مواضيع مهمة

بالصوت والصورة

ADS

?max-results="+numposts5+"&orderby=published&alt=json-in-script&callback=recentarticles8\"><\/script>");

من عهد النبي واصحابه

كل مواضيع المدونة

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

أبو سفيان بن الحارث ( من الظلمات إلى النور )

أبو سفيان بن الحارث ( من الظلمات إلى النور )  

أبو سفيان بن الحارث
انه أبو سفيان آخر, غير أبو سفيان بن حرب وان قصته هي قصة الهدى بعد الضلال.. والحب بعد الكراهية.. والسعادة بعد الشقوة..
هي قصة رحمة الله الواسعة حين تفتح أبوابها
تصوّروا بعد عشرين عاما قضاها ابن الحارث في عداوة موصولة للإسلام..!!
عشرون عاما منذ بعث النبي عليه السلام حتى اقترب يوم الفتح العظيم وأبو سفيان بن الحارث يشدّ أزر قريش وحلفائها ويهجو الرسول بشعره ولا يكاد يتخلف عن حشد تحشده قريش لقتال..!!
وكان إخوته الثلاثة وهم نوفل وربيعة وعبدالله كلهم قد سبقوه إلى الإسلام..
وأبو سفيان هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, إذ هو ابن الحارث بن عبدالمطلب..
وهو أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة, إذ أرضعته حليمة السعدية مرضعة الرسول بضعة أيام..
وذات يوم نادته الأقدار لمصيره السعيد, فنادى ولده جعفرا, وقال لأهل بيته : إنا مسافران.. إلى أين يا بن الحارث.. إلى رسول الله لنسلم معه لله رب العالمين..
ومضى يقطع الأرض بفرسه ويطويها طيّ التائبين..
وعند منطقة الأبواء أبصر مقدمة جيش لجب وأدرك أنه الرسول قاصدا مكة لفتحها.
وفكّر ماذا يصنع..؟
إن الرسول قد أهدر دمه من طول ما حمل سيفه ولسانه ضد الإسلام, مقاتلا وهاجيا..
فإذا رآه أحد من الجيش, فسيسارع إلى القصاص منه..
وان عليه أن يحتال للأمر حتى يلقي نفسه بين يدي رسول الله أولا وقبل أن تقع عليه عين أحد من المسلمين..
وتنكّر أبو سفيان بن الحارث حتى أخفى معالمه, وأخذ بيد ابنه جعفر, وسار مشيا على الأقدام شوطا طويلا, حتى أبصر رسول الله قادما في كوكبة من أصحابه, فتنحّى حتى نزل الركب.
وفجأة ألقى بنفسه أمام رسول الله مزيحا قناعه فعرفه الرسول وحول وجهه عنه فأتاه أبو سفيان من الناحية الأخرى, فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم.
وصاح أبو سفيان وولده جعفر: " نشهد أن لا اله إلا الله ونشهد أن محمدا رسول الله".
واقترب من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: " لا تثريب يا رسول الله"..
وأجابه الرسول: " لا تثريب يا أبا سفيان "
ثم أسلمه إلى علي بن أبي طالب وقال له: " علم ابن عمّك الوضوء والسنة وإرجع به إلي"..
وذهب به علي ثم رجع فقال له الرسول:
" ناد في الناس أن رسول الله قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه"..
لحظة زمن يقول الله لها: كوني مباركة, فتطوي آمادا وأبعادا من الشقوة والضلال, وتفتح أبواب رحمة ما لها حدود..!!
لقد كاد أبو سفيان يسلم, بعد أن رأى في بدر وهو يقاتل مع قريش ما حيّر لبّه..
ففي تلك الغزوة تخلّف أبو لهب وأرسل مكانه العاص بن هشام.. وانتظر أبو لهب أخبار المعركة بفارغ الصبر وبدأت الأنباء تأتي حاملة هزيمة قريش المنكرة..
ذات يوم كان أبو لهب مع نفر من القريشيين يجلسون عند زمزم, إذ أبصروا فارسا مقبلا فلما دنا منهم اذا هو: أبو سفيان بن الحارث.. ولم يمهله أبو لهب, فناداه:" هلمّ إلي يا بن أخي. فعندك لعمري الخبر.. حدثنا كيف كان أمر الناس"؟؟
قال أبو سفيان بن الحارث: " والله ما هو إلا أن لقينا القوم حتى منحناهم أكتافنا, يقتلوننا كيف شاءوا, ويأسروننا كيف شاءوا.. وأيم الله ما لمت قريشا.. فلقد لقينا رجالا بيضا على خيل بلق, بين السماء والأرض, ما يشبهها شيء, ولا يقف أمامها شيء"..!!
وأبو سفيان يريد بهذا أن الملائكة كانت تقاتل مع الرسول والمسلمين.. فما باله لم يسلم يومئذ وقد رأى ما رأى..؟؟
إن الشك طريق اليقين, وبقدر ما كانت شكوك أبي الحارث عنيدة وقوية, فان يقينه يوم يجيء سيكون صلبا قويا.. ولقد جاء يوم يقينه وهداه.
ومن أولى لحظات إسلامه راح يسابق الزمان عابدا, ومجاهدا, ليمحو آثار ماضيه, وليعوّض خسائره فيه..
خرج مع الرسول فيما تلا فتح مكة من غزوات..
انه أبو سفيان آخر, غير أبو سفيان بن حرب وان قصته هي قصة الهدى بعد الضلال
ويوم حنين, حيث نصب المشركون للمسلمين كمينا خطيرا, وانقضوا عليهم فجأة من حيث لا يحتسبون انقضاضا وبيلا أطار صواب الجيش المسلم, فولّى أكثر أجناده الأدبار وثبت الرسول مكانه ينادي: "إلي أيها الناس..أنا النبي لا كذب..أنا ابن عبدالمطلب "
في تلك اللحظة الرهيبة, كانت هناك قلة لم تذهب بصوابها المفاجأة وكان منهم أبو سفيان بن الحارث وولده جعفر..
ولقد كان أبو سفيان يأخذ بلجام فرس الرسول, وحين رأى ما رأى أدرك أن فرصته التي بحث عنها قد أهلت.. تلك أن يقضي نحبه شهيدا في سبيل الله, وبين يدي الرسول..
وراح يتشبث بمقود الفرس بيسراه, ويرسل السيف في نحور المشركين بيمناه، وعاد المسلمون إلى مكان المعركة حتى انتهت, وتملاه الرسول ثم قال:
" أخي أبو سفيان بن الحارث..؟؟"
ما كاد أبو سفيان يسمع قول الرسول " أخي"..
حتى طار فؤاده من الفرح والشرف. فأكبّ على قدمي الرسول يقبلهما, ويغسلهما بدموعه.
وتحرّكت شاعريته فراح يغبط نفسه على ما أنعم الله عليه من شجاعة وتوفيق:
لقد علمت أفنــــاء كعب وعامر **غداة حنين حين عمّ التضعضع
بأني أخو الهيجاء, أركب حدّها**أمام رسول الله لا أتتعتـــــــــع
رجاء ثواب الله والله راحـــــــم**إليه تعالى كل أمر سيرجــــــع
وأقبل أبو سفيان بن الحارث على العبادة إقبالا عظيما, وبعد رحيل الرسول عن الدنيا, تعلقت روحه بالموت ليلحق برسول الله في الدار الآخرة, وعاش ما عاش والموت أمنية حياته..
وذات يوم شاهده الناس في البقيع يحفر لحدا ويسويّه ويهيّئه.. 
فلما أبدوا دهشتهم مما يصنع قال لهم : " إني أعدّ قبري"..
وبعد ثلاثة أيام لا غير, كان راقدا في بيته, وأهله من حوله يبكون.. وفتح عينيه عليهم في طمأنينة سابغة وقال لهم:
" لا تبكوا عليّ, فاني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت"..!!
وقبل أن يحني رأسه على صدره, لوّح به إلى أعلى, ملقيا على الدنيا تحيّة الوداع..

منقول بتصرف من كتاب  " رجال حول الرسول " 
إستمتع و تابع أيضا :
ولست أبالي حين أقتل مسلما
ساعة هارون الرشيد لشارلمان
مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام
العيناء المرضية ( أنا زوجتك في الجنة )

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .

الطفيل بن عمرو الدوسي ( الفطرة الراشدة )

 الطفيل بن عمرو الدوسي ( الفطرة الراشدة ) 
الطفيل بن عمرو الدوسي

في أرض دوس نشأ بين أسرة شريفة كريمة..

وأوتي موهبة الشعر, فطار بين القبائل صيته ونبوغه..
وفي مواسم عكاظ حيث يأتي الشعراء العرب من كل فج ويحتشدون ويتباهون بشعرائهم كان الطفيل يأخذ مكانه في المقدمة..
كما كان يتردد على مكة كثيرا في غير مواسم عكاظ..
وذات مرة كان يزورها, وقد شرع الرسول يجهر بدعوته..
وخشيت قريش أن يلقاه الطفيل ويسلم ثم يضع موهبته الشعرية في خدمة الإسلام فتكون الطامة على قريش وأصنامها..
من أجل ذلك أحاطوا به.. وهيئوا له من الضيافة كل أسباب الترف والبهجة والنعيم ثم راحوا يحذرونه لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويقولون له:
" إن له قولا كالسحر, يفرّق بين الرجل وأبيه.. والرجل وأخيه.. والرجل وزوجته.. وإنا نخشى عليك وعلى قومك منه, فلا تكلمه ولا تسمع منه حديثا"..!!
ولنصغ للطفيل ذاته يروي لنا بقية النبأ فيقول:
" فوالله ما زالوا بي حتى عزمت ألا أسمع منه شيئا ولا ألقاه..
وحين غدوت إلى الكعبة حشوت أذنيّ كرسفا كي لا أسمع شيئا من قوله اذا هو تحدث..
وهناك وجدته قائما يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبي الله إلا أن يسمعني بعض ما يقرأ فسمعت كلاما حسنا..
وقلت لنفسي: واثكل أمي.. والله إني لرجل لبيب شاعر لا يخفى عليّ الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من الرجل ما يقول فان كان الذي يأتي به حسن قبلته وان كان قبيحا رفضته.
ومكثت حتى انصرف إلى بيته, فاتبعته حتى دخل بيته, فدخلت وراءه, وقلت له: يا محمد, إن قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا.. فوالله ما برحوا يخوّفوني أمرك 
حتى سددت أذنيّ بكرسف لئلا أسمع قولك..
ولكن الله شاء أن أسمع, فسمعت قولا حسنا, فاعرض عليّ أمرك..
فعرض الرسول عليّ الإسلام, وتلا عليّ من القرآن..
فأسلمت, وشهدت شهادة الحق, وقلت: يا رسول الله: إني امرؤ مطاع في قومي واني راجع إليهم, وداعيهم إلى الإسلام, فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا لي 
فيما أدعوهم إليه, فقال عليه السلام: اللهم اجعل له آية"..
لقد أثنى الله تعالى في كتابه على " الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه"..
وها نحن أولاء نلتقي بواحد من هؤلاء..
انه صورة صادقة من صور الفطرة الرشيدة..
فما كاد سمعه يلتقط بعض آيات الرشد والخير التي أنزلها الله على فؤاد رسوله, حتى تفتح كل سمعه, وكل قلبه. وحتى بسط يمينه مبايعا.. ليس ذلك فحسب.. بل 
حمّل نفسه من فوره مسؤولية دعوة قومه وأهله إلى هذا الدين الحق والصراط المستقيم.!
من أجل هذا, نراه لا يكاد يبلغ بلده وداره في أرض دوس حتى يواجه أباه بالذي من قلبه من عقيدة وإصرار, ويدعو أباه إلى الإسلام بعد أن حدّثه عن الرسول 
الذي يدعو إلى الله.. حدثه عن عظمته.. وعن طهره وأمانته.. عن إخلاصه وإخباته لله رب العالمين..
وأسلم أبوه في الحال.. ثم انتقل إلى أمه, فأسلمت ثم إلى زوجته فأسلمت..
ولما إطمأن إلى أن الإسلام قد غمر بيته انتقل إلى عشيرته والى أهل دوس جميعا.. فلم يسلم منهم أحد سوى أبي هريرة رضي الله عنه..
ولقد راحوا يخذلونه و ينأون عنه حتى نفذ صبره معهم وعليهم فركب راحلته و قطع الفيافي عائدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه ويتزوّد منه بتعاليمه..
وحين نزل مكة, سارع إلى دار الرسول تحدوه أشواقه..
وقال للنبي:
" يا رسول الله..انه غلبني على دوس الزنا والربا فادع الله أن يهلك دوسا"..!!
وكانت مفاجأة أذهلت الطفيل حين رأى الرسول يرفع كفيه إلى السماء وهو يقول:
" اللهم أهد دوسا وأت بهم مسلمين"..!!
ثم التفت إلى الطفيل وقال له:" ارجع إلى قومك فادعهم وأرفق بهم".
وبينما رسول الله في خيبر بعد أن فتحها الله على المسلمين اذا موكب حافل ينتظم ثمانين أسرة من دوس أقبلوا على الرسول مهللين مكبّرين ..و جلسوا يبايعون تباعا..




ويوم فتح مكة كان يدخلها مع عشرة آلاف مسلم لا يثنون أعطافهم زهوا وصلفا بل يحنون جباههم في خشوع وإذلال شكرا لله الذي أثابهم فتحا قريبا ونصرا مبينا..
ورأى الطفيل رسول الله وهو يهدم أصنام الكعبة ويطهرها بيده من ذلك الرجس الذي طال مداه..
وتذكر الدوسي من فوره صنما كان لعمرو بن حممة طالما كان عمرو هذا يصطحبه إليه حين ينزل ضيافته, فيتخشّع بين يديه, ويتضرّع إليه..!!
الآن حانت الفرصة ليمحو الطفيل عن نفسه إثم تلك الأيام.. هنالك تقدم من الرسول عليه الصلاة والسلام يستأذنه في أن يذهب ليحرق صنم عمرو بن حممة وكان هذا الصنم يدعى ذا الكفين وأذن له النبي عليه السلام..
ويذهب الطفيل ويوقد عليه النار.. وكلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ويقول:


يا ذا الكفين لست من عبّادكـــا
ميلادنا أقدم من ميلادكــــــــا!!
إني حشوت النار في فؤادكـــــا

وهكذا عاش مع النبي يصلي وراءه, ويتعلم منه, ويغزو معه.
وينتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى, فيرى الطفيل أن مسؤوليته كمسلم لم تنته بموت الرسول, بل إنها لتكاد تبدأ..
وهكذا لم تكد حروب الردة تنشب حتى كان الطفيل يشمّر لها عن ساعد وساق وحتى كان يخوض غمراتها وأهوالها في حنان مشتاق إلى الشهادة..
اشترك في حروب الردة حربا.. حربا..
وفي موقعة اليمامة خرج مع المسلمين مصطحبا معه ابنه "عمرو بن الطفيل".
ومع بدء المعركة راح يوصي ابنه أن يقاتل جيش مسيلمة الكذاب قتال من يريد الموت والشهادة..
وأنبأه أنه يحس أنه سيموت في هذه المعركة.
وهكذا حمل سيفه وخاض القتال في تفان مجيد..
لم يكن يدافع بسيفه عن حياته.
بل كان يدافع بحياته عن سيفه.
حتى إذا مات وسقط جسده, بقي السيف سليما مرهفا لتضرب به يد أخرى لم يسقط صاحبها بعد..!!
وفي تلك الموقعة استشهد الطفيل الدوسي رضي الله عنه..
وهو جسده تحت وقع الطعان, وهو يلوّح لابنه الذي لم يكن يراه وسط الزحام..!!
يلوّح له وكأنه يهيب به ليتبعه ويلحق به..
ولقد لحق به فعلا.. ولكن بعد حين..
ففي موقعة اليرموك بالشام خرج عمرو بن الطفيل مجاهدا وقضى نحبه شهيدا..
وكان وهو يجود بأنفاسه, يبسط ذراعه اليمنى ويفتح كفه, كما لو كان سيصافح بها أحدا.. ومن يدري..؟؟
لعله ساعتئذ كان يصافح روح أبيه..!! 

إستمتع و تابع أيضا :     
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .

عمرو بن الجموح ( أريد أن أخطر بعرجتي في الجنة )

عمرو بن الجموح ( أريد أن أخطر بعرجتي في الجنة )




إنه صهر عبدالله بن حرام, إذ كان زوجا لأخته هند بن عمرو..
وكان ابن الجموح واحدا من زعماء المدينة, وسيدا من سادات بني سلمة..
سبقه إلى الإسلام  ابنه معاذ  بن عمرو الذي كان أحد الأنصار السبعين, أصحاب البيعة الثانية..
وكان معاذ  بن عمرو وصديقه معاذ  بن جبل يدعوان للإسلام  بين أهل المدينة في حماسة الشباب المؤمن الجريء..
وكان من عادة الناس هناك أن أيتخذ الأشراف من بيوتهم أصناما رمزية غير تلك الأصنام الكبيرة المنصوبة في محافلها, والتي تؤمّها جموع الناس..
واتفق عمرو بن الجموح مع صديقه معاذ  بن جبل على أن يجعلا من صنم عمرو بن الجموح سخرية ولعبا..
فكانا يدلجان عليه ليلا, ثم يحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيه فضلاتهم..
ويصيح عمرو فلا يجد منافاً في مكانه, ويبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة.. فيثور ويقول:
ويلكم من عدا على آلهتنا الليلة..!؟ ثم يغسله ويطهره ويطيّبه..
فإذا جاء ليل جديد, صنع المعاذان معاذ  بن عمرو ومعاذ  بن جبل بالصنم مثل ما يفعلان به كل ليلة.
حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق مناف وقال له: إن كان فيك خير فدافع عن نفسك..!!
فلما أصبح فلم يجده مكانه.. بل وجده في الحفرة ذاتها طريحا, بيد أن هذه المرة لم يكن في حفرته وحيدا, بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق.
وإذا هو في غضبه, وأسفه ودهشه, اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين كانوا قد سبقوا إلى الإسلام .. وراحوا, وهم يشيرون بأصابعهم إلى الصنم المنكّس المقرون بكلب ميت يخاطبون في عمرو بن الجموح عقله وقلبه ورشده, محدثينه عن الإله الحق, العلي الأعلى, الذي ليس كمثله شيء.
وعن محمد الصادق الأمين الذي جاء الحياة ليعطي لا ليأخذ.. ليهدي لا ليضل..
وعن الإسلام , الذي جاء يحرر البشر من الأغلال, جميع الأغلال, وجاء يحيى فيهم روح الله وينشر في قلوبهم نوره.
وفي لحظات وجد عمرو نفسه ومصيره..
وفي لحظات ذهب فطهر ثوبه, وبدنه.. ثم تطيّب وتأنق, وتألق, وذهب عالي الجبهة مشرق النفس, ليبايع خاتم المرسلين, وليأخذ مكانه مع المؤمنين.
قد يسأل سائل نفسه, كيف كان رجال من أمثال عمرو بن الجموح.. وهم زعماء قومهم وأشراف.. كيف كانوا يؤمنون بأصنام هازلة كل هذا الإيمان..؟
وكيف لم تعصمهم عقولهم عن مثل هذا الهراء.. وكيف نعدّهم اليوم, حتى مع إسلامهم وتضحياتهم, من عظماء الرجال..؟
ومثل هذا السؤال يبدو إيراده سهلا في أيامنا هذه حيث لا نجد طفلا يسيغ عقله أن ينصب في بيته خشبة ثم يعبدها..
لكن في أيام خلت, كانت عواطف البشر تتسع لمثل هذا الصنيع دون أن يكون لذكائهم ونبوغهم حيلة تجاه تلك التقاليد..!!

أسلم عمرو بن الجموح قلبه, وحياته لله رب العالمين, وعلى الرغم من أنه كان مفطورا على الجود والسخاء, فان الإسلام  زاد جوده مضاء, فوضع كل ماله في خدمة دينه وإخوانه..
سأل الرسول عليه الصلاة والسلام جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو بن الجموح فقال:
من سيّدكم يا بني سلمة..؟
قالوا: الجدّ بن قيس, على بخل فيه..
فقال عليه الصلاة والسلام: وأي داء أدوى من البخل!! بل سيّدكم الجعد الأبيض, عمرو بن الجموح..
فكانت هذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تكريما لابن الجموح, أي تكريم..!
وفي هذا قال شاعر الأنصار:
فسوّد عمرو بن الجموح لجوده                وحق لعمرو بالنّدى أن يسوّدا
إذا جاءه الســـــؤال أذهب ماله                وقال: خذوه, انه عائــــــد غدا
وبمثل ما كان عمرو بن الجموح يجود بماله في سبيل الله, أراد أن يجود بروحه وبحياته..
ولكن كيف السبيل؟؟
إن في ساقه عرجا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال.
وانه له أربعة أولاد, كلهم مسلمون, وكلهم رجال كالأسود, كانوا يخرجون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزو, ويثابرون على فريضة الجهاد..
ولقد حاول عمرو أن يخرج في غزوة بدر فتوسّل أبناؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يقنعه بعدم الخروج,  يأمره به إذا هو لم يقتنع..
وفعلا, أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام  يعفيه من الجهاد كفريضة, وذلك لعجزه الماثل في عرجه الشديد..
بيد أنه راح يلحّ ويرجو.. فأمره الرسول بالبقاء في المدينة.
وجاءت غزوة أحد فذهب عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل إليه أن يأذن له وقال له:
" يا رسول الله إنّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد..
ووالله إني لأرجو أن, أخطر, بعرجتي هذه في الجنة"..
وأمام إصراره العظيم إذن له النبي عليه السلام بالخروج, فأخذ سلاحه, وانطلق يخطر في حبور وغبطة, ودعا ربه بصوت ضارع:
" اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي".
والتقى الجمعان يوم أحد..وانطلق عمرو بن الجموح وأبناؤه الأربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك والظلام..كان عمرو بن الجموح يخطر وسط المعمعة الصاحبة, ومع كل خطرة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية..
كان يضرب الضربة بيمينه, ثم يلتفت حواليه في الأفق الأعلى, كأنه يتعجل قدوم الملاك الذي سيقبض روحه, ثم يصحبها إلى الجنة..
أجل.. فلقد سأل ربه الشهادة, وهو واثق أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب له..
وهو مغرم بأن يخطر بساقه العرجاء في الجنة ليعلم أهلها أن محمدا رسول اله صلى الله عليه وسلم, يعرف كيف يختار الأصحاب, وكيف يربّي الرجال..!!
وجاء ما كان ينتظر.
ضربة سيف أومضت, معلنة ساعة الزفاف..
زفاف شهيد مجيد إلى جنات الخلد, وفردوس الرحمن..!!
وإذ كان المسلمون يدفنون شهداءهم قال الرسول عليه الصلاة والسلام أمره الذي سمعناه من قبل:
" انظروا, فاجعلوا عبدالله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد, فإنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين"..!!
ودفن الحبيبان الشهيدان الصديقان في قبر واحد, تحت ثرى الأرض التي تلقت جثمانيهما الطاهرين, بعد أن شهدت بطولتهما الخارقة.
وبعد مضي ست وأربعين سنة على دفنهما, نزل سيل شديد غطّى أرض القبور, بسبب عين من الماء أجراها هناك معاوية, فسارع المسلمون إلى نقل رفات 
الشهداء, فإذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا في نقل رفاتهم:
" ليّنة أجسادهم..تتثنى أطرافهم"..!
وكان جابر بن عبدالله لا يزال حيا, فذهب مع أهله لينقل رفات أبيه عبدالله بن عمرو بن حرام, ورفات زوج عمته عمرو بن الجموح..
فوجدهما في قبرهما, كأنهما نائمان.. لم تأكل الأرض منهما شيئا, ولم تفارق شفاههما بسمة الرضا والغبطة التي كانت يوم دعيا للقاء الله..
أتعجبون..؟
كلا, لا تعجبوا..
فان الأرواح الكبيرة, التقية, النقية, التي سيطرت على مصيرها.. تترك في الأجساد التي كانت موئلا لها, قدرا من المناعة يدرأ عنها عوامل التحلل, وسطوة التراب.. 




كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الخميس، 3 نوفمبر 2016

المقداد بن عمرو ( أول فرسان الإسلام )

المقداد بن عمرو ( أول فرسان الإسلام )



أول من عدا به فرسه في سبيل الله هو المقداد بن عمرو وسمي لقبا بالمقداد بن الأسود لانه كان قد حالف في الجاهلية الأسود بن عبد يغوث فتبناه, فصار يدعى المقداد بن الأسود, حتى إذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني نسب لأبيه عمرو بن سعد..
وابيه المقداد من المبكّرين بالإسلام وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم وأعلنوه حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها, فيه شجاعة الرجال وغبطة الحواريين..!!
ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة .. يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:
" لقد شهدت من المقداد مشهدا, لأن أكون صاحبه, أحبّ إليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة, لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الإسلام, فهذه أول غزوة لهم يخوضونها.. ووقف الرسول يعج إيمان الذين معه, ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..
وراح يشاورهم في الأمر, وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأي, فانه يفعل ذلك حقا, وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة رأيه,
فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها, ويخالفها فلا حرج عليه ولا تثريب..وخاف المقداد أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات... وقبل أن يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة,
ويسهم في تشكيل ضميرها.
ولكنه قبل أن يحرك شفتيه, كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد كثيرا.. وقال أبو بكر فأحسن, وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..
ثم تقدم المقداد وقال:
" يا رسول الله..
امض لما أراك الله, فنحن معك..
والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون..
بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون..!!
والذي بعثك بالحق, لو سرت بنا إلى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك"..
انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. وتهلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن دعوة صالحة دعاها للمقداد.. وسرت في الحشد الصالح المؤمن  حماسة الكلمات
الفاضلة التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها وإقناعها نوع القول لمن أراد قولا.. وطراز الحديث لمن يريد حديثا..!!
  أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين, فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار, وقال:
" يا رسول الله..
لقد آمنا بك وصدّقناك, وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق.. وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا, فامض يا رسول الله لما أردت, فنحن معك.. والذي بعثك بالحق..
لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك, ما تخلف منا رجل واحد, وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا..
إنا لصبر في الحرب, صدق في اللقاء.. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك.. فسر على بركة الله"..

وامتلأ قلب الرسول بشرا.. وقال لأصحابه: " سيروا وأبشروا"..
والتقى الجمعان .. وكان من فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير: المقداد بن عمرو, ومرثد بن أبي مرثد, والزبير بن العوّام, بينما كان بقية المجاهدين مشاة, أو راكبين إبلا.. إن كلمات المقداد التي مرّت بنا من قبل, لا تصور شجاعته فحسب, بل تصور لنا حكمته الراجحة, وتفكيره العميق..
  ولاه الرسول على إحدى الولايات يوما, فلما رجع سأله النبي: " كيف وجدت الإمارة"..؟؟
فأجاب في صدق عظيم:
" لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس, وهم جميعا دوني..
والذي بعثك بالحق, لا أتأمرّن على اثنين بعد اليوم, أبدا"..
وإذا لم تكن هذه الحكمة فماذا تكون..؟ وإذا لم يكن هذا هو الحكيم فمن يكون..؟ رجل لا يخدع عن نفسه, ولا عن ضعفه..
يلي الإمارة, فيغشى نفسه الزهو والصلف, ويكتشف في نفسه هذا الضعف, فيقسم ليجنّبها مظانه, وليرفض الإمارة بعد تلك التجربة ويتحاماها.. ثم يبر بقسمه فلا يكون أميرا بعد ذلك أبدا..!!


لقد كان دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله.. هو ذا: " إن السعيد لمن جنّب الفتن"..
وإذا كان قد رأى في الإمارة زهوا يفتنه, أو يكاد يفتنه, فان سعادته إذن في تجنبها..
ومن مظاهر حكمته, طول أناته في الحكم على الرجال..
وهذه أيضا تعلمها من رسول الله.. فقد علمهم عليه السلام أن قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر حين تغلي..
وكان المقداد يرجئ حكمه الأخير على الناس إلى لحظة الموت, ليتأكد أن هذا الذي يريد أن يصدر عليه حكمه لن يتغير ولن يطرأ على حياته جديد.. وأي تغيّر,
أو أي جديد بعد الموت..؟؟
وتتألق حكمته في حنكة بالغة خلال هذا الحوار الذي ينقله إلينا أحد أصحابه وجلسائه, يقول:
" جلسنا إلى المقداد يوما فمرّ به رجل.. فقال مخاطبا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
والله لوددنا أن رأينا ما رأيت, وشهدنا ما شهدت فأقبل عليه المقداد وقال:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه, لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟؟ والله, لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبّهم الله عز
وجل على مناخرهم في جهنم. أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا بلائهم, وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم"..
حكمة وأية حكمة..!!
إنك لا تلتقي بمؤمن يحب الله ورسوله, إلا وتجده يتمنى لو أنه عاش أيام الرسول ورآه..!
ولكن بصيرة المقداد الحاذق الحكيم تكشف البعد المفقود في هذه الأمنية..
ألم يكن من المحتمل لهذا الذي يتمنى لو أنه عاش تلك الأيام.. أن يكون من أصحاب الجحيم..
ألم يكون من المحتمل أن يكفر مع الكافرين.
وأليس من الخير إذن أن يحمد الله الذي رزقه الحياة في عصور استقرّ فيها الإسلام, فأخذه صفوا عفوا..
هذه نظرة المقداد, تتألق حكمة وفطنة.. وفي كل مواقفه, وتجاربه, وكلماته, كان الأريب الحكيم..
وكان حب المقداد للإسلام عظيما..
وكان إلى جانب ذلك, واعيا حكيما..
والحب حين يكون عظيما وحكيما, فانه يجعل من صاحبه إنسانا عليّا, لا يجد غبطة هذا الحب في ذاته.. بل في مسؤولياته..
والمقداد بن عمرو من هذا الطراز..
فحبه الرسول. ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول, ولم يكن تسمع في المدينة فزعة, إلا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول الله
ممتطيا صهوة فرسه, ممتشقا مهنّده وحسامه..!!
وحبه للإسلام, ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الإسلام.. ليس فقط من كيد أعدائه.. بل ومن خطأ أصدقائه..
خرج يوما في سريّة, تمكن العدو فيها من حصارهم, فأصدر أمير السرية أمره بألا يرعى أحد دابته.. ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا, فخالفه, فتلقى من
الأمير عقوبة أكثر مما يستحق,  لعله لا يستحقها على الإطلاق..
فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح, فسأله, فأنبأه ما حدث
فأخذ المقداد بيمينه, ومضيا صوب الأمير, وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له: 
" والآن أقده من نفسك.. ومكّنه من القصاص"..!!
وأذعن الأمير.. بيد أن الجندي عفا وصفح, وانتشى المقداد بعظمة الموقف, وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة, فراح يقول وكأنه يغني:  " لأموتنّ, والإسلام عزيز"..!!
 أجل تلك كانت أمنيته, أن يموت والإسلام عزيز.. ولقد ثابر مع المثابرين على تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه الصلاة  والسلام:   "إن الله أمرني بحبك .. وأنبأني أنه يحبك"...

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

عمرو بن العاص ( محرّر مصر من الرومان )

عمرو بن العاص

محرّر مصر من الرومان

عمرو بن العاص

عمرو بن العاص (محرّر مصر من الرومان)

كيف أسلم عمرو بن العاص ؟ 

كانوا ثلاثة في قريش اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنف مقاومتهم دعوته وإيذائهم أصحابه.. وراح الرسول يدعو عليهم, ويبتهل إلى ربه الكريم أن ينزل بهم عقابه..وإذ هو يدعو ويدعو, تنزل الوحي على قلبه بهذه الآية الكريمة..
( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم, فإنهم ظالمون)
وفهم الرسول من الآية أنها أمر له بالكف عن الدعاء عليهم, وترك أمرهم إلى الله وحده..
فإمّا أن يظلوا على ظلمهم فيحلّ بهم عذابه .. أو يتوب عليهم فيتوبوا وتدركهم رحمته .. كان عمرو بن العاص أحد هؤلاء الثلاثة..
ولقد اختار الله لهم طريق التوبة والرحمة وهداهم إلى الإسلام..
وتحول عمرو بن العاص إلى مسلم مناضل .

إلى قائد من قادة الإسلام البواسل..

لقد تعوّد المؤرخون أن ينعتوا عمرا بفاتح مصر..
بيد أنا نرى في هذا الوصف تجوزا وتجاوزا, ولعل أحق النعوت بعمرو بن العاص أن ندعوه بمحرر مصر..
فالإسلام لم يكن يفتح البلاد بالمفهوم الحديث للفتح إنما كان يحررها من تسلط إمبراطوريتين سامتا العباد والبلاد سوء العذاب, ذانك هما : إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم..
ومصر بالذات, يوم أهلت عليها طلائع الإسلام كانت نهبا للرومان وكان أهلها يقاومون دون جدوى..
ولما دوّت فوق مشارف بلادهم صيحات الكتائب المؤمنة أن: " الله أكبر..  الله أكبر"..
سارعوا جميعا في زحام مجيد صوب الفجر الوافد وعانقوه, واجدين فيه خلاصهم من قيصر ومن الرومان..
فعمرو بن العاص ورجاله, لم يفتحوا مصر إذن.. إنما فتحوا الطريق أمام مصر لتصل بالحق مصايرها.. وتربط بالعدل مقاديرها.. وتجد نفسها وحقيقتها في ضوء 
كلمات الله, ومبادئ الإسلام..
ولقد كان رضي الله عنه حريصا على أن يباعد أهل مصر وأقباطها عن المعركة ليظل القتال محصورا بينه وبين جنود الرومان الين يحتلون البلاد ويسرقون أرزاق أهلها..
من أجل ذلك نجده يتحدث إلى زعماء النصارى يومئذ وكبار أساقفتهم, فيقول:
"... إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به..وانه عليه الصلاة والسلام, قد أدّى رسالته ومضى بعد أن تركنا على الواضحة أي الطريق الواضح المستقيم وكان مما أمرنا به الأعذار إلى الناس, فنحن ندعوكم إلى الإسلام فمن أجابنا فهو منا له ما لنا وعليه ما علينا..
ومن لم يجبنا إلى الإسلام عرضنا عليه الجزية أي الضرائب وبذلنا له الحماية والمنعة..
ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا, وأوصانا بأهلها خيرا فقال:" ستفتح عليكم بعدي مصر, فاستوصوا بقبطها خيرا, فإن لهم ذمّة ورحما"..فان أجبتمونا إلى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذمة إلى ذمة"...
وفرغ عمرو من كلماته, فصاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا:
" إن الرحم التي أوصاكم بها نبيّكم, لهي قرابة بعيدة,  لا يصل مثلها إلا الأنبياء"..!!
وكانت هذه بداية طيبة للتفاهم المرجو بين عمرو أقباط مصر.. وان يكن قادة الرومان قد حاولوا العمل لإحباطها..

عمرو بن العاص مع النجاشي 

عمرو بن العاص لم يكن من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم مع خالد بن الوليد قبيل فتح مكة بقليل .
ومن العجب أن إسلامه بدأ على يد النجاشي بالحبشة ، وذلك أن النجاشي يعرف عمرا ، ويحترمه بسبب تردده الكثير على الحبشة والهدايا الجزيلة التي كان يحملها للنجاشي . 
وفي زيارته الأخيرة لتلك البلاد ، جاء ذكر لرسول الله ، الذي يهتف بالتوحيد ، وبمكارم الأخلاق ، في جزيرة العرب..
سأل صاحب الحبشة عمرا, كيف لم يؤمن به ويتبعه, وهو رسول من الله حقا..؟؟
وسأل عمرو النجاشي قائلا:" أهو كذلك؟؟"
وأجابه النجاشي:" نعم، فأطعني يا عمرو واتبعه, فانه والله لعلى الحق, وليظهرنّ على من خالفه"..؟!
وركب عمرو بن العاص ثلج البحر من فوره, عائدا إلى بلاده، وميمّما وجهه شطر المدينة ليسلم لله رب العالمين..
وفي الطريق المؤدية إلى المدينة التقى بخالد بن الوليد قادما من مكة ساعيا إلى الرسول ليبايعه على الإسلام..
ولم يكد الرسول يراهما قادمين حتى تهلل وجهه وقال لأصحابه:" لقد رمتكم مكة بأفلاذ أكبادها"..
وتقدم فبايع..ثم تقدم عمرو بن العاص فقال: " إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي"..
فأجابه الرسول عليه السلام قائلا:" يا عمرو.. بايع، فان الإسلام يجبّ ما كان قبله"..
وبايع عمرو بن العاص ووضع دهاءه وشجاعته في خدمة الدين الجديد.

عمرو بن العاص أميرا و واليا

وعندما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى كان عمرو واليا على عمان .. وفي خلافة عمر أبلى بلاءه المشهود في حروب الشام, ثم في تحرير مصر من حكم الرومان.
وياليت عمرو بن العاص كان قد قاوم نفسه في حب الإمارة .. إذن لكان قد تفوّق كثيرا على بعض المواقف التي ورّطه فيها الحب.
على أن حب عمرو بن العاص للإمارة, كان إلى حد ما, تعبيرا تلقائيا عن طبيعته الجياشة بالمواهب.. بل إن شكله الخارجي وطريقته في المشي وفي الحديث كانت تومئ إلى أنه خلق للإمارة حتى لقد روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رآه ذات يوم 
مقبلا، فابتسم لمشيته وقال:" ما ينبغي لأبي عبدالله أن يمشي على الأرض إلا أميرا"..!
والحق أن أبا عبدالله لم يبخس نفسه هذا الحق ، وحتى حين كانت الأحداث الخطيرة تجتاح المسلمين .
كان عمرو بن العاص يتعامل مع هذه الأحداث بأسلوب أمير، أمير معه من الذكاء والدهاء، والمقدرة ما يجعله واثقا بنفسه معتزا بتفوقه..!!
ولكن معه كذلك من الأمانة ما جعل عمر بن الخطاب وهو الصارم في اختيار ولاته، جعله واليا على فلسطين والأردن، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين عمر...
حين علم أمير المؤمنين عمرو بن العاص أن عمرا قد جاوز في رخاء معيشته الحد الذي كان أمير المؤمنين يطلب من ولاته أن يقفوا عنده، ليظلوا دائما في مستوى، أو على الأقل قريبين من مستوى عامة الناس..
نقول: لما علم الخليفة عن عمرو بن العاص كثرة رخائه، لم يعزله، إنما أرسل إليه محمد بن مسلمة وأمره أن يقاسم عمرا جميع أمواله وأشيائه، فيبقي له نصفها ويحمل معه إلى بيت المال بالمدينة نصفها الآخر.
ولو قد علم أمير المؤمنين أن حب عمرو بن العاص للإمارة، يحمله على التفريط في مسؤولياته، لما احتمل ضميره الرشيد إبقاءه في الولاية لحظة.

عمرو بن العاص أرطبون العرب

عمرو بن العاص أرطبون العرب 

وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه حادّ الذكاء, قوي البديهة عميق الرؤية..
حتى لقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، كلما رأى إنسانا عاجز الحيلة، صكّ كفيّه عجبا وقال:" سبحان الله ! إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص اله واحد!
كما كان بالغ الجرأة مقداما ولقد كان يمزج جرأته بدهائه في بعض المواطن فيظن به الجبن أو الهلع .
بيد أنها سعة الحيلة، كان عمرو بن العاص يجيد استعمالها في حذق هائل ليخرج نفسه من المآزق المهلكة..!!
ولقد كان أمير المؤمنين عمر يعرف مواهبه هذه ويقدرها قدرها، من أجل ذلك عندما أرسله إلى الشام قبل مجيئه إلى مصر, قيل لأمير المؤمنين: إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا أي قائدا وأميرا من الشجعان الدهاة، فكان جواب عمر:
" لقد رمينا أرطبون الروم، بأرطبون العرب، فلننظر عمّ تنفرج الأمور"..!!
ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب، وداهيتهم الخطير عمرو ابن العاص، على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا إلى مصر، التي سيلحقه بها عمرو بن العاص بعد قليل، ليرفع فوق ربوعها الآمنة راية الإسلام.

ذكاء عمرو بن العاص

وما أكثر المواقف التي تألق فيها ذكاء عمرو بن العاص ودهاؤه.
وان كنا لا نحسب منها بحال موقفه " ولا نحسبه لأنه مكذوب " من أن أبي موسى الأشعري في واقعة التحكيم حين اتفقا على أن يخلع كل منهما عليا ومعاوية, ليرجع الأمر شورى بين المسلمين، فأنفذ أبو موسى الاتفاق، وقعد عن إنفاذه عمرو.
وإذا أردنا أن نشهد صورة فعلية لدهائه وحذق بديهته ، ففي موقفه من قائد حصن بابليون ، أثناء حربه مع الرومان ، في مصر ، وفي رواية تاريخية أخرى ، أنها الواقعة التي سنذكرها ، وقعت في اليرموك مع أرطبون الروم..
إذ دعاه الأرطبون ، والقائد ليحادثه ، وكان قد أعطى أمرا لبعض رجاله بإلقاء صخرة فوقه ، إثر انصرافه من الحصن، وأعدّ كل شيء ليكون قتل عمرو بن العاص أمرا محتوما..
ودخل عمرو بن العاص على القائد لا يريبه شيء ، وانفض لقاؤهما ، وبينما هو في الطريق ، إلى خارج الحصن، لمح فوق أسواره حركة مريبة حركت فيه حاسة الحذر بشدّة ، وعلى الفور تصرّف بشكل باهر.
لقد عاد إلى قائد الحصن ، في خطوات آمنة مطمئنة وئيدة ومشاعر متهللة واثقة, كأن لم يفزعه شيء قط، ولم يثر شكوكه أمر!!
ودخل على القائد وقال له: لقد بادرني خاطر أردت أن أطلعك عليه.. إن معي حيث يقيم أصحابي  جماعة من أصحاب الرسول السابقين إلى الإسلام، لا يقطع أمير المؤمنين أمرا دون  مشورتهم، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده، وقد رأيت أن آتيك بهم، حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت، ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة..
وأدرك قائد الروم أن عمرو بسذاجة قد منحه فرصة العمر..!!
فليوافقه إذن على رأيه ، حتى اذا عاد ومعه هذا العدد من زعماء المسلمين ، وخيرة رجالهم وقوادهم، أجهز عليهم جميعا، بدلا من أن يجهز على عمرو بن العاص وحده..
وبطريقة غير منظورة أعطى أمره بإرجاء الخطة التي كانت معدّة لاغتيال عمرو..
ودّع عمرو بن العاص بحفاوة، وصافحه بحرارة ، وابتسم داهية العرب، وهو يغادر الحصن..وفي الصباح عاد عمرو بن العاص على رأس جيشه إلى الحصن، ممتطيا صهوة فرسه، التي راحت تقهقه في صهيل شامت وساخر.
أجل فهي الأخرى كانت تعرف من دهاء صاحبها الشيء الكثير..!!

وفاة عمرو بن العاص 

وفي السنة الثالثة والأربعين من الهجرة أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر، حيث كان واليا عليها..
وراح يستعرض حياته في لحظات الرحيل فقال:
".. كنت أول أمري كافرا.. وكنت أشد الناس على رسول الله, فلو مت يومئذ لوجبت لي النار..ثم بايعت رسول الله, فما كان في الناس أحد أحب إليّ منه، ولا أجلّ في عيني منه.. ولو سئلت أن أنعته ما استطعت، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه إجلالا 
له.. فلو متّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة..
ثم بليت بعد ذلك بالسلطان, وبأشياء لاأدري أهي لي أم عليّ"..
ثم رفع بصره إلى السماء في ضراعة، مناجيا ربه الرحيم العظيم قائلا:
" اللهم لا بريء فأعتذر, ولا عزيز فأنتصر،وإلا تدركني رحمتك أكن من الهالكين"!!
وظل في ضراعاته، وابتهالاته حتى صعدت إلى الله روحه ، وكانت آخر كلماته لا اله إلا الله.. وتحت ثرى مصر، التي عرّفها عمرو طريق الإسلام، ثوى رفاته..
وفوق أرضها الصلبة، لا يزال مجلسه حيث كان يعلم، ويقضي ويحكم.. قائما عبر القرون تحت سقف مسجده العتيق جامع عمرو بن العاص ، أول مسجد في مصر يذكر فيه اسم الله الواحد الأحد، وأعلنت بين أرجائه ومن فوق منبره كلمات الله .... 
 ..... ومبادئ الإسلام.    


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الصحابي البراء بن مالك

براء بن مالك

 الله, والجنة


الصحابي براء بن مالك
من صحابة رسول الله و هو ثاني أخوين عاشا في الله وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نما وأزهر مع الأيام..
أولهما هو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أخذته أمه أم سليم إلى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت:
"يا رسول الله..هذا أنس غلامك يخدمك, فادع الله له"..
فقبّله رسول الله بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة .
دعا له الرسول فقال: " اللهم أكثر ماله, وولده, وبارك له, وأدخله الجنة" .
فعاش تسعا وتسعين سنة, ورزق من البنين والحفدة كثيرين, كما أعطاه الله فيما أعطاه من رزق, بستانا رحبا , فقد كان البراء بن مالك يحمل الفاكهه مرتين في العام .
وثاني الأخوين, هو البراء بن مالك..
عاش حياته العظيمة المقدامة, وشعاره: " الله, والجنة"..

رغبته في الشهاده

من كان يراه, وهو يقاتل في سبيل الله, كان يرى عجبا يفوق العجب.
فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر , وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. إنما كان يبحث عن ...... الشهادة..... ومن أجل هذا لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة .
وذات يوم ذهب إخوانه يعودونه, فقرأ وجوههم ثم قال:
" لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي.. لا والله, لن يحرمني ربي الشهادة"..!!
ولقد صدّق الله ظنه فيه, فلم يمت البراء على فراشه, بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الإسلام..!!

البراء بن مالك يوم اليمامه

وقف يوم اليمامة وجيوش الإسلام تحت إمرة خالد بن الوليد تتهيأ للنزال وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ عليه كأنها السنين, قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف .
ونادى خالد: الله أكبر, فانطلقت الصفوف وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك .
وراح يقتل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه. وهم يتساقطون كأوراق الخريف .
لم يكن جيش مسيلمة هزيلا, ولا قليلا.. بل كان بأعداده وعتاده خطرا يفوق كل خطر .
ولقد أجابوا على هجوم الابطال المسلمين بشيء من الجزع ، وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله .
وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه .. وناداه القائد خالد بن الوليد فقال تكلم يا براء..
فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة و القوة..تلك هي:
" يا أهل المدينة..لا مدينة لكم اليوم..إنما هو الله والجنة"..
كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله ، أجل..إنما هو الله, والجنة..!!
اللهم امنحنا أكنافهم اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم وألحقني اليوم بنبيّك

وسرت كلمات البراء وفي وقت وجيز عادت المعركة إلى نهجها الأول..
المسلمون يتقدمون والمشركون يتساقطون
والبراء هناك مع إخوانه يسيرون لراية محمد صلى الله عليه وسلم إلى موعدها العظيم..
واندفع المشركون إلى وراء هاربين, واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..
وبردت المعركة في دماء المسلمين وبدا أن في الأمان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ إليها أتباع مسيلمة وجيشه..
وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:
" يا معشر المسلمين..احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..
ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!
ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به, فاعتلى هو الجدار, وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب, واقتحمته جيوش الإسلام..
ولكن حلم البراء لم يتحقق فلا سيوف المشركين اغتالته ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..
وصدق أبو بكر رضي الله عنه: " احرص على الموت.. توهب لك الحياة".
تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة, أثخنته ببضع وثمانين جرح حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا, يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه..
ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..
بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة, ومعركة .
ولقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مستجاب الدعوة.. فليس عليه إلا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة, ثم عليه ألا يعجل, فلكل أجل كتاب..!!
ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..
وينطلق مع جيوش الإسلام التي ذهبت لقتال الفرس والروم
الصحابي لبراء بن مالك

بطولة البراء بن مالك 

في إحدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم إلى كل وحشية دنيئة يستطيعونها  .. فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار, يلقونها من حصونهم, فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..
وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل إليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون و أحد هذه الكلاليب سقط فجأة فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن يخلص نفسه من السلسلة إذ كانت تتوهج لهبا ونارا..
وأبصر البراء المشهد فسارع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها.. ونجا أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما..!!
لقد ذهب كل ما فيهما من لحم, وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا محترقا..!!
وقضى البطل براء بن مالك فترة أخرى في علاج بطيء حتى برئ..
أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟
بلى آن..!!
وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس ولتكون للبراء عيدا وأي عيد..
احتشد أهل الأهواز, والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..
وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل إلى الأهواز جيشا..
وكتب إلى الصحابي أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل إلى الأهواز جيشا, قائلا له في رسالته:
" اجعل أمير الجند سهيل بن عديّ..وليكن معه البراء بن مالك"..
والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..

إستشهاد البراء بن مالك

كان الأخوان العظيمان بين الجنود المؤمنين.. أنس بن مالك, والبراء بن مالك..
وبدأت الحرب بالمبارزة, فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..
ثم التحمت الجيوش, وراح القتلى يتساقطون واقترب بعض الصحابة من البراء, والقتال دائر, ونادوه قائلين:
" أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طَمْرٍ لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه , منهم البراء بن مالك..يا براء أقسم على ربك ليهزمهم وينصرنا"..
ورفع البراء ذراعيه إلى السماء ضارعا داعيا:
"اللهم امنحنا أكنافهم اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم وألحقني اليوم بنبيّك"
ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريب منه.. نظرة طويلة, كأنه يودّعه.. وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..ونصروا نصرا مبينا.
ووسط شهداء المعركة, كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور.
لقد بلغ المسافر داره..
وأنهى مع إخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم, ونودوا:
( أن تلكم الجنة, أورثتموها بما كنتم تعملون)....

منقول عن كتاب رجال حول الرسول بتصرف

كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

المشاركات الشائعة

 
copyright © 2013 بطولات إسلاميه و إنجازات
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates