الأندلس
من طارق بن زياد إلى سقوط آخر الممالك
لماذا فتح المسلمون الأندلس ؟
و من هو القائد المسلم الذي فتح بلاد الأندلس؟
الاندلس قبل الفتح الإسلامي
قبل الفتح كانت شبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال اليوم) تحت حكم "القوط الغربيين" ، و الذين عانوا من حروب داخلية بسبب ظلم الملك "رودريك".
حيث كان النبلاء واليهود مضطهدين ، مما دفع "يليان" ، حاكم سبتة (وهي مدينة مغربية تحت حكم القوط )، إلى التواصل مع "موسى بن نصير" ، والي إفريقية الأموي ، طالبًا المساعدة.
التحضيرات الأولى: من يستكشف الأندلس؟
قبل إرسال جيش كبير، أرسل موسى بن نصير سرية استطلاع بقيادة "طريف بن مالك" في يوليو 710م، الذي نزل عند نقطة عُرفت لاحقًا بجزيرة طريف (حاليًا تاريفا). بعد نجاح المهمة، قرر موسى إرسال جيش أكبر بقيادة "طارق بن زياد".
عبور جبل طارق : الرحلة التي غيرت التاريخ
في أبريل 711م ، عبر "طارق بن زياد" المضيق بـ 7,000 مقاتل (معظمهم من الأمازيغ) على متن سفن قدمها يليان ، نزل الجيش عند الصخرة الشهيرة، التي سُميت لاحقًا "جبل طارق" (جبل طارق بالعربي صح صور ة).
خطبة طارق بن زياد الشهيره
قبل المعركة الحاسمة، جمع طارق جنوده وألقى خطبة حماسية:
" أيها الناس ، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر! ... فاعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام! "
معركة وادي لكة (711م) : المواجهة المصيرية
واجه جيش طارق ( 12,000 مقاتل بعد التعزيزات ) جيش "رودريك" الذي قُدر بـ 100,000 مقاتل (وفق بعض المصادر).
إستغل طارق انقسام جيش القوط، حيث انشق جزء منهم بقيادة "أبناء ويتزا" (أعداء رودريك) وانضموا للمسلمين. إستمرت المعركة ثمانية أيام ، وفي النهاية سارت إلي هزيمة ساحقة للقوط ومعه مقتل رودريك ( اختلفت الروايات حول مصيره ) .
بين فتح الأندلس والوصول إلي فرنسا :
20 عاماً من الفتوحات المذهلة
المرحلة الانتقالية : من الفتح إلى التوسع نحو فرنسا (711-732م)
بعد الانتصار الساحق في معركة وادي لكة (711م) ، لم يتوقف تقدم المسلمين عند حدود الأندلس، بل تحول إلى مشروع توسعي استراتيجي. إليك أبرز المحطات:
1. توحيد الأندلس تحت الحكم الإسلامي (712-716م)
- موسى بن نصير يصل بالأمدادات : في 712م، عبر موسى بن نصير بـ 18,000 جندي عربي لتعزيز جيش طارق، وتمكنا معاً من:
- فتح إشبيلية بعد حصار دام أشهر.
- تطهير ماردة (عاصمة القوط السابقة) عام 713م بعد حصار طويل.
- اتفاقية الاستسلام : وُقعت مع النبلاء القوط (مثل ثيودومير ) التي ضمنت لهم حرية الدين مقابل دفعهم الجزية للمسلمين .
2. التوسع نحو جبال البرانس (717-719م)
- عبد الرحمن الغافقي : قاد حملة لفتح شمال شرق الأندلس ووصل إلى:
- برشلونة (717م) : أصبحت أول مدينة كبرى خارج شبه الجزيرة تخضع للمسلمين.
- أربونة (719م) : أول مدينة فرنسية تُفتح (في منطقة أوكسيتانيا حالياً).
3. الذروة: معركة تولوز (721م)
- محاولة فتح جنوب فرنسا : بقيادة السمح بن مالك الخولاني ، حاصر المسلمون مدينة تولوز ، لكنهم هُزموا أمام " أودو " دوق آكيتاين ، فكانت النتيجة تراجع مؤقت، لكن الحملات المسلمه استمرت .
4. معركة بلاط الشهداء (732م): نهاية التوسع
- الزحف نحو باريس : قاد " عبد الرحمن الغافقي " جيشاً ضخماً عبر نهر اللوار، ووصل إلى " بواتييه ".
- المواجهة التاريخية : اصطدم المسلمون بجيش "شارل مارتل" (جد شارلمان) في معركة استمرت 7 أيام.
أسباب الهزيمة :
1. تشتت القوات : انشغال جزء من الجيش بحماية الغنائم.
2. المناخ البارد : غير الملائم للعتاد الحربي الإسلامي.
3. تكتيك الكتائب الفرنجية : الذي حطم هجمات الفرسان المسلمين.
الفتح السريع : كيف سقطت الأندلس؟
بعد المعركة، تقدم طارق بن زياد شمالاً، وفتح المدن واحدة تلو الأخرى:
1. قرطبة : سقطت بسهولة بعد حصار قصير.
2. طليطلة (العاصمة القوطية) : دخلها طارق في 712م.
3. إشبيلية و ماردة : فتحها "موسى بن نصير" الذي عبر لاحقًا بأمر من الخليفة "الوليد بن عبد الملك".
سقوط الأندلس: نهاية الحكم الإسلامي
بدأت النهاية عند سقوط "طليطلة (1085م)" ، ثم "قرطبة (1236م)" ، وأخيرًا "غرناطة (1492م)" عندما سلمها " أبو عبد الله الصغير " للملكين الكاثوليك.
لماذا توقف الفتح عند فرنسا؟
تواصلت الفتوحات وتعددت المعارك حتي وصل المسلمون إلى جنوب فرنسا ، لكنهم هُزموا في معركة "بلاط الشهداء" (732م) أمام "شارل مارتل" ، ويرجع ذلك لعدد من الأسباب :
١ - بعد المسافة عن مراكز الإمداد.
٢ - صعوبة المناخ والجيوب المقاومة.
حقائق قد تفاجئك!
أولا - الوجود الإسلامي في فرنسا استمر 20 عاماً قبل بلاط الشهداء.
ثانيا - أدخل المسلمون تقنيات ري جديدة إلى جنوب فرنسا.
ثالثا - العديد من المؤرخين يعتبرون بلاط الشهداء منعطفاً حاسماً في التطور ونقل العلوم إلي أوروبا وخصوصا فرنسا .
حضارة الأندلس: وإليك بعض إنجازات 8 قرون من الحكم الإسلامي و أبرزها :
١- جامعة قرطبة : أول جامعة في أوروبا.
٢- قصر الحمراء : تحفة معمارية في غرناطة.
٣- الزراعة : أدخلوا الأرز، القطن، والبرتقال.
٤- العلوم : أسسوا علم الجبر، وطوروا الفلك.
الدروس المستفادة من فتح الأندلس
1. القيادة الحكيمة (مثل طارق وموسى) تصنع الفرق.
2. العدل مع الشعوب سبب استقرار الحكم (عامل اليهود والمسيحيون بإنصاف).
3. العلم أساس التقدم (حضارة الأندلس خير دليل).
إرسال تعليق