عبدالرحمن بن أبي بكر
بطل حتى النهاية
لقد كان في كفره
رجلا.. وها هو ذا يسلم اليوم
إسلام الرجال. فلا طمع يدفعه, ولا خوف يسوقه.
وإنما هو
اقتناع رشيد سديد أفاءته عليه هداية الله وتوفيقه.
وانطلق عبدالرحمن
يعوّض ما فاته ببذل أقصى الجهد في سبيل الله, ورسوله والمؤمنين...
في أيام الرسول عليه صلاة الله وسلامه, وفي أيام خلفائه من بعده, لم يتخلف عبدالرحمن عن غزو, ولم يقعد عن جهاد مشروع..
في أيام الرسول عليه صلاة الله وسلامه, وفي أيام خلفائه من بعده, لم يتخلف عبدالرحمن عن غزو, ولم يقعد عن جهاد مشروع..
ولقد كان له يوم
اليمامة بلاء عظيم, وكان لثباته واستبساله دور كبير في هزيمة مسيلمة
والمرتدين.. بل انه هو الذي أجهز على حياة محكم بن الطفيل, والذي كان العقل المدبر
لمسيلمة, كما كان يحمي بقواته أهم مواطن الحصن الذي تحصّن جيش الردّة بداخله, فلما
سقط محكم بضربة من عبدالرحمن رضي الله عنه , وتشتت الذين حوله, انفتح في الحصن مدخل واسع كبير
تدفق منه مقاتلو المسلمين..
وازدادت خصال
عبدالرحمن في ظل
الإسلام مضاء وصقلا فولاؤه لاقتناعه وتصميمه مطلق على
إتباع ما يراه صوابا وحقا, ورفضه المداهنة...
بيعة معاوية
ففي يوم من الأيام قرر معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد بحد السيف.. فكتب
إلى مروان
عامله بالمدينة كتاب البيعة, وأمره
إن يقرأه على المسلمين في المسجد..
وفعل مروان, ولم
يكد يفرغ من قراءته حتى نهض عبدالرحمن بن أبي بكر ليحول الوجوم الذي ساد المسجد
إلى
احتجاج مسموع ومقاومة صادعة فقال:
" والله ما الأخيار أردتم لأمة محمد, ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية..
كلما مات هرقل قام هرقل"..!!
لقد رأى
عبدالرحمن ساعتها كل الأخطار التي تنتظر
الإسلام لو أنجز معاوية أمره هذا, وحوّل
الحكم في الإسلام من شورى تختار بها الأمة حاكمها,
إلى قيصرية أو كسروية تفرض على
الأمة بحكم الميلاد والمصادفة قيصرا وراء قيصر..!!
لم يكد عبدالرحمن بن أبي بكر يصرخ في وجه مروان بهذه الكلمات القوارع, حتى أيّده فريق من المسلمين على رأسهم الحسين بن علي, وعبدالله بن الزبير, وعبدالله بن عمر..
لم يكد عبدالرحمن بن أبي بكر يصرخ في وجه مروان بهذه الكلمات القوارع, حتى أيّده فريق من المسلمين على رأسهم الحسين بن علي, وعبدالله بن الزبير, وعبدالله بن عمر..
ولقد طرأت فيما
بعد ظروف قاهرة اضطرت الحسين وابن الزبير وابن عمر رضي الله عنهم
إلى الصمت تجاه
هذه البيعة التي قرر معاوية أن يأخذها بالسيف..
لكن عبدالرحمن بن
أبي بكر ظل يجهر ببطلان هذه البيعة, وبعث
إليه معاوية من يحمل مائة ألف درهم, يريد
أن يتألفه بها, فألقاها ابن الصدّيق بعيدا وقال لرسول معاوية:
" ارجع إليه وقل له:
إن عبدالرحمن لا يبيع دينه بدنياه"..
ولما علم بعد ذلك
أن معاوية يشدّ رحاله قادما
إلى المدينة غادرها من فوره
إلى مكة..
وفاته
وأراد الله أن
يكفيه فتنة هذا الموقف وسوء عقباه..
فلم يكد يبلغ
مشارف مكة ويستقر بها حتى فاضت
إلى الله روحه,, وحمله الرجال على الأعناق
إلى أعالي
مكة حيث دفن هناك, تحت ثرى الأرض التي شهدت جاهليته..
وشهدت
إسلامه..!!
وكان
إسلام رجل
صادق, حرّ شجاع...
منقول بتصرف من كتاب " رجال حول الرسول "
إستمتع و تابع أيضا :
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .
إرسال تعليق