هدية هارون الرشيد الى شارلمان
أرسل هارون الرشيد في العام 807 ميلادية إلى شارلمان ملك الفرنجة "ملك فرنسا في ذلك الوقت " ساعة مائية من النحاس الأصفر .هارون الرشيد |
ساعة هارون الرشيد هي واحدة من أشهر الساعات القديمة ، والتي قدمت كهدية من الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى شارلمان ، ملك الفرنجة وإمبراطور الرومان المقدس ، وكان ذلك في القرن التاسع الميلادي .
كانت ساعة هارون الرشيد مصنوعة من النحاس ، ومزودة بآليات معقدة ، تُظهر الساعات من خلال فتحات تظهر فيها كرات برونزية صغيرة .
ساعة هارون الرشيد كانت واحدة من عجائب العالم في ذلك الوقت ، لأنها تعمل بآلية مائية معقدة تُعتبر من أرقى تقنيات الهندسة الميكانيكية في العصور الوسطى .
إن ساعة هارون الرشيد لم تكن مجرد أداة لقياس الوقت ، بل كانت رمزًا للتقدم التكنولوجي والرفاهية التي وصل إليها العباسيون في ذلك العصر .
وصف ساعة هارون الرشيد
الساعه العجيبه كانت بارتفاع نحو أربعة أمتار و تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يتساقط منها عدد معين من الكرات المعدنية، بعضها وراء بعض بعدد الساعات فوق قاعدة ضخمة من النحاس، فيصدر عنها رنين يسمعه من في أنحاء القصر الكبير ويعرفون كم هي الساعة .
ساعة الرشيد كما أعادوا إنتاجها وتمثال شارلمان الذهبي |
وكان في الساعة 12 بابا تؤدي إلى داخلها ، ومن كل باب يخرج فارس يشير إلى أن الساعة هي الواحدة، أو اثنان يشيران بأنها الثانية، وإذا خرج 5 مثلا فهي الساعة الخامسة.
أما عند الساعة 12 ظهرا أو ليلا، فيخرج 12 فارسا مرة واحدة ويدورون دورة كاملة ثم يدخلون من الأبواب فتغلق خلفهم .
مصير ساعة هارون الرشيد
ورغم أنها أثارت دهشة الملك وحاشيته ، اعتقد رهبان الملك أن في داخل الساعة شيطان يسكنها و يحركها ، وجاؤوا الى الساعة أثناء الليل، واحضروا معهم فؤوسا و حطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها .حزن الملك شارلمان حزنا بالغا ، و استدعى حشدا من العلماء و الصناع المهرة ، لمحاولة اصلاح الساعة و اعادة تشغيلها ، لكن المحاولة فشلت ، فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لاصلاحها ، فقال شارلمان " انني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها " .
أهمية ساعة هارون الرشيد التاريخية
١- التكنولوجيا المتقدمة : عكست الساعة تقدم الحضارة الإسلامية في مجال الهندسة الميكانيكية والعلوم .
٢- الدبلوماسية: كانت الهدية رمزًا للعلاقات الدبلوماسية الودية بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي .
المصير الحالي ل ساعة هارون الرشيد
للأسف الشديد ، لا توجد معلومات مؤكدة حول مكان الساعة الآن ،و من المحتمل أنها فُقدت ، أو تعرضت للتلف على مر العصور ، الوثائق التاريخية تشير فقط إلى وجودها في قصر شارلمان في آخن ، ولكن بعد ذلك لا توجد سجلات دقيقة تذكر مصيرها النهائي ، ولكن يقال انها إنتهت في يد أحد جامعي التحف الأثرياء ، غير أن الأوربيون قامو بإعادة إنتاج واحده أخري شبيهه ل ساعة هارون الرشيد.
أخيرا نقول
ساعة هارون الرشيد والتي أرسلها هديه لملك الفرنجه وبرغم فقدانها، ستظل دائما في الذاكرة ، ساعة هارون الرشيد ستبقي كرمز للإبداع والتقدم في العصر العباسي ، وكمثال رائع على التبادل الثقافي بين الحضارات .
إستمتع و تابع أيضا :
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى
العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .
إرسال تعليق