غزوة حمراء الأسد
أسباب حمراء الأسد
بعد اهتزاز صورة الجيش المسلم في غزوة أحد ، شعر المشركون من قريش بأنه قد يكون لديهم الفرصة للعودة مرة أخرى لمهاجمة المدينة والقضاء على المسلمين بشكل نهائي ، إلا أن سيدنا محمد ﷺ أدرك هذه النية ، وقرر الخروج لملاحقتهم ولمنعهم من تحقيق هدفهم
كم كان عدد المسلمين في غزوة حمراء الأسد؟
ولماذا سميت بهذا الاسم ؟
تواترت عدة روايات عن عدد من شارك في هذه الغزوة ، غير أن القول الغالب في الكتب ، أن تعداد المسلمين فى غزوة حمراء الأسد كان 630 رجلاً ، بينما كان تعداد القريشيين فيها 2880 رجلاً ، وسميت نسبة للمنطقة التى تقع على بعد 20 كيلو جنوبى المدينة المنورة وهى منطقة جبلية تحمل نفس الإسم " حمراء الأسد " .
أحداث غزوة حمراء الأسد
بعد يوم واحد فقط من العوده من غزوة أحد ، أمر النبي محمد ﷺ الصحابة المصابين والمقاتلين بالخروج لملاحقة جيش قريش ، وأعلن أنه لا يُسمح لأحد إلا لمن كان قد شارك في غزوة أحد ، رغم إصاباتهم ، لبى الصحابة نداء النبي وخرجوا معه، مما أظهر مدى شجاعتهم وإيمانهم.
تحرك المسلمون باتجاه حمراء الأسد، وهي منطقة تبعد حوالي 8 أميال عن المدينة المنورة كانت الخطة تقضي إلى إظهار القوة والردع لمنع قريش من العودة إلى المدينة.
وصلت الأخبار إلى قريش بأن المسلمين يلاحقونهم بقيادة النبي محمد ﷺ، مما أثار الخوف في قلوبهم .
أقام النبي محمد ﷺ وصحابته في حمراء الأسد لمدة ثلاثة أيام ، كان فيها الصحابه يشعلون النيران لإظهار قوتهم ، هذا التحرك كان له تأثير كبير في رفع معنويات المسلمين وردع أعدائهم .
أرسل النبي مراقبين لمتابعة تحركات قريش ومعرفة نواياهم ، من أبرزهم كان رجل من بني غفار، والذي نقل للنبي أن قريش قررت العودة إلى مكة ولا تنوي الهجوم على المدينة .
هل حدث قتال في حمراء الاسد؟
لم يحدث أى قتال مباشر في حمراء الأسد ، غير أن المسلمين تمكنو أن يأسروا رجلا يُقال له أبو عزة الجمحي ، وكان شاعراً أسره المسلمون يوم بدر ، ثم أطلق سراحه الرسول ﷺ بغير فداء رحمةً ببناته ، علي شرط ألا يقف ضد المسلمين ، فلم يحترم الرجل العهد ، و قاتل مع المشركين في أحد ، فلما وقف بين يدي النبي ﷺ رجاه أن يُعفو عنه ، لكن النبي ﷺ أمر بقتله ، وقال حديثه الشريف والذي صار مثلاً :
( لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) رواه البخاري .
نتائج غزوة حمراء الأسد
١. تعزيز هيبة المسلمين :
أظهر المسلمون للعرب أن الانسحاب في غزوة أحد لم تؤثر على عزيمتهم وقوتهم ، هذا التحرك أعاد بعض الهيبة للمسلمين وأثبت أنهم قادرون على الردع والمواجهة رغم الإصابات.
٢. منع عودة قريش :
تمكن المسلمون من منع جيش قريش من العودة للهجوم على المدينة، مما أتاح لهم فرصة للتعافي وإعادة التنظيم بعد خسائر أحد .
٣. رفع معنويات المسلمين :
كانت هذه الغزوة فرصة لرفع معنويات المسلمين، خاصة بعد الانسحاب في غزوة أحد ، مشاركة الصحابة المصابين في هذه الغزوة أظهرت شجاعتهم واستعدادهم للتضحية في سبيل الله.
4. رسالة للقوى المعادية :
وجه النبي محمد ﷺ من خلال هذه الغزوة رسالة قوية لجميع القوى المعادية بأن المسلمين مستعدون للدفاع عن دينهم وأرضهم بكل ما أوتوا من قوة ، وأن الهزيمة في معركة لن تثنيهم عن مواصلة الكفاح .
أخيرا نقول
غزوة حمراء الأسد كانت بمثابة خطوة استراتيجية مهمة للمسلمين ، ولتعزيز قوتهم وهيبتهم ، أظهرت هذه الغزوة شجاعة الصحابة ، وقيادة النبي محمد ﷺ الحكيمة ، وأكدت على قدرة المسلمين على الصمود والتكيف مع التحديات، مما ساعدهم في بناء قاعدة قوية لمواصلة نشر رسالة الإسلام .
إرسال تعليق