قرن، لعبت دورًا محوريًا في نشر العلوم والمعارف الإسلاميه والإنسانية.