إن القلب ليَشْتاقُ إلى زمنٍ كانت فيه السيوفُ تُحمَلُ على الأكف، لا تُحْمَلُ فوق الجدران زينةً بلا معنى. زمانٍ كان القائدُ فيه يُقادِرُ الترابَ تحت خُفَّي فرسه، لا يُقادِرُ الكراسيَ في قصورٍ من ذهب. لقد ذهبوا إلى العدو في عُقر داره، فما انتظروا حتى يأتيهم غازيًا، فصنعوا مجدًا لا يُنسى. واليوم... واليوم نرى السيفَ قد هُجِر، والخيلَ أُهملت، والدرعَ صدِئَ في زوايا المتاحف، فانقلب حالُ الأمة من بَنَّاءٍ للعُلا إلى مُستجدي العفو من الأمم !
هل تعلم أن أعظم الانتصارات الإسلامية صنعها قادة كانوا في الصفوف الأمامية للمعركة؟
نكتشف سويا 20 قائد عسكريًّا مسلمًا اختيروا بمعيار واحد: مشاركتهم الشخصية في ساحات القتال لا من خلف جدران القصور ذهبوا للعدو في عقر داره... فصنعوا مجدًا لا يُنسى
أُقدِّم بين يديك - أيها القارئ الكريم - قائمة بأعظم 20 قائدًا عسكريًّا مسلمًا ، اختيروا لأنهم كانوا أُسودَ الميدان ، لا أمراءَ المخادع. فدماؤهم اختلطت بتراب المعارك، وصيحاتهم هزَّت جباهَ الأعداء قبل قلوبَهم.
لماذا استثنينا الرسول ﷺ والخلفاء الراشدين؟
نؤكد أن رسول الله ﷺ والخلفاء الراشدين هم القمم الشامخة التي لا تُقاس ، و هنا نسلط الضوء على قادة لمعوا تحت رايتهم.
- رسول الله ﷺ والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم هم النجومُ التي لا تُقاس، فنتركهم في سماء القدوة.
ونقول للتذكره أن المجد لم يصنعه عشرون فقط، بل آلافٌ غيّبهم التاريخ، لكننا نقتصر على هذا العدد للعبرة ، و هذه القائمة مرتبة حسب سنة الوفاة (من الأقدم للأحدث)، وليست بالأفضلية.
من أعظم 20 قائدًا عسكريًّا مسلمًا:
1. أبو عبيدة عامر بن الجراح" أمين هذه الأمة " .
قاد جيوشَ الحق في اليرموك بـ 36 ألفًا، يواجهون 240 ألفًا من جيش روما العتيدة! كسَرَ شوكةَ البيزنطيين، وفتح الشامَ كالشمس تزحف على الظلام .٢. خالد بن الوليد" سيف الله المسلول "
41 معركة... نعم ، من غزوة بدر إلى موقعة اليمامة، ومن أجنادين إلى دمشق ، فكان سيفه كان خريطةً تُرسم بها حدودُ الإسلام من الجزيرة إلى العراق والشام.3. عمرو بن العاص" فاتحُ مصر من الرومان"
لم يكتفِ بتحرير الشام، بل أبحر بجيشه إلى أرض الكنانة، فأسقط صروحَ الظلم، وأقام فيها مسجدَ الفسطاط شاهدًا على عدل الإسلام.4. سعد بن أبي وقاص"صاعقةُ القادسية"
30 ألف مُقاتلٍ يهزمون 200 ألفٍ من جيوش كسرى! أورثنا انتصاره سِجِلَّانًا من الذهب، وسقَطَت دولةُ الساسانيين كتمثالٍ من طين.5. عبدالله بن أبي السرح " قاهرُ بيزنطة "
في معركة ذات الصواري، حوَّل البحر الأبيضَ إلى ساحةٍ للإسلام ، عندما أنهى أسطورةَ السيطرة الرومانية على البحر المتوسط بأسطولٍ من الإيمان.6. عقبة_بن_نافع_الفهري "الفاتح الذي ودَّع البحر ".
عندما بلغ المحيطَ في المغرب، صاح: "يا رب لولا هذا البحر لمضيتُ!" فتح الأرضَ حتى لم يبقَ للروم موطئُ قدم.7. قتيبة بن مسلم الباهلي " صانع أمجاد آسيا الوسطى"
سار من بخارى إلى سمرقند، رفع الأذانَ حيثُ كانت أصنامُ الزردشت ، بل وجعل نهرَ جيحون يشهد: "لا إله إلا الله".8. محمد بن القاسم الثقفي "فتى السند الباسل"
بعمر الـ 17، كسر قيودَ الظلم في السند، فكان فتحُه نواةَ الإسلام في شبه القارة الهندية.
9. موسى بن نصير "مهندسُ الفتوح المغربية"
فكان أول من هيَّأ الطريقَ لعبور الأندلس، فكانت مغربه حصنًا، وأندلسه جنة.10. طارق بن زياد "صاحبُ الصخرة الخالدة"
أحرق السفنَ وقال: "البحرُ وراءكم، والعدو أمامكم!" فكان فتحُ الأندلس معجزةَ القرن .11. المنصور_محمد_بن_أبي_عامر "السيفُ الذي أرعب إسبانيا"
شن 57 غزوة في 37 عامًا! دكَّ حصونَ الشمال، وهدَم "شنت ياقب" (سانتياغو) ليكسر أسطورةَ الصليب.12. السلطان السلجوقي ألب أرسلان "قاهرُ الروم في ملاذكرد"
أسَرَ إمبراطورَ بيزنطة بيده! غيَّر مصيرَ آسيا الصغرى إلى الأبد.13. أمير_المرابطين أبوبكر اللمتوني "فاتحُ إفريقيا المنسي "
ترك العرشَ ليفتح 15 دولة إفريقية، فكان الزهدُ في الملك أعظمَ فتوحه.
14. أمير_المرابطين يوسف بن تاشفين "موحد المغرب والأندلس"
في معركة الزلاقة، أنقذ الأندلسَ من السقوط، وأعادها جنةً متحدةً فإستمرت 400 عام أخري !15. السلطان عماد الدين زنكي "محرر الرها من الصليبيين"
قلب الطاولةَ على الفرنجة، فحوَّلهم من غزاةٍ إلى محاصرين.16. السلطان_نور_الدين_زنكي "مهندسُ النهضة قبل التحرير"
كاسر الحملةَ الصليبية الثانية، بنى المساجدَ والمدارس، فكان جهادُه بالحجر والسيف!17. السلطان صلاح الدين الأيوبي "بطلُ حطين ومُحرِّرُ القدس"
جمع العربَ تحت رايةٍ واحدة، وطهَّر المسجدَ الأقصى من دنس الصليب.18. السلطان سيف الدين قطز "كاسرُ التتار في عين جالوت"
قال: "لا تتحدثوا عن هولاكو! أنا ألقاه بنفسي!" فأنقذ الحضارةَ من الإبادة .
19. السلطان الظاهر بيبرس "سيفُ الإسلام الذي لا يكل"
طهَّر الشامَ من التتار، وحرَّر أنطاكية، فكان خاتمةَ الوجود الصليبي في الشرق20. السلطان العثماني محمد الفاتح"فاتح و قاهرُ القسطنطينية"
حقق نبوءةَ الرسول ﷺ! حوَّل أسوارَ ثيودوسيوس إلى تراب، وجعل آيا صوفيا مسجدًا للمسلمين .
أيها الأحفاد!
هؤلاء لم يكونوا خيالاً... كانوا رجالاً من لحمٍ ودمٍ وعزيمةٍ لا تقهر ، صنعوا المجدَ بسيوفٍ صادقة ، لا بأقوالٍ زائفة.فهل نعود لنصنعَ كما صنعوا؟ أم تبقى أمةُ الإسلام نُصبًا في متحف التاريخ ؟
إن الأمة التي أنجبت هؤلاء... أمةٌ لا تموت .
"لقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر"* [من تفسير سورة الأحزاب: 23]
مصادرنا :
- تاريخ الخلفاء - السيوطي- البداية والنهاية - ابن كثير
- الكامل في التاريخ - ابن الأثير
- تاريخ الطبري
- تاريخ الدولة العثمانية - يلماز أوزتونا
- فضل العرب في ارتقاء المعارف البحرية - إبراهيم الفحام
إرسال تعليق