مواضيع مهمة

بالصوت والصورة

ADS

?max-results="+numposts5+"&orderby=published&alt=json-in-script&callback=recentarticles8\"><\/script>");

من عهد النبي واصحابه

السبت، 12 نوفمبر 2016

البطل المسلم صاحب البشارة

منذ عهد معاوية بن أبى سفيان قام الكثيرون بمحاولات فتح القسطينية ليكون صاحب البشارة النبوية التي بشر بها النبي – صلى الله عليه وسلم- بقوله :
" لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش"
فمن هو صاحب تلك البشارة ؟...إنه "محمد الفاتح" ابن السلطان العثماني "مراد الثاني"...
طفولة "محمد الفاتح" .. والإعداد الجيد :
ولد "محمد" ابن السلطان "مراد الثاني" في (27من رجب 835 ﻫ = 30 من مارس 1432م)
ونشأ تحت رعاية أبيه السلطان "مراد الثاني" سابع سلاطين الدولة العثمانيةالذي عمل على تعليمه وإعداده ليكون جديرًا بمنصب السلطان ، والقيام بمسئوليته ، فأتم "محمد الفاتح" حفظ القرآن ، وقرأ الحديث النبوي ، وتعلم الفقه الإسلامي . 
ودرس "محمد الفاتح"  الرياضيات والفلك وفنون الحرب والقتال ، وإلى جانب ذلك تعلم اللغات العربية والفارسية واللاتينية واليونانية ، وخرج مع أبيه في معاركه وفتوحاته .
ثم ولاه أبوه إمارة صغيرة ؛ ليتدرب على إدارة شئون الدولة تحت إشراف عدد من كبار علماء عصره ، وهو ما أثر في تكوين شخصية الأمير الصغير ، وبناء تفكيره بناءً إسلاميًّا صحيحًا .
وقد نجح الشيخ "آق شمس الدين "- وكان واحدًا ممن قام على تربية "محمد الفاتح" وتعليمه – في بث روح الجهاد والتطلع إلى معالي الأمور في نفس الأمير الصغير، وأن يلمح له بأنه المقصود ببشارة النبي – صلى الله عليه وسلم- .. وكان لهذا الإيحاء دور كبير في حياة "محمد الفاتح" فنشأ محبًّا للجهاد ، عالي الهمة والطموح ، واسع الثقافة ، وعلى معرفة هائلة بفنون الحرب والقتال .
توليه الحكم .. والعمل على تحقيق البشارة :
 وبعد وفاة أبيه السلطان "مراد الثاني" في (5 من المحرم 852 ﻫ = 7 من فبراير 145 م) تولى "محمد الفاتح" عرش الدولة العثمانية ، وكان شابًّا فتيًّا في العشرين من عمره ، ممتلأ حماسًا وطموحًا ، يفكر في فتح مدينة "القسطنطينية" عاصمة الدولة البيزنطية .. وسيطر هذا الحلم على مشاعر "محمد الفاتح" ، فأصبح لا يتحدث إلا في أمر الفتح ، ولا يأذن لأحد ممن يجلس معه أن يتحدث في موضوع غير هذا الموضوع .
وكانت الخطوة الأولى في تحقيق هذا الحلم هو السيطرة على مضيق "البسفور" حتى يمنع "القسطنطينية" من وصول أية مساعدات لها من أوروبا ، فبنى قلعة كبيرة على الشاطئ الأوروبي من مضيق "البسفور" ، واشترك هو بنفسه مع كبار رجال الدولة في أعمال البناء ، ولم تمض ثلاثة أشهر حتى تم بناء القلعة التي عرفت بقلعة "الروم" ، وفى مواجهتها على الضفة الأخرى من "البسفور" كانت تقف قلعة "الأناضول" ، ولم يعد ممكنًا لأي سفينة أن تمر دون إذن من القوات العثمانية .
وفى أثناء ذلك نجح مهندس نابغة أن يصنع للسلطان "محمد الفاتح" عددًا من المدافع ، من بينها مدفع ضخم عملاق لم يُرَ مثله من قبل ، كان يزن (700) طن، وتزن القذيفة الواحدة (1500) كيلو جرام، وتسمع طلقاته من مسافات بعيدة ، ويجره مائة ثور يساعدها مائة من الرجال الأشداء وأطلق على هذا المدفع العملاق اسم المدفع السلطاني .
فتح "القسطنطينية" .. وتحقق البشارة :
وبعد أن أتم السلطان "محمد" استعداداته زحف بجيشه البالغ (265) ألف مقاتل من المشاة الفرسان ومعهم المدافع الضخمة حتى فرض حصاره حول "القسطنطينية" ، وبدأت المدافع العثمانية تطلق قذائفها على أسوار المدينة الحصينة دون انقطاع ليلاً أو نهارًا ، وكان السلطان يفاجئ عدوه من وقت لآخر بخطة جديدة في فنون القتال حتى تحطمت أعصاب المدافعين عن المدينة وانهارت قواهم .
وفى فجر يوم الثلاثاء الموافق (20من جمادى الأولى 827 ﻫ = 29 من مايو 1453 م) نجحت القوات العثمانية في اقتحام الأسوار ، وزحزحة المدافعين عنها بعد أن عجزوا عن الثبات ، واضطروا للهرب والفرار ، وفوجئ أهالي "القسطنطينية" بأعلام العثمانيين ترفرف على الأسوار ، وبالجنود تتدفق إلى داخل المدينة كالسيل المتدفق .
وبعد أن أتمت القوت العثمانية فتح المدينة دخل السلطان "محمد"- الذي أطلق عليه من هذه اللحظة "محمد الفاتح" – على ظهر جواده في موكب عظيم وخلفه وزراؤه وقادة جيشه وسط هتافات الجنود التي تملأ المكان :
"ما شاء الله ، ما شاء الله ، يحيا سلطاننا ، يحيا سلطاننا "
ومضى موكب السلطان حتى بلغ كنيسة "آيا صوفيا" حيث تجمع أهالي المدينة ، وما إن علموا بوصول السلطان "محمد الفاتح" حتى خرُّوا ساجدين وراكعين ، ترتفع أصواتهم بالبكاء والصراخ لا يعرفون مصيرهم وماذا سيفعل معهم السلطان "محمد الفاتح" .
ولما وصل السلطان نزل عن فرسه ، وصلى ركعتين شكراً لله على توفيقه له بالفتح ، ثم توجه إلى أهالي المدينة ، وكانوا لا يزالون على هيئتهم وقال لهم :
قفوا ... استقيموا .. فأنا السلطان "محمد" أقول لكم ولجميع إخوانكم ولكل الموجودين إنكم منذ اليوم في أمان على حياتكم وحرياتكم 
ثم أمر السلطان "محمد الفاتح" بتحويل الكنيسة إلى مسجد ، وأذن فيه بالصلاة لأول مرة ، ولا يزال يعرف حتى الآن بجامع "آيا صوفيا" ، وقرر اتخاذ "القسطنطينية" عاصمة لدولته ، وأطلق عليها اسم "إسلام بول" آي دار الإسلام ، ثم حرفت بعد ذلك واشتهرت بإستانبول .
وسلك السلطان مع أهالي المدينة سلوكًا به رحمة وتسامح يتسم مع ما يأمرنا به الإسلام ، فأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى والرفق بهم ، وقام بنفسه بفداء عدد كبير من الأسرى من ماله الخاص ، وسمح بعودة الذين غادروا المدينة في أثناء الحصار إلى منازلهم .
ما بعد فتح "القسطنطينية" :
حقق "محمد الفاتح" هذا الإنجاز الكبير وهو في الثالثة والعشرين من عمره ، وكان هذا دليلاً على نبوغه العسكري المبكر ، واستحق بذلك بشارة النبي – صلى الله عليه وسلم- لمن يفتح هذه المدينة العريقة .

وبعد هذا اتجه "محمد الفاتح" إلى استكمال فتوحاته في بلاد "البلقان" ، فتمكن من فتح بلاد "الصرب" و"المورة" و"رومانيا" و"ألبانيا" وبلاد "البوسنة والهرسك" ، ثم تطلعت أنظاره إلى أن يكون إمبراطورًا على "روما" وأن يجمع فخارًا جديدًا إلى جانب فتحه "القسطنطينية" .
ولكي يحقق هذا الأمل الكبير كان عليه أن يفتح "إيطاليا" ، فاستعد لذلك وجهز أسطولاً عظيمًا ، ونجح في إنزال قواته وأعداد كبيرة من مدافعه بالقرب من مدينة "أوترانت" الإيطالية ، وتمكن من الاستيلاء على قلعتها ، وذلك في (جمادى الأولى 885 ﻫ = يوليو 1480م) .
وعزم "محمد الفاتح" على أن يتخذ من مدينة "أوترانت" قاعدة يزحف منها شمالاً حتى يصل إلى "روما" ، وفزع العالم الأوروبي من هذه المحاولة ، وانتظر سقوط مدينة "روما" العريقة في يد "الفاتح" ، لكن الموت هاجمه فجأة وهو يستعد لتحقيق هذا الحلم في (4 من ربيع الأول 886 ه = 3 من مايو 1481م) ، وابتهجت أوروبا كلها بعد سماعها نبأ الوفاة ، وأمر بابا "روما" أن تقام صلاة الشكر في الكنائس ابتهاجًا بهذا النبأ .
"محمد الفاتح" .. رجل دولة وراعى حضارة :
اتسعت رقعة الدولة العثمانية في عهد "الفاتح" اتساعًا كبيرًا لم تشهده من قبل بفضل قيادته الحكيمة وسياسته الرشيدة .. ولم يكن ذلك كل إنجازات الفاتح ، فقد استطاع بمساعدة بعض رجاله الأوفياء من وضع دستور للدولة مستمد من كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والتزمت به الدولة العثمانية ما يقرب من أربعة قرون .
واستطاع على الرغم من انشغاله من إنشاء أكثر من (300) مسجد ، منها في العاصمة "إستانبول" وحدها (192) مسجدًا وجامعًا ، بالإضافة إلى (57) مدرسة ، ومن أشهر آثاره المعمارية مسجد "السلطان محمد" ، وجامع "أبى أيوب الأنصاري"، وقصر "سراي طوب قبو".
واشتهر "محمد الفاتح" بأنه كان محبًّا للأدب ، وكان شاعرًا مجيدًا يحب القراءة ويداوم عليها ، ويصاحب العلماء والشعراء ، ويولى بعضهم مناصب الوزارة ، وكان إذا سمع بعالم كبير في فن من الفنون قدم له العون والمساعدة ، أو يطلب منه أن يأتى إلى "إستانبول" للاستفادة من علمه .
شخصية "محمد الفاتح" :
كان "محمد الفاتح" مسلمًا ملتزمًا بأحكام الشريعة الإسلامية ، ورجلاً صالحًا بفضل نشأته التي أثرت فيه تأثيرًا عظيمًا ، أما سلوكه العسكري فكان سلوكًا متحضرًا لم تشهده أوروبا في عصورها الوسطى .
وقد حقق "الفاتح" أعظم إنجازاته بفتح مدينة "القسطنطينية" العريقة بفضل طموحه القوى الذي زرعه فيه أساتذته ، والإيحاء له بأنه البطل الذي ستفتح على يديه " القسطنطينية" .
وسعى "الفاتح " إلى تحقيق أحلامه بالسعي الجاد والعمل المستمر والتخطيط المنظم، فقبل أن يحاصر "القسطنطينية" استعد لذلك بصب المدافع وإنشاء الأساطيل والاستفادة من كل الإمكانيات التي تساعده في النصر .
بالطموح العالي ، والعزيمة والإصرار ، والسعى إلى الهدف ، نجح "الفاتح" في جعل الحلم حقيقة ، والأمنية واقعًا ، وأن يكون واحدًا من أبطال الإسلام والفاتحين الكبار .

إستمتع و تابع أيضا :
ولست أبالي حين أقتل مسلما
الحاجب المنصور 
حقيقة قتل سليم الأول لأبيه بايزيد الثاني

احتلال فرنسا للجزائر

السلطان محمد الفاتح والرومي إبسلانتي

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الحاجب المنصور.. قائد المسلمين في الأندلس الذي لم يُهزم

الحاجب المنصور.. 

قائد المسلمين في الأندلس الذي لم يُهزم


هو الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري، وكان جدُّه عبد الملك المعافري من العرب الفاتحين، الذين دخلوا الأندلس مع طارق بن زياد رحمه الله، فنزل بالجزيرة الخضراء في جنوب الأندلس، واستقرَّ بها، وكان والد المنصور (عبد الله بن عامر) من أهل الدين والعفاف والزهد في الدنيا والقعود عن السلطان، وقد مات في مدينة طَرَابُلُس الغرب، وهو عائد من أداء فريضة الحج، وأمه هي بُرَيْهَة بنت يحيى من قبيلة بني تميم العربية المعروفة.
نشأته رحمه الله:
نشأ محمد بن أبي عامر في هذا البيت نشأة حسنة، وظهرت عليه النجابة منذ نعومة أظفاره، وقد سار على خطى أهله وسَلَك سبيل القضاء؛ فتعلَّم الحديث والأدب، ثم سافر إلى قُرْطُبَة ليُكمل تعليمه.
ابن أبي عامر في قصر الخلافة:
كان ابن أبي عامر ذا طموح كبير وهمة عالية وذكاء وقَّاد، وعمل كاتبًا للقاضي محمد بن إسحاق ابن السليم، الذي رأى من نبوغه ما جعله يوصي به عند الحاجب، جعفر بن عثمان المصحفي، في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، الذي ولاه وكالة ابنه عبد الرحمن سنة (356هـ).
وقد أُعجب الحكم المستنصر بأخلاق محمد بن أبي عامر، وذكائه ونباهته وحُسن تصرُّفه، كما بهره هذا النبوغ العلمي، الذي يحوزه ذلك الشاب، ولقد كان الحكم كما سبق عالمًا وخبيرًا بالأنساب ومؤرخًا، فلا شَكَّ أن هذا كان من أهم أسباب تقريبه لابن أبي عامر وحبِّه إيَّاه.
توفي عبد الرحمن وهو طفل صغير، ثم ولدت صبح ولدها الثاني هشامًا، فتولَّى وكالته أيضًا ابن أبي عامر سنة (359هـ)، ولم يلبث أن تدرَّج في المناصب العليا، فعُيِّنَ أمينًا لدار السكة، وكُلِّفَ بالنظر على الخزانة العامة وخُطة المواريث، ثم أصبح قاضيًا لإِشْبِيلِيَة ولبلة، ثم عَيَّنه مديرًا للشرطة الوسطى، ثم ولاَّه الأمانات بالعدوة، فاستصلحها واستمال أهلها، ثم عينه الحكم قاضي القضاة في بلاد الشمال الإفريقي، وأمر عماله وقوَّاده هناك، ألا يقطعوا أمرًا إلاَّ بمشورته، ثم عينه الحكم المستنصر ناظرًا على الحشم وهو في مرض موته.
ومن المدهش في أمر محمد بن أبي عامر، أنه لم يتولَّ عملاً إلاَّ وأداره ببراعة وكفاءة، فاقت براعة من سبقوه، رغم أنه دونهم في السنِّ والخبرة، وأنه كانت تزيد عليه المناصب والتكاليف، فيستطيع أن يجمع بينها مهما اختلفت وتكاثرت، ويُبْدي بعد كل هذا مهارة فائقة في الإدارة والتصرف، رغم أن الدولة كانت في عصرها الذهبي؛ أي إن الأعمال كانت في الغاية من التفنن والدقة، وتتطلب خبرة وإتقانًا.
وفاة المستنصر:
بعد وفاة الحكم المستنصر، تولى ولده هشام المؤيد بالله الخلافة، وصفا الحال لحزب هشام المؤيد بالله، وهذا الحزب متمثِّل في الحاجب جعفر المصحفي، وأم الخليفة الصغير صبح البشكنسية، وهي الشخصية القوية في القصر، التي كانت أحب نساء الحكم إليه، وأحظاهن عنده. ثم ابن أبي عامر الشخصية القوية، التي تتولَّى العديد من الأعمال، والتي يتكئ عليها جعفر المصحفي، في كل عمل مهم.
الهجوم على ممالك المسلمين:
وما لبثت الخلافة الجديدة، أن تعرضت في الأندلس لحادث خطير؛ إذ ما أن علم نصارى الشمال بوفاة الحكم المستنصر، وجدوا الفرصة سانحة لنقض كلَّ ما كان بينهم وبينه، من عهود ومواثيق، وشرعوا يُهاجمون الثغور الإسلامية هجمات عنيفة، بغرض الثأر من المسلمين وإضعافهم؛ فلا يجدون فرصة لاستجماع قواهم من جديد، ولا يجد حاكمهم الجديد أيضًا الفرصة لتوطيد مُلكه؛ فيستطيع من بعدُ أن يُوَجِّه لهم الضربات العنيفة، التي اعتادوها في عهد الحكام الأقوياء؛ ومن هنا فقد اشتدَّت هجمات نصارى الشمال، على الثغور الإسلامية، بل وتخطّوها حتى كادت حملاتهم تصل إلى قُرْطُبَة، عاصمة الخلافة الإسلامية في الأندلس.
وكأنَّ ضعف الخليفة الصغير، قد انسحب على رجال الدولة جميعًا، فلم يُقدم أحد على كفاح النصارى وردِّهم، ولا يجدون أحدًا يتقدَّم لهم، كما أن حاجب الخلافة جعفر المصحفي، كان ضعيفا مترددا خائر الرأي، ليس له عزيمة، ولا يدري ماذا يفعل، وهو يجبن عن الخروج لملاقاة العدوِّ، بل بلغ به الأمر بالرغم من قوة الجيش الذي تركه الحكم المستنصر، ووفرة المال والسلاح والعتاد أن أمر أهل قلعة رباح بقطع سدِّ نهرهم، ظنًّا منه أن هذا قد يُنجيهم من ضربات النصارى المتلاحقة، إلا أن ابن أبي عامر استعد لصد هجمات النصارى، والذود عن الخلافة الإسلامية في الأندلس.
بزوغ نجم الحاجب المنصور:
استعدَّ ابن أبي عامر لهذه الغزوة أفضل استعداد، وقاد الجند، وأخذ معه المال، وسار في رجب سنة (366هـ) إلى الشمال، وهرب من أمامه جيش النصاري، ثم استطاع الاستيلاء على حصن الحامة وربضه، وعاد إلى قُرْطُبَة بعد اثنين وخمسين يومًا من خروجه إلى الغزو محملاً بالسبي والغنائم، ففرح الناس بذلك فرحًا عظيمًا، وزاد حبُّهم وتقديرهم له؛ إذ استطاع بشجاعته وإقدامه رفع الذلِّ والعار عنهم، وكذلك أحبه الجنود الذين كانوا معه؛ لِمَا رأوا من كثرة جوده، وكرم عشرته، وشجاعته في الحرب، فأحبوه والتفُّوا حوله، وزاد هو إحسانًا إليهم.
وهكذا انتهت الغزوة الأولى لصالح المسلمين عامة، ولصالح ابن أبي عامر خاصة، ولم تفتر همة ابن أبي عامر بعد هذه الغزوة؛ بل سارع بهمة عالية إلى استغلال آثارها على كافَّة المستويات.
محمد بن أبي عامر وغالب الناصري:
عرف ابن أبي عامر ما في نفس غالب الناصري، حاكم الشمال، من العداوة للمصحفي، وبأنه يرى نفسه فوقه، ويُغضبه أن يكون المصحفي في الحجابة، وفي مراتب الدولة، وهو الذي بلا تاريخ ولا سابقة، فسعى ابن أبي عامر للدفاع عن غالب، عند الخليفة الصغير وأُمِّه، فرُفع بذلك قدره، وأُعطيَ لقب ذي الوزارتين، وأصبح هو وابن أبي عامر المسئولَيْنِ عن الإعداد للصوائف؛ فهو المسئول عن جيش الثغر، وابن أبي عامر المسئول عن جيش الحضرة (أي الجيش المكلف بالدفاع عن قُرْطُبَة)، وفي عيد الفطر من العام نفسه (366هـ)، اتجه ابن أبي عامر بالجيش إلى الشمال، واجتمع ابن أبي عامر بغالب بن عبد الرحمن الناصري في مدينة مجريط (مدريد الآن)، واتجها بالجيش إلى قشتالة، وفتحا حصن مُولَة، وغنموا وسبوا كثيرًا، وكان غالب ورجاله قد أبلوا أحسن البلاء، حتى كانوا سببًا في هذا الفتح.
وكان غالب قد أحب ابن أبي عامر، لما رآه من مواهبه، أو لما رأى من سعيه للدفاع عنه، ورَفْع قدره عند الخليفة وأمه، ودوره في أن يُلَقَّب بذي الوزارتين، أو لما كان من العداوة بينه وبين المصحفي؛ فمن ثَمَّ رأى أن ابن أبي عامر أحق بالحجابة من المصحفي.
أيًّا ما كان الأمر، لسبب مما سبق، أو لكل هذه الأسباب معًا، فلقد توطَّدت العلاقة بين غالب الناصري ومحمد بن أبي عامر، إلى الحدِّ الذي تنازل فيه غالب، عمَّا أبلاه وجنوده في الفتح، فنُسب ذلك كله إلى ابن أبي عامر، فأرسل الرسائل إلى قُرْطُبَة، تُشيد بما كان منه ومن بطولته وجهاده، وعظم الفتح الذي تمَّ على يديه، ثم اتفقا على عزل المصحفي، ذلك الحاجب الضعيف متردِّد الرأي، وقال غالب لمحمد بن أبي عامر: "سيظهر لك بهذا الفتح اسم عظيم وذِكْر جليل، يشغلهم السرور به عن الخوض فيما تُحدثه من قصة، فإيَّاك أن تخرج عن الدار حتى تعزل ابن جعفر عن المدينة وتتقلدها دونه!؛ لأن ابن جعفر المصحفي كان متوليًا لقُرْطُبَة العاصمة، وعَزْل هذا الوالي أول طريق عزل المصحفي عن الحجابة.
عاد ابن أبي عامر إلى قُرْطُبَة، ومعه الغنائم والسبي، فاستمال بهذا الفتح الكبيرِ العامةَ والخاصةَ، وعَرفوا فيه حُسن النقيبة، وبُعد الهمة، فما كاد يصل ابن أبي عامر إلى قُرْطُبَة، حتى أمر الخليفة في اليوم نفسه، بعزل محمد بن جعفر المصحفي عن مدينة قُرْطُبَة، وتولية ابن أبي عامر المدينة، فأظهر ابن أبي عامر في حُكم المدينة كفاءة منقطعة النظير.
ولما رأى الحاجب جعفر المصحفي، ما آل إليه أمر ابن أبي عامر من القوة، وما بدا من تضعضع قوته وانحسار نفوذه، بادر إلى استمالة غالب، فخطب ابنة غالب لابنه، وما أن علم ابن أبي عامر بالأمر، حتى أرسل إلى غالب يُناشده العهد، ويخطب ابنة غالب لنفسه، وسانده في ذلك أهل دار الخلافة، فخرج طلب خطبة أسماء إلى ابن أبي عامر من قصر الخلافة في الزهراء، وبهذا كان الميزان كله في صالح ابن أبي عامر، فوافق غالب على تزويج ابنته أسماء له، وتم عقد القران بالفعل في المحرم سنة (367هـ)، وعندها أيقن المصحفي بالنكبة، وكفَّ عن اعتراض ابن أبي عامر في شيء، وانفضَّ الناس عن المصحفي، وأقبلوا على ابن أبي عامر إلى أن صار المصحفي يغدو إلى قصر قُرْطُبَة ويروح، وهو وحده وليس بيده من الحجابة سوى اسمها.
نهاية جعفر المصحفي:
وبعد أن تمَّ عقد قران ابن أبي عامر على أسماء ابنة غالب، خرج ابن أبي عامر في غزوته الثالثة، فخرج إلى طليطلة في غرَّة صفر 367هـ، واجتمع مع صهره غالب، ونهضا معًا إلى الشمال النصراني، فافتتحا حصن المال، وحصن زنبق، ودخلا مدينة شلمنقة، واستولوا على أرباضها، ثم عاد ابن أبي عامر بالغنائم والسبي، وبعدد كبير من رءوس النصارى، بعد أربعة وثلاثين يومًا من خروجه، فزادت حفاوة الخليفة به، وقلده خُطَّة الوزارتين للتسوية بينه وبين صهره، ورفع راتبه إلى ثمانين دينارًا في الشهر، وهو راتب الحجابة في ذلك الوقت، ثم زُفت أسماء بنت غالب إلى محمد بن أبي عامر في ليلة النيروز من قصر الخليفة في عرس لا مثيل له في الأندلس، ثم قلَّده الخليفة خُطَّة الحجابة إلى جانب جعفر المصحفي.
ثم تغيَّر الخليفةُ على جعفر وسخط عليه، وأمر بعزله هو وأولاده وأقاربه عن أعمالهم في الدولة، والقبض عليهم، فسارع محمد بن أبي عامر إلى محاسبتهم، حتى استصفى كل أموالهم، ومزَّقهم كل ممزق، وأيقن جعفر المصحفي بأنه هالك لا محالة، فحاول استرضاء ابن أبي عامر، إلاَّ أن ذلك لم يُجْدِ شيئًا، حتى توفي سنة (372هـ) في سجنه، وقيل: قُتل. وقيل: دست إليه شربة فيها سُمّ.
وفاة الحاجب رحمه الله:
توفي محمد بن أبي عامر أو الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ في مدينة سالم، وهو عائد من إحدى غزواته على برغش، التي أصيب فيها بجروح، وكان قد أوصى بأن يدفن حيث مات، كان يشتكي علة النقرس، وقد ترك المنصور من الولد اثنين عبد الملك وعبد الرحمن، غير ابنه عبد الله الذي قتل عام 380 هـ.
وقد بلغت غزواته التي غزاها بنفسه 57 غزوة، لم يهزم في أحدها قط.
وقد وضعت على قبره رخامة نُقِش عليها الأبيات التالية:
آثاره تنبيك عن أخباره *** حتى كأنك بالعيان تراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله *** أبدًا ولا يحمي الثغور سواه



إستمتع و تابع أيضا :
ولست أبالي حين أقتل مسلما

حقيقة قتل سليم الأول لأبيه بايزيد الثاني


احتلال فرنسا للجزائر


السلطان محمد الفاتح والرومي إبسلانتي


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

ثورة أفغانستان

الثوره فى أفغانستان على الإنجليز

في عام 1841م وفي شوارع قرية أفغانية نزل بعض العسكر الانجليز واقتحموا أحد المنازل القروية ونهبوا ما به من مال وطعام وملابس وبطاطين وكانت الثلوج تغطي الأرض كلها وكان الرجال يحتطبون من الجبل ويصطادون طعامهم.
أثناء خروج الجنود مال احدهم على حجرة جانبية بها سيدة المنزل ونزع غطاء الوجه عنها باحثا عن سلاسل ذهبية في صدرها فما كان من السيدة إلا ان أخرجت سكينا من تحت ملابسها كانت تخفيه وذبحت به الانجليزي فقبض زملاؤه عليها واقتادوها معهم فهاجت القرية على الدورية وذبحوا 160 جنديا منهم 8 ضباط برتب مختلفة وخلصوا السيدة من ايديهم ثم اشتعلت الثورة في أفغانستان ضد الإحتلال الانجليزي .
كانت شعلة الثوره في مدينة كابول ، حيث قتل فيها المعتمد البريطاني وعدد كبير من كبار الضباط الإنجليز حتى أن المجاهدين الأفغان في ذلك اليوم ابادوا فيها 17000 جندي بريطاني وذلك في كمين نصبوه لهم في "خورد كابول" فلم ينج من تلك الموقعة سوى الطبيب العسكري الانجليزي " بريدون" الذي فر إلى جلال آباد ليخبر قومه بالمصيبة التي حلت بجيشهم .... جيش بريطانيا العظمى .... جيش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مسحه الأفغان من على وجه الأرض ولم يبقى من 17 الف جندي إلا واحدا فقط .
طلب القائد البديل الذي أتى من الهند منقذا لمن تبقى من الموظفين المدنيين طلب الأمان من المجاهدين مستعطفا لهم ان يتركوا المدنيين يخرجوا سالمين من افغانستان فسمحوا لهم بالخروج بعائلاتهم من افغانستان غير مأسوفا عليهم .....
فتعلم الانجليز في تلك الواقعة أن ينظروا إلى الأفغان بغير العين التي ينظرون بها إلى جيرانهم الهنود وعرفوا ان الافغاني لا ينام ابدا وعليه ثأر ولا يقبل أن يطأ الأجنبي تراب وطنه وبالتالي لا يتساوى بالهنود من غير المسلمين بالطبع وقد حكمت انجلتر الهند بــ 10 آلاف جندي انجليزي لحفظ 190 مليون تعداد الهند وقتها حيث ان باقي جيش الانجليز كان من الهندوس والسيخ وباقي العرقيات وسادت العقيده على ان من يدين بالإسلام في الهند كان هو العدو الاول للانجليز ولا يثق فيه المحتل ابدا لعلمه أن لن يقبل بالمهادنة وبالطبع لكل قاعدة شواذ .
وأفغانستان اليوم تتداخل فيها مصالح العالم كله على ألا تنهض ومنها اميركا وروسيا والصين والهند وباكستان وإيران ولو تركت الفرصة لشعبها الحر لناطحت القوى العظمى في عظمتها...... وثقة في موعود الله بنصر دينه الحق فإن اليوم سيأتي قريبا وفيه يطلب هؤلاء أن ترضى عنهم افغانستان وعسى أن يكون قريبا .

إســتمتع و تابع أيضا :                           


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقيو يمكنك أن تتعرف على مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .

"لاگري حسن چلبي" مستقل أول صاروخ إلى الفضاء

"لاگري حسن چلبي" مستقل أول صاروخ إلى الفضاء

"لاگري حسن چلبي" مستقل أول صاروخ إلى الفضاء

يعد العالِم العثماني"حسن چلبي" الملقب بـ "لاگري" أو "لاگاري" واضع اللبنة الأولى لعلم الصواريخ الصاعدة للفضاء، وهو أول عثماني وبشري في التاريخ استقل صاروخًا ليصعد به إلى السماء.
ففي أثناء الاحتفالات بمناسبة ولادة الأميرة "قايا" بنت السلطان "مراد الرابع" أظهر مهارته الرائعة من خلال طيرانه على ظهر صاروخ، وذلك بحسب ما سجله الرحالة العثماني الشهير "أوليا چلبي" في كتابه الضخم "سياحة نامة"، إذ قام "حسن چلبي" بحشو البارود بوزن 50 أوقية تقريبًا بداخل صاروخ بطول سبع أذرع، ثم ركب هذا الصاروخ وقام أحد مساعديه بإشعال فتيل الصاروخ، حيث نجح بالطيران به إلى أعلى لمسافة معينة، وعندما انتهى بارود الصاروخ، قام بنشر أجنحة كان قد هيأها من قبل حيث نزل على البحر قرب ساحل القصر السلطاني.
وقد كافأه السلطان مراد وأنعم عليه وسجله ضمن صنف "السباهي" في الجيش الإنكشاري.
سافر بعد ذلك حسن إلى "القرم" واستقر بها إلى أن توفى هناك يصور "أوليا چلبي" هذه الحادثة في كتابه كما يلي:
"في مساء ولادة بنت السلطان مراد الرابع الأميرة "قايا" أقيمت أفراح ذبح أضحية العقيقة، وكان "حسن لاگري" قد اخترع قذيفة ذات سبعة أذرع تحتوي على خمسين أوقية من معجون البارود، وقام من داخل قصر السلطان في  سراي بورنو وأمام السلطان بركوب هذه القذيفة، ثم أشعل معاونوه فتيلة القذيفة، وقبيل طيرانه نحو السماء، خاطب السلطان قائلا له:
 يا مولاي... استودعك الله، أنا ذاهب للتحدث مع عيسى عليه السلام.
ثم انطلق إلى السماء ثم أشعل القذائف الأخرى التي كانت معه فنشر الأنوار في السماء، وبعد نفاد البارود بدأت القذيفة بالتوجه نحو الأرض، وهنا نشر أجنحة النسر التي كانت معه، ونزل على البحر قرب قصر سنان باشا، ثم أتى إلى حضرة السلطان وقال له مازحًا:
" مولاي... إن عيسى عليه السلام يسلم عليك'، وقد أنعم السلطان عليه بكيس من الذهب كما سجله سباهيا براتب قدره 70 أقجة ".
والجدير بالذكر تسجيل شهادة العالِم النرويگي Mauritz Roffavik مدير متحف النرويج للطيران في حديث له مع جريدة Weekly World News بتاريخ 15 ديسمبر 1998 والذي قال فيه بأن أول محاولة لرجل للصعود للفضاء لم يكن ذو جنسية روسية أو أمريكية، بل كان رجلًا تركيًا، والذي استقل صاروخ وطار عن سطح الأرض مسافة 900 قدم -أي ما يزيد عن 275 متر تقريبا-. وقد أضاف العالِم النرويجي بأن الصاروخ تكون من جزأين، الجزء الأسفل هو قاعدة تم فيها تركيب 6 صواريخ صغيرة كي ينطلق الصاروخ إلى السماء، أما الجزء الثاني فهو الجزء الذي يُدفع إلى الأعلى بواسطة الصواريخ الستة السابقة.

المصادر:
1- الدولة العثمانية المجهولة، 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية، أحمد آق گوندوز، سعيد أوزتورك، وقف البحوث العثمانية، 2008
2- ترجمة لجزء من حديث Mauritz Roffavik

إستمتع و تابع أيضا :

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

سليم الثاني وشرب الخمر

سليم الثاني وشرب الخمر

بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك أن السلطان "سليم الثاني" كان -حتى عهده- أقل السلاطين العثمانيين كفاءة، فلم يكن كأحد من أجداده في القوة والحزم والصرامة في تطبيق الأوامر الشرعية، ولكن هذا لا يستوجب تصديق كل ما قيل في حقه، مثل أنه كان زانيًا أو سكيرًا وخلاصة المسألة كالآتي:
1- عندما كان الأمير سليم واليًا على سنجق "مغنضيا" لم يعش مع الأسف حياة مستقيمة مثل السلاطين العثمانيين الآخرين، وذلك بتأثير الجو المحيط به والذي أستغل شبابه.
كان من ناحية الخلق هادئ وحليم، وكان أول سلطان نستطيع القول إنه لم يكن يبلغ كعب أسلافه من أجداده، وانقطعت به سلسلة الدهاة، وبدأ عهد لا تُرى فيه سوى بعض اللمعات من حين لآخر. وهو أول سلطان ولد في إسطنبول وتوفى بها، كما أنه أول سلطان لا يخرج على رأس الجيش الذاهب إلى القتال، وكان يحيط نفسه بالموسيقيين والرسامين، وكان يعيش حياة لهو وطرب،هناك مؤرخون موثقون يذكرون بأنه حاول اقتراف بعض الآثام، ولكنه مثل غيره من السلاطيين العثمانيين لم يقترف جريمة شرب الخمر، ولا دليل موجود يثبت هذا،لكن ما دارهو قيامه برفع الحظر الذي فرضه والده السلطان سليمان القانوني على أستيراد الخمر الذي كان يتناوله غير المسلمين، كما أباح لغير المسلمين إعادة فتح خمارتهم، ونكرر هنا بأن هذا كان خاصًا لغير المسلمين فقط، وكان والده قد سد هذه الخمارات بعدما بلغته الأخبار بارتياد بعض الشباب المسلمين لهم سرًا.
2- لذا وبسبب من صفاته هذه يصح القول بأن الدولة العثمانية دخلت في عهده فترة الركودة والتوقف؛ لأن جميع الأسباب والعوامل التي تؤدي لاضمحلال الدول كالاستبداد والرشوة والجهل بدأت تظهر في عهده، غير أن وقوف رجال العلم من عهد السلطان سليمان أما الجهل كوقوف رجال دولة محنكين من أمثال "صوقوللو محمد پاشا" أمام الرشوة، ووجود فقهاء مشهورين من الذين كانوا يقبضون على القضاء من أمثال العالِم أبي السعود أفندي، الذين كانوا يشكلون سدًا جزئيًا أمام الاستبداد، كل هذه العوامل كانت سببًا في عدم ظهور النتائج المرة بوضوح في عهده.
وهناك علماء ورجال دولة من أمثال "قوجي بك" يرون أن عهد الركود بدأ منذ أواخر عهد السلطان سليمان القانوني، وهذا صحيح؛ لأن الزيادة غير الطبيعية في كوادر الدولة وتسليم بعض الوظائف الكبيرة لغير الأكفاء، وغير ذلك من الأمور السلبية بدأت في أواخر عهد سليمان.
ويُمثل "رَستم پاشا" أفضل مثال على هذا، ودوره المعروف في إثارة الفتن بين الأمراء -راجع قصة قتل سليمان لابنه مصطفى- دليل على ما نقول.
يقول "قوجي بك"
"كما هو معلوم للحضرة السلطانية، فإن الدولة العثمانية بلغت أوج قوتها وغناها في عهد المرحوم المغفور له السلطان سليمان خان، وإن العوامل الباعثة على الاختلال ظهرت في عهده، ولكن لكون الدولة في أوج قوتها، لم تظهر للعيان آنذاك. بل بدأت بالظهور قبل بضع سنوات".
وعلى الرغم من كل هذا، واستمرارًا للجهود السابقة، تم فتح جزيرة قبرص، واستسلمت موسكو، وألحقت اليمن بالدولة العثمانية، كما أن القوانين التي نظمت ووضعت في عهده تشير إلى سرعة الرقي لم تكن قد أنقطعت تمامًا. يقول المؤرخ الروماني والموسيقي ورجل الدولة "ديميتري كانتمير" -وهو من أعداء الدولة العثمانية- حول السلطان سليم الثاني، بسبب كونه أكثر السلاطين العثمانيين تعرضًا للإشاعات:
"مثلما كان يحب مجالسة العلماء، كان يعرف كيف يقضي أوقات أنس مع مهرجيه، ومع هذا كان يؤدي صلواته الخمس بانتظام" .

إذن بناء على ما سبق وبناء على شهادة عدو للدولة -والحق ما شهدت به الأعداء- تُكشف لنا الشخصية الحقيقة للسلطان سليم الثاني، دون تحامل أو دفاع. 
المصدر: الدولة العثمانية المجهولة، 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية، أحمد آق گوندوز، سعيد أوزتورك، وقف البحوث العثمانية، 2008

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الحكم بقطع يد السلطان محمد الفاتح

حين حكم القاضي بقطع يد محمد الفاتح

أمر السلطان "محمد الفاتح" ببناء أحد الجوامع في مدينة "إسطنبول"، وكلّف أحد المعماريين الروم واسمه "إبسلانتي" بالإشراف على بناء هذا الجامع، إذ كان هذا الرومي معماريًا بارعًا.
وكان من بين أوامر السلطان أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر وأن تكون هذه الأعمدة مرتفعة ليبدو الجامع فخمًا وحدد هذا الارتفاع لهذا المعماري.
ولكن هذا المعماري الرومي أمر بقص هذه الأعمدة ، وتقصير طولها دون أن يخبر السلطان، أو يستشيره في ذلك، وعندما سمع السلطان "محمد الفاتح" بذلك، استشاط غضبًا، إذ أن هذه الأعمدة التي جُلبت من مكان بعيد، ولم تعد ذات فائدة في نظره، وفي ثورة غضبه هذه أمر بقطع يد هذا المعماري ، ومع أنه ندم على ذلك لاحقا إلا أنه كان ندمًا بعد فوات الأوان.
لم يسكت المعماري عن الظلم الذي لحقه، بل راجع قاضي إسطنبول الشيخ "صاري خضر چلبي" الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الدولة، واشتكى إليه ما لحقه من ظلم من قبل السلطان "محمد الفاتح".
ولم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى، بل أرسل من فوره رسولًا إلى السلطان يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة؛ لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا. ولم يتردد السلطان كذلك في قبول دعوة القاضي، فالحق والعدل يجب أن يكون فوق كل سلطان.
وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة، وتوجه للجلوس على المقعد. قال له القاضي :
"لا يجوز لك الجلوس يا سيدي بل عليك الوقوف بجانب خصمك".
وقف السلطان بجانب خصمه الرومي الذي شرح مظلمته للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام، أيدَّ ما قاله الرومي.
وبعد انتهاء كلامه وقف ينتظر حكم القاضي، الذي فكر برهة ثم توجه إليه قائلاًَ:
"حسب الأوامر الشرعية ، يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً منك "
ذهل المعماري الرومي ، وارتجف دهشة من هذا الحكم الذي نطق به القاضي، والذي ما كان يدور بخلده أو بخياله لا من قريب ولا من بعيد، فقد كان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي، أما أن يحكم له القاضي بقطع يد "محمد الفاتح" فاتح "القسطنطينية" الذي كانت دول أوروپا كلها ترتجف منه رعبًا، فكان أمراً وراء الخيال.
وبصوت ذاهل، وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي ، بأنه يتنازل عن دعواه ، وأن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط، لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئاً، فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية لكل يوم طوال حياته؛ تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به.
ولكن السلطان "محمد الفاتح" قرر أن يعطيه عشرين قطعة نقدية كل يوم؛ تعبيراً عن فرحه لخلاصه من حكم القصاص، وتعبيرًا عن ندمه كذلك.
المصدر: روائع من التاريخ العثماني، أورخان محمد علي، دار الكلمة للنشر والتوزيع، 2007 . 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

سليمان القانوني وابنه مصطفى

سليمان القانوني وابنه مصطفى

س : ما حقيقة قصة قتل السلطان "سليمان القانوني" لابنه "مصطفى" ؟ وما علاقة زوجة السلطان المعروفة باسم "خُرَّم سلطان" بهذه الحادثة؟
ج : أولا وقبل تلخيص هذه القصة التي تعتبر نقطة سوداء في تاريخ الدولة العثمانية، نؤكد على أنها حادثة صحيحة، وذلة من القانوني -رحمه الله- كلفت الدولة العثمانية بعد ذلك الكثير جدًا.
يذكر المؤرخون بأن الأمير مصطفى عندما كان حيًا، كان لديه أخوة ذكور يدخلون بصورة رئيسية في قضية وراثة العرش هم: الأمير "بايزيد"، والأمير "جهانكير"، والأمير "سليم"، بالإضافة لأخته وابنة القانوني وهي "مهرماه سلطان".
كان الجميع يفكرون بصورة طبيعية في وريث عرش السلطان القانوني، خاصة وأن السلطان قد كَبُر في العُمر، فكان الصدر الأعظم "رَستم پاشا" -رئيس الوزراء وأيضًا زوج ابنة السلطان- وزوجة السلطان "خُرم سلطان" -المعروفة باسم "روكسلانة" قبل إسلامها- يميلون لتولية الأمير "بايزيد" خلفًا لأبيه.
أما السلطان نفسه والعلماء والجيش والمشايخ كانوا يفضلون الأمير "مصطفى"، بينما كان الحرم وسكان القصر يُفضلون الأمير "جهانكير" الذي كان مقيمًا في القصر، ولا يتقلد أي وظيفة في أي سنجق (السنجق هو تقسيم إداري للولايات، بحيث تكون كل ولاية تحتوي على عدة سناجق).
أرادت "خُرَّم سلطان" والدة الأمراء "بايزيد"، و"سليم"، و"جهانكير" تعيين أحد أبنائها خلفًا لأبيه، وكانت لا تريد أن يخرج المنصب عن واحد منهم، وبالطبع لم تكن تُفضل "مصطفى" ابن زوجة السلطان "ماه دوران خاصكي".
وكان هذا يُشكل سببًا كافيًا لإشعال نار الفتنة والتنافس، فبدأت خُرَّم والصدر الأعظم بالاتفاق للتحضير لتعيين الأمير "بايزيد"، تدبير المكائد لتحقيق هذا الغرض، فكان لابد من تصفية الأمير "مصطفى" الأقرب للمنصب حتى تتهيئ الظروف لتولية آخر، وبناء على هذا استعانوا بقضية غاية في الخطورة، وكانت تعد من أخطر القضايا السياسية في الدولة، ألا وهي قضية "تشيع الأناضول".
وللدولة العثمانية "السنية" صولات وحروب كثيرة ضد "إيران" الشيعية الصفوية، فقد حاربها سليمان، وكذلك أباه سليم في معركة تاريخية هي معركة "چالديران" أنتصرت فيها الدولة العثمانية.
كان السلطان سليمان قد هيأ جيشًا بقيادته للتوجه لمحاربة إيران، ولدقة عرض هذا الأمر نذكر ما قاله المؤرخ "صولاق زاده" في هذه الحادثة:
" كان من الغريب انتشار شائعات غير حميدة بين الجنود، وكانت الخيام مملوءة بأقوال غير معقولة، وكان يقال في السر والعلن: "إن السلطان قد تقدم كثيرًا في العُمر ونهك جسده، ولن يستطيع بعد الآن للخروج إلى أي غزوة، لذا قام بتعيين رَستم پاشا قائدًا للقوات في الأناضول، ويقال بأن الأمير مصطفى كان يتهيأ للجلوس على عرش والده، ولكن رَستم پاشا حال دون ذلك".
كانت هذه الشائعات بدرجة التواتر، وكما قيل في المثل:"الأقاويل لا تكون كذبًا بل تكون خطأ"
والحقيقة أن الأمير مصطفى قد تجاوز الأربعين، وهو في مقدمة الأمراء من ناحية العلم والبطولة، كما أن الجيش والشعب يحبانه ويريدانه، وقام بعض الحمقى عن حسن نية وبعضهم عن سوء نية بإيصال هذه الأقوال إليه وحاولوا دفعه إلى مرحلة العصيان ".
وعلى إثر هذه الشائعات وصل الحديث للسلطان بأن الأمير مصطفى يتصل سرًا بشاة إيران، وأنه قد أتفق معه على الزواج من أبنته وعلى الانقلاب على أبيه! وأقنعوه بهذا، ولكن القانوني عندما سمع بهذا في أول الأمر نهرهم وأجابهم:
"ان أبني مصطفى لا يتجرأ على مثل هذه الوقاحة. إن بعض المفسدين لكي يحققوا مآربهم لا يريدون أن تبقى والسلطنة له".
ولكن الرسائل المزورة والدسائس الأخرى المنظمة، أقنعته في النهاية بخيانة ابنه، حتى إنه عندما تهيأ للحرب الثالثة مع إيران، وأراد الأمير مصطفى مساعدة والده والاشتراك معه وجمع ما يقرب من ثلاثين ألف جندي من أطراف قونية، أعتقد السلطان أن هذا الجيش جُمع ضده للانقلاب عليه.
ونجحت أخيرًا مساعي الفساد التي ديرت من زوجة السلطان والصدر الأعظم ونتج عنها استصدار فتوى من شيخ الإسلام "أبو السعود أفندي" بطريقة غير مباشرة، بأن الأمير أعلن العصيان ضد الدولة، وعلى الرغم من أن الفتوى غير مكتملة الأركان إلا أنها نُفذت، ونفذت معها أكثر الإعدامات ظلمًا في التاريخ الإنساني عامة والعثماني خاصة في شوال 960هـ/1553م عندما حضر الأمير للقاء والده في الخيمة، فقُبض عليه وأُمر بخنقه.
كان قتله -رحمه الله- بتهمة عصيانه للدولة، ولكن الأدلة كانت خاطئة، وكان الشهود ضده شهود زور، وعلى الرُغم من أن هذا الإعدام أُدخل ضمن إطار قانوني وأقنع الناس بأدلة زائفة، إلا أنه أحدث بلبلة عظيمة داخل البلد، وحزن الأمير "جهانكير" كثيرًا لمقتل أخيه، ومات بعد في نفس العام حزنا عليه وكمدا، وتضايق الجيش وثار، وطالبوا بعزل الصدر الأعظم، فقام السلطان بعزله مضطرا، وأضحى الأمير "مصطفى" أسطورة على ألسنة الشعب.
وقبل أن تهدأ هذه الأحداث قام "لالا مصطفى پاشا" مربي السلطان بايزيد وأصبح صدر أعظم في عهد القانوني- بدافع من مصلحته الشخصية بزرع الفتنة بين الأخوين الأميرين بايزيد وسليم، وكان الأمير بايزيد بناء على فرمان قد نُقل عام 965هـ/1558م من كوهاتيا واليًا على "آماصيا"، ونقل الأمير "سليم" من "مغناصيا" واليا على سنجق "قونية".
ونتيجة لبعض التحريضات لم يستمع الأمير بايزيد إلى هذا الفرمان مع الأسف، وتمرد على السلطان وأعلن العصيان، فأمر السلطان بجيش ضده، ففر واحتمى هو وأبنائه بشاة إيران، الذي سلمه إلى أبيه السلطان سليمان، وبناء على عصيانه صدرت الأوامر بإعدامه لخروجه على الدولة.
المصدر: الدولة العثمانية المجهولة، 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية، أحمد آق گوندوز، سعيد أوزتورك، وقف البحوث العثمانية، 2008

إستمتع و تابع أيضا :                              
ساعة هارون الرشيد

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

المشاركات الشائعة

 
copyright © 2013 بطولات إسلاميه و إنجازات
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates