غزوة ذات الرقاع
إحدى الغزوات التي قادها النبي محمد ﷺ في السنة الرابعة للهجرة ( بعض الروايات تشير إلى السنة الخامسة ) وسبب هذه التسميه بـ " ذات الرقاع " نسبة إلى رقاع ( رقع ) كانت في الأرض ، وفي رواية أخري بسبب الرقع التي كان يضعها المسلمون على أقدامهم من شدة الجروح و التقرحات بسبب طبيعة أرض الصخريه .
أسباب غزوة ذات الرقاع
بعد غزوة أحد ، تحالفت بعض القبائل العربية من نجد كان أهمهم بني ثعلبة و بني محارب من غطفان وانضم اليهم البعض من بني مره و بني قرده ، ضد المسلمين خوفا من ازدياد قوة المسلمين وسطوتهم .
بقيادة كل من " الحارث بن أبي ضرار " من بني ثعلبة و بمشاركه " مالك بن عوف " من بني محارب ، قررت هذه القبائل أن تخطط لمهاجمة المدينة المنورة .
عندما علم الرسول ﷺ كان لابد من التحرك في حركة استباقية لردعهم وتأمين حدود المدينة .
خرج الرسول ﷺ مع جيش اختلف المؤرخين فى تعداده لكن الراجح فى الروايات من ٤٠٠ - ٧٠٠ مقاتل .
سار الجيش الإسلامي باتجاه نجد حتى وصلوا إلى منطقة ذات الرقاع ، عند وصول المسلمين ، كانت القبائل المعادية قد تجمعوا في تلك المنطقة ، قام الجيش الإسلامي باستطلاع المنطقة واحتلوا المواقع الاستراتيجية.
بالرغم من أن غزوة ذات الرقاع لم تشهد قتالًا مباشرًا ، إلا أن المسلمين كانوا في حالة تأهب واستعداد ، حيث فرضت القوات المسلمه حالة من الرعب والرهبة في نفوس الأعداء، مما جعلهم يتراجعون عن فكرة الهجوم على المدينة المنورة.
في غزوة ذات الرقاع ولأول مره فى الإسلام ، صلى النبي محمد بالمسلمين صلاة الخوف ، وهي الصلاة التي تُؤدى عندما يكون المسلمون في مواجهة عدو ويخشون الهجوم عليهم أثناء الصلاة .
صفة صلاة الخوف :
في هذه الغزوة كانت بأن صف من المسلمين يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، بينما يبقى الصف الآخر في حالة تأهب لمراقبة العدو، ثم يتبادلون الأدوار .
الدروس المستفادة من غزوة ذات الرقاع:
١. التخطيط والاستراتيجية : أظهرت غزوة ذات الرقاع براعة الرسول ﷺ في التخطيط العسكري والتكتيكات الاستراتيجية دون الحاجة إلى الاشتباك المباشر .
٢. إظهار القوة : كانت غزوة ذات الرقاع رسالة قوية للقبائل المعادية بأن المسلمين قادرون على حماية أنفسهم والرد على أي تهديد.
٣. صلاة الخوف : قدمت غزوة ذات الرقاع نموذجًا عمليًا لكيفية أداء صلاة الخوف ، مما يعكس مرونة الإسلام في التعامل مع الظروف المختلفة.
٤. تلتضامن والتعاون :عكست غزوة ذات الرقاع روح التعاون بين المسلمين والتزامهم بأوامر الرسول ﷺ ، مما ساعد في تحقيق أهداف الغزوة دون خسائر .
أخيرا نقول :
من مصادرنا في هذا الموضوع
ابن هشام في كتاب " السيرة النبوية "
إبن سعد في كتاب " الطبقات الكبرى "
ابن كثير في كتاب " البداية والنهاية "
الطبري في كتاب " تاريخ الأمم والملوك "
إرسال تعليق