النمر التركي فخر الدين باشا |
وصل بلاد الحجاز وتحديدا إلى المدينة المنورة في 31 / 5 / 1916 ومنذ اليوم الأول من وصوله للمدينة حتى فراقه لها لم يفوت يوما واحدا دون الصلاة في المسجد النبوي وزيارة ضريحه الطاهر .
انسحبت الجيوش العثمانية من الحجاز بعد سقوط الحجاز بيد القبائل العربية المتحالفة مع الإنجليز حسب تفاهمات الشريف حسين مع الإنجليز بالتنسيق مع لورنس العرب (الجاسوس الإنجليزي) ، ولم تبق هناك سوى حامية فخر الدين پاشا التي كانت تبلغ 15 ألفا من الجنود مع بضعة مدافع.
وانقطعت عنه جميع الإمدادات ، ومما زاد في عزلته قيام لورنس وأعوانه من بدو بعض القبائل بنسف سكة حديد الحجاز في عدة مواضع، وبنسف أعمدة التلغراف ، فأصبح معزولاً عن العالم وحيداً ومحاصراً.
قررت الحكومة العثمانية تخلية المدينة المنورة ، وأبلغوا فخر الدين پاشا بهذا القرار، فشعر بأن خنجراً يغرس في قلبه، ولهذا أرسل رسالة يتوسل فيها ويقول:
" لماذا نخلي المدينة؟
أمن أجل أنهم فجّروا خط الحجاز؟
ألا تستطيعون إمدادي بفوج واحد فقط مع بطارية مدفعية ؟ أمهلوني مدة فقد أستطيع التفاهم مع القبائل العربية " .
ولكن الأحوال العسكرية ساءت جداً في تلك المنطقة.
فقد هُزم الجيش العثماني في حروبه مع القوات الإنجليزية التي كانت تفوقه في العدد والعدة وفي حسن التموين في القناة وفي جبهة فلسطين، واضطر للانسحاب.
وفي الشهر العاشر من عام 1918م وقعت الدولة العثمانية معاهدة موندروس… وكانت معاهدة استسلام قاسية جداً.
انتهت الحرب، وصدرت إليه الأوامر من قبل الحكومة العثمانية بالانسحاب من المدينة وتسليمها إلى قوات الحلفاء ، ولكنه رفض تنفيذ أوامر قيادته وأوامر حكومته ، أي أصبح عاصياً لها .
وفي الشهر العاشر من عام 1918م وقعت الدولة العثمانية معاهدة موندروس… وكانت معاهدة استسلام قاسية جداً.
انتهت الحرب، وصدرت إليه الأوامر من قبل الحكومة العثمانية بالانسحاب من المدينة وتسليمها إلى قوات الحلفاء ، ولكنه رفض تنفيذ أوامر قيادته وأوامر حكومته ، أي أصبح عاصياً لها .
فكتب إليه الصدر الأعظم أحمد عزت پاشا – وهو يبكي- رسالة يأمره بتسليم المدينة تطبيقاً للمعاهدة، وأرسل رسالته هذه مع ضابط برتبة نقيب.
ولكن فخر الدين پاشا حبس هذا الضابط، وأرسل رسالة إلى الصدر الأعظم قال فيها: إن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشبه أي مدينة أخرى لذا فلا تكفي أوامر الصدر الأعظم في هذا الشأن ، بل عليه أن يستلم أمراً من الخليفة نفسه ، وكان في الحقيقة يفتش عن عذر لرفض الانسحاب.
وهكذا صدر أمر من الخليفة نفسه إلى فخر الدين پاشا بتسليم المدينة، وأرسل الأمر السلطاني بواسطة وزير العدل ، سدت جميع الأبواب لكن فخر الدين پاشا..ارسل جوابه معه : إن الخليفة يعد الآن أسيراً في يد الحلفاء؛ لذا فلا توجد له إرادة مستقلة، فهو يرفض تطبيق أوامره ويرفض الاستسلام .
وبدأ الطعام يقل في المدينة، كما شحت الأدوية وتفشت الأمراض بين جنود الحامية، وكذلك بين أهالي المدينة، فكانوا نقطة في بحر الصحراء محاصرين ومنقطعين عن العالم.
جمع فخر الدين پاشا ضباطه للاستشارة في الصحن الشريف في الروضة المطهرة، ثم ارتقى فخر الدين پاشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه أكثر من عدد كلماته ، وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال:
لن نستسلم أبداً ولن نسلم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لا للإنجليز ولا لحلفائهم .
لكن كان الوضع ميؤوساً منه. ثم بعد حين وافق على مضض بمفاوضة ضباطه مع الطرف الآخر،وطلب أن يكون تسليم المدينة للقوات القبلية العربية وليس الى الإنجليز، وفي الوقت المحدد وقد مضت الساعات لم يخرج إليهم، كان فخر الدين قد هيأ دارا صغيرا قرب المسجد النبوي لنفسه، لم يكن يريد الابتعاد من عنده، وذهب إليه نائبه نجيب بك ومعه ضباط آخرون فوجدوه متهالكاً على فراش بسيط في تلك الدار، ولم يرد أن يخرج، بل قال لهم:
" أذهبوا أنتم أما أنا فسأبقى هنا قرب الرسول الكريم وأُدافع عنه حتى موتي " .
أحتار نائبه والضباط ولم يدروا كيف يتصرفون، تشاوروا فيما بينهم ثم قرروا أن يأخذوه قسراً… اقتربوا من فراشه وأحاطوا به وحملوه قسراً إلى الخيمة المعدة له وهم يبكون .
ولكن فخر الدين پاشا حبس هذا الضابط، وأرسل رسالة إلى الصدر الأعظم قال فيها: إن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشبه أي مدينة أخرى لذا فلا تكفي أوامر الصدر الأعظم في هذا الشأن ، بل عليه أن يستلم أمراً من الخليفة نفسه ، وكان في الحقيقة يفتش عن عذر لرفض الانسحاب.
وهكذا صدر أمر من الخليفة نفسه إلى فخر الدين پاشا بتسليم المدينة، وأرسل الأمر السلطاني بواسطة وزير العدل ، سدت جميع الأبواب لكن فخر الدين پاشا..ارسل جوابه معه : إن الخليفة يعد الآن أسيراً في يد الحلفاء؛ لذا فلا توجد له إرادة مستقلة، فهو يرفض تطبيق أوامره ويرفض الاستسلام .
وبدأ الطعام يقل في المدينة، كما شحت الأدوية وتفشت الأمراض بين جنود الحامية، وكذلك بين أهالي المدينة، فكانوا نقطة في بحر الصحراء محاصرين ومنقطعين عن العالم.
جمع فخر الدين پاشا ضباطه للاستشارة في الصحن الشريف في الروضة المطهرة، ثم ارتقى فخر الدين پاشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه أكثر من عدد كلماته ، وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال:
لن نستسلم أبداً ولن نسلم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لا للإنجليز ولا لحلفائهم .
لكن كان الوضع ميؤوساً منه. ثم بعد حين وافق على مضض بمفاوضة ضباطه مع الطرف الآخر،وطلب أن يكون تسليم المدينة للقوات القبلية العربية وليس الى الإنجليز، وفي الوقت المحدد وقد مضت الساعات لم يخرج إليهم، كان فخر الدين قد هيأ دارا صغيرا قرب المسجد النبوي لنفسه، لم يكن يريد الابتعاد من عنده، وذهب إليه نائبه نجيب بك ومعه ضباط آخرون فوجدوه متهالكاً على فراش بسيط في تلك الدار، ولم يرد أن يخرج، بل قال لهم:
" أذهبوا أنتم أما أنا فسأبقى هنا قرب الرسول الكريم وأُدافع عنه حتى موتي " .
أحتار نائبه والضباط ولم يدروا كيف يتصرفون، تشاوروا فيما بينهم ثم قرروا أن يأخذوه قسراً… اقتربوا من فراشه وأحاطوا به وحملوه قسراً إلى الخيمة المعدة له وهم يبكون .
لم يكونوا يستطيعون ترك قائدهم هكذا وحيداً هناك، في اليوم الثاني اصطف الجنود العثمانيون صفوفاً أمام المسجد النبوي، وكان كل جندي يدخل ويزور ضريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبكي ثم يخرج، وكذلك الضباط، ولم يبق أحد لم يسكب دموعاً حارة في لحظة الوداع المؤثرة هذه حتى سكان المدينة وقوات البدو بكوا من هذا المنظر.
المصدر أورخان محمد علي ، روائع من التاريخ العثماني
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى
العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقيو يمكنك أن تتعرف على مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب
المصدر أورخان محمد علي ، روائع من التاريخ العثماني
إستمتع و تابع أيضا :
إرسال تعليق