مواضيع مهمة

بالصوت والصورة

ADS

?max-results="+numposts5+"&orderby=published&alt=json-in-script&callback=recentarticles8\"><\/script>");

من عهد النبي واصحابه

كل مواضيع المدونة

السبت، 4 يوليو 2020

أحداث معركة اليمامة و صقر حرب اليمامة - البراء بن مالك

البراء بن مالك

أحداث معركة اليمامة و صقر حرب اليمامة - البراء بن مالك
البراء بن مالك 

معركة عقرباء

يطلق عليها معركة عقرباء نسبة إلي مكان الموقعه الفاصله في حروب اليمامه ، والشائع عنها إسم  " معركة اليمامة "، كانت إحدى أهم المعارك في تاريخ الإسلام، وقد وقعت في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

خلفية معركة اليمامة

ارتدت العرب بعد وفاة رسول الله ﷺ وأصبحت الجزيرة العربية ، كأنها بحر يموج بالمرتدين ، ولم يثبت على الإسلام إلا المدينة المنورة ومكة المكرمة ، وفيهما الحرَمان الشريفان، وكان أخطر هؤلاء المرتدين مسيلمة الكذاب ، فبعث الصديق خالد بن الوليد رضي الله عنهما، إلى قتالهم .

موقع معركة اليمامة

قد وقعت في منطقة اليمامة والتي هي حاليًا في وسط شبه الجزيرة العربية ، في عقرباء شمال شرق بلدة الجبيلة (40 كلم شمال الرياض) ، واليمامة منطقة تاريخية واسعة كانت تضم العديد من القبائل العربية ، أبرزها قبيلة بني حنيفة التي كان مسيلمة الكذاب زعيمها .

أحداث حرب اليمامة 

تواجه الفريقان ، وكان تعداد جيش المرتدين أكثر من أربعين ألفاً ، اما جيش المسلمين فكان أقل من ربع هذا العدد ، فوقف مسيلمة في جيشه خطيباً وقال: دافعوا عن أحسابكم.
وقف خالد في جيشه خطيباً وقال: دافعوا عن دينكم.
التحم الجيشان في معركة يشيب لها رأس الولدان، وكان في جيش المرتدين الرَّجال بن عنفوة وهو من قوى أمر مسيلمة بشهادته فقد شهد له - كذباً - أنه سمع رسول الله يشركه في الأمر.
كان - لعنه الله - أشد على المسلمين من مسيلمة ، فتن أناساً كثيرين ، وفي المعركة كان يصول بسيفه ويجول ، فعاجله زيد بن الخطاب فقتله .
نظر خالد إلى ميدان المعركة نظرة شاملة ، فرأى المهاجرين ومعهم الأنصار وبينهم الأعراب كلهم مختلطين فأراد أن ينشط الهمم ويحثها ، فصاح بكلمة واحدة ( تميزوا) وسمع الجيش النداء ، فانضم المهاجرون إلى المهاجرين ، والأنصار إلى الأنصار ، فثبتوا ثبات الجبال .
تراجع المرتدون أمام هجمات المسلمين واستبسالهم في المعركة، ودخلوا حديقتهم وهي حديقة محصنة بالأسوار كالحصن وأغلقوا عليهم الباب ، فأحاط بهم الصحابة إحاطة السوار بالمعصم .
ظن المرتدون أنهم في حديقتهم آمنون، وقدر خالد أن الحرب ستطول، لأن المرتدين فيها يدافعون ، إلى أن تقدم البراء فحسم الموقف .
موقع معركة اليمامة
موقع حرب اليمامه ، البراء بن مالك

موقف البراء بن مالك في معركة اليمامة 

نظر البراء رضي الله عنه إلى حال المرتدين في داخل حديقتهم ، إذ لا أحد يصل إليهم ، ونظر إلى المسلمين فرآهم كأنهم مكبلون عن أن يصلوا إليهم ، فلمعت في ذهنه فكرة ، ما كانت تخطر ببال أحد غير البراء ، تقدم إلى الصحابة وقال: ألقوني عليهم .
رفعوه على ترس ، ورفعوا الترس على الرماح، ثم قذفوا البراء من فوق سور الحديقة ، فهبط عليهم من فوقهم يصيح: الله أكبر .
ذعر له المقاتلون في الحديقة في وهلتهم الأولى، وصدمتهم المفاجأة ، هل هذا طائر سماوي انقض عليهم وهو يصيح صيحة النصر: الله أكبر؟
كان كالصقر الذي يهبط علي فريسته ، سريعا كلمح البصر ، خفيفا كصقر مندفع .
ذعر المقاتلون برهة من هول المفاجأة والبراء يعمل فيهم السيف، ثم تنبهوا إلى أنفسهم ، فلم يزل يقاتلهم وينحاز إلى باب الحديقة حتى تمكن من فتحه .
دخل المسلمون من باب الحديقة وكأنهم السيل الهدار ، وصاروا يقتلون في المرتدين ، وكأن قوة غيبية شلت حركتهم .

قتل مسيلمة الكذاب في معركة اليمامة 

وكان مسيلمة قد التجأ إلى الجدار ، وهو يرغي ويزبد لا يعقل من الخوف والغيظ ، وكان في جيش المسلمين مقاتل وحربته في يده وهو يلوب باحثاً عن مسيلمة ، لقد قتل بهذه الحربة سيد الشهداء، ويريد الآن أن يكفر عن ذنبه بأن يقتل أكذب الأشرار الذين ادعَوا النبوة.
تقدم وحشيٌّ بحربته فهزها ، على طريقة المقاتل الذي يريد أن يسدد ضربته القاصمة ، حتى إذا رضي منها وتمكن ، دفعها إلى قلب مسيلمة فاخترقته ، ونفذت من ظهره ، وسارع أبو دجانة إليه واحتز رأسه .
قتل من قتل من المرتدين ، وأسر من أسر ، ثم راجعهم خالد إلى الإسلام فأسلموا كلهم.
أحداث معركة اليمامة و صقر حرب اليمامة - البراء بن مالك

تفقد أصحاب الرسول البراء بن مالك ، فإذا به أكثر من ثمانين جرحاً بين ضربة بسيف وطعنة برمح ، وقد ظل جريحا بعد المعركة شهراً كاملاً ، يشرف عليه خالد بنفسه على تمريضه ، وكان البراء يتمنى الشهادة ، وكأن الأقدار قد خبأته ليوم ولا مثل يوم اليمامة .

نتائج معركة اليمامة

١- كانت معركة عقرباء فاصل حيوي في توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام وحفظ وحدته ، والقضاء على حركة الردة .
٢- استشهد في هذه المعركة عدد كبير من الصحابة الكرام ، مما جعلها من أصعب معارك الصحابة في تاريخ الإسلام .
٣- أكدت معركة اليمامة على قوة الدولة الإسلامية الناشئة وقدرتها على مواجهة التحديات.
٤- مهدت المعركة الطريق لتوسع الإسلام في شبه الجزيرة العربية والعالم .

إنقاذ أنس بن مالك

بعد حرب اليمامة والفراغ من مسألة المرتدين، بدأت حروب العراق، وفيها الحصون الشاهقة ، وقد لجأ المجوس إلى استعمال كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكاً .
وكان البراء، وأخوه أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ مشتركَين في حرب أحد هذه الحصون، وبشكل مفاجئ، هبط أحد هذه الكلاليب وتعلق بأنس ورفعه، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه منها، فأسرع نحوه أخوه البراء، وكانت السلسلة تصعد به، فقبض عليها بيديه، وراح يعالجها حتى قطعها ونجا أنس، وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه، فلم يجدوهما مكانهما، لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي محترقاً، وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى يبرأ.
وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: ابعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً وأمِّر عليهم سهيل بن عدي، وليكن معه البراء بن مالك .
تكامل هذا الجيش من الكوفة والبصرة، وعلى الجميع النعمان بن مقرِّن فانتهى إلى الهرمزان، فاقتتلا قتالاً شديداً فانهزم الهرمزان وفر إلى تُستر فلحقوا به، فوجدوه قد حشد خلقاً كثيراً فحاصروهم شهراً .
ودارت المعركة حامية كأعنف ما تكون الحروب من الفريقين، وقَتل البراء مئة مبارز  غير من قتله في أثناء المعركة .

شهادة البراء بن مالك

وتكررت المعارك ، حتى إذا كان في نهاوند قال المسلمون للبراء، وكانوا يعرفون أنه مجاب الدعوة : يا براء ادع لنا الله أن يهزمهم ، فقال: ( اللهم انصر المسلمين واستشهدني).
أحداث معركة اليمامة و صقر حرب اليمامة - البراء بن مالك
قاتل البراء بن مالك الهرمزان
والمعركة حامية دامية، والقتلى يتساقطون من الفريقين وكان الهرمزان من أخبث خلق الله تعالى، فكان معه خنجر، وفي المبارزة بين البراء والهرمزان طاحت السيوف وبدأ التشابك بالأيدي والأظافر والأسنان، فأخذ الهرمزان الخنجر وضرب به البراء فقتله، وما زالت المعارك مشتدة حتى أُسر الهرمزان، فاستسلم بشرط أن يُحمل إلى عمر فيحكم به كيف شاء.
أنا أُأَمِّن قاتل البراء؟........
ولما وقف الهرمزان بين يدي عمر، طلب ماء، فلما أخذ الكأس، صارت يده ترتجف وقال: إني أخاف أن أقتَل وأنا أشرب.
قال عمر: لا بأس عليك حتى تشربه. 
فصب الماء على الأرض.
قال عمر: أعيدوه عليه، لا تجمعوا عليه القتل والعطش.
قال الهرمزان: لا حاجة لي بالماء. 
قال عمر: إني قاتلك.
قال الهرمزان: إنك قد أمَّنتني .
قال عمر: كذبت، أنا أُأَمن قاتل البراء بن مالك؟ 
ثم أسلم الهرمزان .......
رضي الله عن البراء في الخالدين.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته .

الأربعاء، 27 مايو 2020

ألب أرسلان بطل معركة ملاذ

ألب أرسلان بطل معركة ملاذ كرد قاهر أولى الحملات الصليبية
خريطة معركة ملاذكرد
كان الإمبراطور أرمانوس في غرفة قصره في القسطنطينية قد تسمَّر بصره، وهو يراقب الأمواج تثور وتهدأ، في إقبال وإدبار، وهو يراقبها تحت أشعة القمر الفضية , كان أرقاً، لم يغمض له في تلك الليلة جفن، ولم يعرف لذة النوم، وقد عافت نفسه الفاكهة التي كانت تأتيه من أقطار الدنيا من إمبراطوريته المترامية الأطراف، كما عافت نفسه الشراب...أخذ نفَساً عميقاً ارتاح له صدره الذي يضيق عليه، كأنه بين جدارين يضغطان عليه، ثم انسل في الظلام من حجرته، وصار يتمشى في ممر الحديقة بين صفين من صفوف الأشجار، وتوقفت خطاه ونظر إلى شماله، كأنما يخاطب شخصاً واقفاً إلى جواره وقال:
أنا الإمبراطور أرمانوس .
ثم صاح: أنا الإمبراطور أرمانوس....
ورددت جنبات القصر الصدى س س....
أسرع من سمع الصوت في القصر، فرأوا الإمبراطور وحيداً فقالوا:
أمر مولانا الإمبراطور؟
قال أرمانوس: حينما تبزغ الشمس يجب أن يكون مجلس الشيوخ منعقداً لاجتماع طارئ.
قال الحرس: أمر مولاي الإمبراطور.
وما إن ودع الظلام الكون، وفتح جفنيه لاستقبال يوم جديد، حتى كانت خطى أرمانوس تتجه إلى مقر الاجتماع في القاعة المخصصة، وكانت المقاعد كلها ملأى بأصحابها.
دخل الإمبراطور، فوقف الجميع وهم في صمت له صفير كصفير صمت الغابات في أيام الصيف وقت الضحى، حياهم الإمبراطور بالإشارة ثم جلس فجلسوا.
كانت عيون المجلس ينظر بعضها إلى بعض، وبينها لغة استغراب لهذا الاجتماع الغريب.
شاهد الإمبراطور ذلك فقطع الصمت بسعال خفيف ثم قال:
إنني صممت على أن أجهز جيشاً فيه كل مقومات النصر، حتى أستأصل الإسلام والمسلمين، وأنقذ بيت المقدس من أيديهم.
وما إن انتهى الإمبراطور من كلامه، حتى دوى في القاعة تصفيق حاد، وصاحوا كلهم بصوت واحد: يعيش إمبراطورنا العظيم، يعيش، يعيش، يعيش.
في سنة ثلاث وستين وأربعمئة، جهز الإمبراطور أرمانوس جيشاً في جحافل أمثال الجبال، وصف المؤرخون هذا الجيش فقال ابن الأثير في كتابه الكامل: كان تعداد هذا الجيش مئتي ألف جندي.
وقد فصل ابن كثير في موسوعته البداية والنهاية أوصاف هذا الجيش فقال: كان هذا الجيش من الروم والكرج والفرنج والروس، ومعه خمسة وثلاثون ألفاً من البطارقة، ومع كل بطريق ما بين ألفي فارس إلى خمسمئة فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفاً، ومن الغز، وهم جنس من الترك،خمسة عشر ألفاً، ومعه مئة ألف نقَّاب وحفار...ومعه أربعمئة عجلة تحمل العُدد والمسامير، وألفا عجلة تحمل السلاح والسروج والمجانيق، منها منجنيق أضخم منجنيق في عصره، يعده ألف ومئتا رجل .
وقد عزم ـ قبحه الله تعالى ـ أن يجتث الإسلام وأهله، وقد وزع الأراضي على قادة جنده حتى بغداد.... وعندما أنهى الإمبراطور استعداداته، غادر بجيشه القسطنطينية باتجاه بلاد الشام.
كان السلطان ألب أرسلان، قد رجع عن حلب، وعندما وصل إلى منطقة أذْربيجان، وصلته الأخبار عن تحرك الإمبراطور البيزنطي إلى ملاذ كرد، وسمع عن هذا الجيش وكثرته، وكان جيشه بعيداً عنه قرب بحرقزوين، فلم يستطع جمع قواته، لبعد مواقعهم وقرب العدو منهم، فسار بمن معه وعددهم لا يزيد على خمسة عشر ألف مقاتل، كلهم من الفرسان.
وكان الإمبراطور، قد جعل مقدمة لجيشه تقدر بنحو عشرة آلاف من المقاتلين الروس، وكان لجيش السلطان مقدمة، فاشتبكوا في القتال فانهزم الروس وأسر المقدم عليهم.
أرسل السلطان إلى ملك الروم يطلب منه المهادنة فأجابه الإمبراطور: لا هدنة إلا بالري، وكانت الري عاصمة السلطان، وهذا الرد يتضمن التهديد بتدمير عاصمة السلاجقة، فانزعج السلطان لهذا الرد.
وكان في الجيش، الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي فقال للسلطان:
إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح، فلاقهم يوم الجمعة، بعد الزوال في الساعة التي يكون فيها الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة.
كان جيش الروم ثلاث فرق، وعندما علم الإمبراطور باقتراب جيش المسلمين، جمع جيشه وانحرف به إلى الجنوب الغربي، في محاولة منه ليلحق بمقدمة جيشه قبل أن ينقض عليه السلطان ولكنه أغفل تدابير الحيطة، فلم يرسل عناصر الاستطلاع لمسافة بعيدة، ولم يعرف أنه بات شديد القرب من أعدائه الفرسان.
لما كانت تلك الساعة من يوم الجمعة صلى ألب أرسلان وبكى فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعَوا معه وقال لهم:
من أراد الانصراف فلينصرف، فما ههنا سلطان يأمر وينهى ثم ألقى النشاب، وأخذ السيف والرمح، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قُتلت، فهذا كفني.
وعند ظهيرة يوم الجمعة، وبينما كان الإمبراطور ينزل مع جيشه الوادي على الطريق إلى خلاط، رآهم السلطان، فنزل عن ظهر فرسه، وعفر وجهه بالتراب وبكى، وأكثر من الدعاء ثم ركب وانقض على جيش الروم، وحملت العساكر معه، فصار المسلمون في وسطهم .
إن لله جنوداً منها الرياح، إذ هبت و ملأت عيون الروم غباراً، فقتل المسلمون فيهم كيف شاؤوا، فكان الرومي يضرب بسيفه في الهواء وهو مغمض العينين، ويمد يديه ليرى بهما دربه، والسيوف تعمل فيهم والرماح، ولا تطول يد رومي لفارس على ظهر فرسه .
وأنزل الله نصره على المسلمين، فانهزم الروم وقتلوا كلهم في الهزيمة ولم ينج إلا الشريد الفارس، حتى امتلأت الأرض بجثث القتلى.
انتهت المعركة، ووقف أرمانوس بين يدي السلطان ألب أرسلان، وفي يديه القيود وجرى الحوار التالي:
السلطان: لو كنت أنا الأسير بين يديك، فماذا كنت تفعل؟
الإمبراطور: كل قبيح.
السلطان: فما ظنك بي؟
الإمبراطور: تقتلني أو تشهرني في بلادك، أما العفو وأخذ الفدية فبعيد. السلطان: ما عزمت على غير العفو والفداء.
افتدى الإمبراطور العظيم نفسه بألف ألف وخمسمئة ألف دينار، وأن يطلق كل أسير في بلاد الروم، وعلى هدنة خمسين سنة، يحمل فيها كل يوم ألف دينار، ثم قبَّل أرمانوس العظيم الأرض بين يدي السلطان.
كان السلطان عادلاً، شديد الحرص على مال الرعية بلغه أن غلاماً من غلمانه أخذ إزاراً لبعض التجار فصلبه، فارتدع سائر المماليك خوفاً من سطوته.
واستشهد بعد سنة من هذه المعركة، وله من العمر إحدى وأربعون سنة، وقد لقب البطل ألب أرسلان سلطان العالم.
رحم الله قائد معركة ملاذ كرد، قاهر أولى الحملات الصليبية، وسقاه شآبيب رضوانه.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

قتيبة بن مسْلم فاتح الشرق

قتيبة بن مسْلم فاتح الشرق
كان قتيبة والياً على مرو وخراسان، أي منطقة إيران اليوم وأفغانستان وما جاورها من بلاد تلك المناطق .
في سنة ست وثمانين للهجرة النبوية ، غزا قتيبة بلاداً كثيرة من أرض الترك وغيرهم ، وصالح ملكهم "نيزك" على مال جزيل على أن يطلق مَن في بلاده من أسارى المسلمين.
تتجلى عبقرية هذا القائد في غزوة بيكند ولها شأن عجيب؛ حيث اجتمع عليه من الترك عندها بشر كثير، وهي من أعمال بخارى .
لما نزل قتيبة بأرضهم استنجدوا عليه بأهل الصغد ومن حولهم من الأتراك، فأتوا في جمع عظيم، وأخذوا على قتيبة الطرق كلها، فتواقف هو وهم قريباً من شهرين، وهو لا يقدر على أن يبعث إليهم بريداً، ولا يأتيه من جهتهم البريد، وأبطأ خبره على الحجاج حتى خاف عليه، وأشفق على من معه من المسلمين من كثرة الأعداء من الترك، فأمر الناس بالدعاء لهم في المساجد، وكتب بذلك إلى بقية البلدان.
وكان لقتيبة عين من العجم يقال له: تُندَر، ينقل إليه الأخبار، فأعطاه أهل بخارى مالاً جزيلاً على أن يخذل قتيبة عنهم، فجاء إليه وقال له: أريد أن أكلمك على انفراد، فلما خلا تندر بقتيبة قال له: سيأتيك البريد بخبر عزل الحجاج، فلو انصرفت بالناس إلى مرو.
لقد كانت بديهة قتيبة سريعة في معالجة هذا الموقف، إنه خبر سيضعف من عزيمة الجند سواء أكان الخبر صادقاً أم كاذباً، ولم يتريث ليبحث في صحة الخبر أو عدم صحته، وسواء وصل العامل الذي يحمل الخبر بعزل الحجاج أم لم يصل، إن مجرد إشاعة الخبر بين الجنود سيفتك فيهم فتك الوباء الأصفر الذي لايبقي ولا يذر، في هذا الموقف العصيب، فكيف تصرف قتيبة في هذه اللحظة الحرجة؟
إنه موقف يعلِّم الذكاء، والفطانة والبداهة لا في الحياة العسكرية للكبار، بل في كل موقف من مواقف للكبار وللصغار.
نادى قتيبة مولاه سياه، ولم يعرف سياه الخبر، دخل على قتيبة وقال: أمر مولاي. قال قتيبة: اضرب عنقه بالسيف، وأشار إلى الخائن تندر فضرب عنقه بالسيف وقتله.
لم يكتف القائد بدفن الخبر القاتل لمعنوية الجيش الإسلامي، بل أتبعه بما يجب أن يكون، حيث نهض في الجيش فحرضهم على الحرب، ووقف على أصحاب الرايات يشد من عزائمهم، فارتفعت معنوية جنده، وهجموا على عدوهم أسوداً.
تعجب الأعداء من تحول الموقف، ورأوا أن اندفاعهم إلى القتال، وراءه سر غريب، هل وصلهم مدد خُفية وهم لا يدرون؟ هل وصلهم نبأ بالمدد؟ هل تآمر معهم قسم من أهل البلد؟ هل اشتروا ضمائر بعض الجند منا سيتركوننا وينضمون إليهم والمعركة دائرة؟
وربط الله على قلوب المسلمين، وثبتهم وأمدهم بالتأييد فما انتصف النهار إلا وأنزل عليهم النصر، فهزمت الترك هزيمة عظيمة، وتبعهم المسلمون يقتلونهم ويأسرون منهم كيفما شاؤوا .
واعتصم من بقي منهم في داخل المدينة، فأمر القائد قتيبة بهدمها، فسألوه الصلح على مال عظيم ، فصالحهم وجعل عليها رجلاً من أهله، ثم عاد ، لما سار غير بعيد حتى نقضوا العهد وقتلوا الأمير وجدعوا أنفه ، وأنوف من كانوا معه .
رجع إليهم وحاصرهم شهراً، وأمر النقابين، فأضرم النار في الأسوار فسقط السور، فسألوه الصلح فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ولم يزل بهم حتى فتحها، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وغنم الغنائم العظيمة.
وكان الذي حرض أهل المدينة فيهم رجلاً أعور ، فأسر فقال:
أنا أفدي نفسي بخمسة أثواب صينية قيمتها ألف ألف درهم .
فأشار الأمراء على قتيبة بقَبول ذلك العرض المغري، حتى يتقوى بهذه الأموال على الأعداء فقال قتيبة:
لا والله لا أروع بك مسلماً مرة ثانية، وأمر به فضربت عنقه.
وغنم المسلمون من بيكند شيئاً كثيراً من آنية الذهب والفضة والأصنام من الذهب، فقوي المسلمون بهذه الأموال قوة عظيمة.
كان قتيبة لا يعرف الراحة، ولا الاستقرار في حروبه كلها، كان لا ينام ولا يكل ، كل يوم يتأهب لغزو جديد، فبعد معركة بيكند، تابع البطل جهاده بأن غزا الملك " كور مغانون " ابن أخت ملك الصين الأكبر، ومعه مئتا ألف مقاتل من أهل فرغانة وغيرهم .
وكان مع قتيبة نيزك ملك الترك مأسوراً وكان قد صالح قتيبة، ثم نقض الصلح ودعا لقتاله كثيراً من الملوك، وكثير منهم كانوا قد انكسروا أمام قتيبة وصالحوه، فنقضوا العهد، وصاروا يداً واحدة على قتيبة، فلقيهم وقتل منهم مقتلة لم يسمع بمثلها في تاريخ تلك البلاد منذ أن كانت، وصلب منهم سماطين مسافة أربعة فراسخ من هنا وههنا.
تابع البطل القائد قتيبة سيره إلى سمرقند، فلما سمع به أهلها، انتخبوا منهم كل شديد السطوة من أبناء الملوك والأمراء، وأمروهم أن يسيروا إلى قتيبة في الليل فيفاجئونه .
لكن قتيبة كان قد اتخذ جهاز استخبارات في صفوف العدو، يخبرونه بتحركاته في الوقت المناسب، فجاءته الأخبار بذلك، فكلف أخاه صالحاً في ستمئة فارس من الأبطال الذين لا يطاقون .
وكان لصالح في مسيره الليلي طلائع تكشف العدو حتى لا يفاجأ، كما كان له من يحمي مؤخرة الجيش من حركة انقضاض مباغت، وكان الدرب وعراً شديد التعرج، ناتئ الصخور، وقد استعد كل واحد من الأعداء أن يقفز على فارس من فرسان المسلمين في الظلام، فكان فرسان المسلمين على أهبة الاستعداد، فما إن هجم الأعداء حتى تلقتهم السيوف، واقتتلوا فلم يفلت منهم إلا الطريد الشريد، وهم قلة، وكانوا من الأبطال المعدودين الواحد منهم يعد بمئة فارس، وبعضهم بألف فارس .
روعت سمرقند لهذه الكارثة التي حلت بها، وسار قتيبة ليفتحها ومعه من الترك من يقاتل معه ، ولما اقترب من المدينة العظمى سمرقند نصب عليها المنجنيق ورماها به، فأرسل إليه ملك الصغد غوزك يقول:
إنك تقاتلني بإخوتي وأهل بيتي من الترك، فأخرج إلي العرب، فميز قتيبة العرب من العجم، وقدم الشجعان منهم، وزحف بهؤلاء الأبطال إلى المدينة، ورماها بالمجانيق فكُسر فيها جدار ، وقام رجل من الترك على الأسوار فجعل يشتم قتيبة، فرماه أحد الجنود المسلمين بسهم فقلع عينه حتى خرج السهم من قفاه، فأعطى قتيبة الذي رماه عشرة آلاف.
ولما أصبحوا صالحوه على ألفي ألف ومئتي ألف يحملونها إليه في كل عام، وعلى أن يعطوه مئة ألف من رقيق، وعلى أن يأخذ حلية الأصنام وما في بيوت النار، وعلى أن يخلوا المدينة من المقاتلة وأن يبني فيها مسجداً ويوضع له فيها منبر يخطب عليه، فأجابوه إلى ما طلب، ثم جمع الأصنام وأمر بتحريقها .
فقال له الملك: من أحرقها هلك فقال قتيبة: أنا أحرقها بيدي، ثم أخذ شعلة، ثم قام إليها وهو يذكر الله تعالى، وألقى فيها النار فاحترقت، فوجد من بقايا ما كان فيها من الذهب خمسين ألف مثقال.
ثم ارتحل إلى بلاد مرو، واستخلف على سمر قند أخاه عبد الله ، ثم غزا قتيبة ما وراء نهر سيحون، وهي بلاد الشاش وفرغانة حتى بلغ خُجندة وكاشان، وما زال يتقدم في بلاد ما وراء النهر في أفغانستان اليوم حتى وصل إلى كابل فحاصرها، ثم خرج إليه الترك في جموع هائلة، وقاتلوا قتال الأبطال. 
في سنة ست وتسعين، فتح قتيبة كاشغر من أرض الصين ، ومرة ثانية، بعد موت الخليفة الوليد بن عبد الملك وتولي أخيه سليمان، ينْكب العالم الإسلامي بعد محمد بن القاسم الثقفي، ببطل آخر هو قائدنا العظيم، ويلقى مصيره، بسبب أمور شخصية تافهة.
رحم الله القائد العظيم فاتح الشرق، قتيبة بن مسلم، ولا يزال اسمه يملأ النفس إكباراً وإجلالاً في صفحات التاريخ.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الثلاثاء، 26 مايو 2020

محمد بن القاسم الثقفي فاتح السند

محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند

كان أبوه القاسم أمير على مدينة البصرة، وعمه الحجاج والي العراق ، وكان العراق يموج بالحروب والفتن.
وشب الفتى بن القاسم على سماع صليل السيوف وغرائب الأخبار، وتلقى دروس استعمال السيف في المبارزة والفروسية والكر والفر.
أسر القراصنة من أهل السند سفينة فيها عائلات مسلمة صاحت إحداهن مستغيثة: واحجاجاه.
بالطبع مثل هذه الصرخة لا يمكن أن يحجبها عن أمير العراق الغيور أي شيء.
بعث الحجاج وفداً إلى داهر ملك السند، يطلب منه أن يرد إليه النساء المسلمات، فاعتذر للوفد قائلاً لهم: إنهم لصوص البحر ولا أقدر عليهم، حينئذ قرر الحجاج أن يسترد النساء المسلمات بالطريقة التي يفهم بها العدو.
أعد الحجاج جيشاً من ستة آلاف جندي وعين محمد بن القاسم أميراً عليه و تقدم محمد بن القاسم، ووراءه الجنود الشجعان، يحفزهم الإيمان لتنفيذ هذه المهمة الإسلامية لإنقاذ المسلمات من أيدي الكفار .
أتى ابن القاسم إلى مدينة قنزبور ففتحها، ثم فتح مدينة أرمانبك، في طريقه إلى مدينة الديبل، وكْر اللصوص وموئل القراصنة، وهي كراتشي اليوم من مدن باكستان على المحيط.
وكان الحجاج قد أرسل إليه أسطولاً في البحر، فالتقيا يوم الجمعة، كأنما كانا على ميعاد، فالتقى الجيشان براً وبحراً في الديبل.
وكان الخليفة الوليد بن عبد الملك، قد أرسل إلى محمد ابن القاسم منجنيقه الخاص في المعارك التي يخوضها، يقال له العروس، وبلغ من ضخامته أن خمسمئة جندي كانوا يديرونه في ساعة الرمي، فنصبه مقابل الصنم الكبير .
وكانوا يسمون الصنم الكبير " البُدّ " وهو له في قلوب أهل المدينة موقع عجيب وتأثير غريب، يعظمونه ويقربون إليه القرابين ، وكانت المدينة مستديرة، وفيها سارية عالية عليها راية حمراء، إذا هبت الريح طافت بالمدينة المقدسة في دورانها، فتهفو إليها أفئدة الألوف المؤلفة من أهل المدينة وقد ركزت هذه السارية فوق بناء البد العظيم.
ركز جعونة وهو الجندي المسؤول على توجيه المنجنيق مقابل الصنم، وعليه السارية والراية فوقه، ورمى البد بحجر ضخم فانكسرت السارية وهوت الراية، فخاف المقاتلون واندفعوا خارج السور، وحملوا على المسلمين حملة اليائس.
تلقاهم ابن القاسم برجاله وردهم إلى داخل الأسوار محصورين، ثم صعد الجنود على سلالم وفتحوا الحصن بالقوة بعد أن طردوا المقاتلين إلى داخل البلد .
واستمر القتال ثلاثة أيام لم يذوقوا فيها طعاماً ولا نوماً وسقطت مدينة الديبل، مدينة الصنم وقراصنة البحر.
 وتلقى القائد أسارى المسلمين بدموع الفرح، فردهم مع أهليهم إلى ديار المسلمين، وبنى في المدينة مسجداً يرفع فيه التكبير لله وحده.كان ذلك في سنة 89هـ.
لم يكتف القائد بفك أسرى المسلمين، وتخليص المسلمات من أيدي الكفار، بل تابع خطاه ليفتح السند كلها ليخلص السند من القراصنة، ويخلص شعب السند من عبادة العباد إلى عبادة الله الذي لا إله غيره.
كان صدى سقوط مدينة الديبل بأيدي المسلمين كبيراً في السند كلها، ولما تقدم الجيش الإسلامي الظافر في السند، كانت المدن تفتح أبوابها دون قتال وتقدم الميرة والأعلاف للخيول .
وكان القائد لا يقصد مدينة إلا فتحت قلبها قبل أن تفتح أبوابها لما عرف عن القائد الشاب البطل وجيشه، من تسامح وأخلاق حتى في معاملة أعدائه، فأحبه كل من سمع به من أهل السند.
أرسل القائد إلى الحجاج أنه يلقى الفيلة في المعارك، فأمده بقوة عسكرية، كما أرسل إليه رؤوس سباع، ورؤوس فيلة، ورؤوس نمور صنعت لاستعمالها حيلة من حيل الحرب لترعب العدو.
أما الملك داهر ملك السند، فقد كان منصرفاً إلى جواريه وشرابه، يغنين له ويطربنه ويرقصن بين يديه على أنغام الموسيقا، وكان وراء نهر مهران، فعبر ابن القاسم بجيشه هذا النهر.
أعد داهر جيشاً قوامه خمسون ألف مقاتل، تتقدمه الفيلة كأنها القلاع المتحركة، وعلى ظهورها المقاتلون كأنهم الشياطين.
بدأ القتال حامياً كأشد ما يكون، وقد ركزت الرماح على الفيلة تطعنها، وتفقأ عيونها، وتضرب خراطيمها، فكانت بلاء على جيش داهر، فنزل عنها ورأى أن الأرض أثبت من ظهر الفيلة، فترجل والمقاتلون الهنود حوله يدفعون عنه بما استطاعوا، فكنت لا تسمع إلا زعيق الفيلة وصهيل الخيول، وقعقعة السلاح، وصليل السيوف، وقصف الرماح .
استمر القتال ضارياً كأن أسوداً تفتك بالأفيال ، والأفيال تعجن الهنود بأقدامها الغليظة عجناً، والخيل تدوس البطون والأبدان والرؤوس، وتقدم داهر يلوح بترسه ويطوح بسيفه وحوله الهنود تحميه وتفدِّيه.
كان بين هؤلاء الأبطال القاسم بن عبد الله بن ثعلبة الطائي، سيفه صديء لا يروق منظره للعين، ولكنه إذا ضرب صار الضريب نصفين، هزه وقال: أنا الذي سأبارز القائد، و كان داهر يصول في ميدان المعركة، و المقاتلون في حركة دائبة، والغبار يحجب الضوء، ثم يسمح له .
في هذا الجو العكر تقدم القاسم من داهر وكل منهم ينظر نظر الشزر إلى صاحبه، ثم هجما وكأن أسدين ضرغامين يصولان، ثم انقض القاسم بسيفه، خر داهر قتيلاً، فهرب جنده من كل وجه في كل الدروب فقال القاسم مفتخراً:
الخيل تشهد يوم داهر والقنا
 ومحمد بن القاسم بن محمد أني
خرجت الجمع غير معرد 
حتى علوت عظيمهم بمهند 
فتركته تحت العجاج مجندلاً 
متعفر الخدين غير موسد
توجه المسلمون إلى حصن أشبهار وحاكمه بهزدار فاستعصى عليهم، وبينما كان احد الجنود يصلي لله وهو يحرس، جاء كلب وأمسك بجراب فيه خبز ولحم وانطلق به راكضاً، وفي الحال كان الجندي قد انتهى من صلاته فلحق بالكلب وتبع أثره يتعقبه، إذا بالكلب يدخل في ثغرة تؤدي إلى المدينة، نقل الخبر إلى قائده محمد بن القاسم فدخل المدينة ليلاً بجنوده من هذا المكان وفتحوا الأبواب وتدفق الجيش واحتل المدينة.
تابع القائد مسيرته الجهادية إلى مدينة الملتان، وفيها البد الأعظم، وقد بلغ من ضخامته أن عدد سدنته بلغ ستة آلاف كاهن، ليقيموا الشعائر والمناسك البوذية.
حاصرهم الجيش الإسلامي فقاتلوه بشراسة مذهلة، ثم قطع عنهم الماء فعطشوا وخافوا ودخل الفاتحون المسلمون البلد، فإذا هم يصيبون ذهباً جمعه أولائك الرهبان، فأمر القائد أن يجمع الذهب في بيت طوله عشرة أذرع وعرضه ثمانية أذرع ، وسميت الملتان: مدينة الذهب.
بقيت أمام بطل السند مدينة الكيرج، وملكها دوهر، وكان أشهر من داهر في ملكه وقوته وسلطانه، فأتاه ابن القاسم فاتحاً، وكان بينها اللقاء، وكانت الفيلة معقد آمال النصر لداهر مع كثافة جيشه وقوة بأس المقاتلين من جيشه وبدأت الحرب.
هزم الهنود وقتل داهر وهناك هزت الحماسة الشاعر فقال مفتخراً:
نحن قتلنا داهراً ودوهرا 
والخيل تردي منسراً فمنسرا 
وصل الجيش الإسلامي إلى سد الإسكندر الكبير المكدوني، وقد نفق الكثير من خيل المسلمين في هذه المنطقة.
كتب القائد إلى الحجاج أن خيل جيشه تنفق، وكان عند الحجاج طبيب بيطري حاذق فقال: هذا وباء الخيل، ودواؤه الخل، فأرسل الحجاج خمسة آلاف رأس خيل، وحمل ألفي بعير خلّاً في القُرَب، وأرسلها إلى القائد المظفر.
ويموت الوليد، ويقوم من بعده أخوه سليمان، وتنطفئ هذه الشعلة المتوقدة في ريعان شبابها نتيجة حزازات شخصية. فسلام الله على محمد بن القاسم فاتح السند في الفاتحين وسلام عليه في الخالين.


إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الثلاثاء، 19 مايو 2020

صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس وأحداث معركة حطين

صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس
حال المسلمين عند احتلال بيت المقدس

يقول المؤرخ ابن الأثير : 

احتل الصليبيون بيت المقدس ضحوة نهار يوم الجمعة، وركب الناسَ السيفُ، ولبث الفرنج في البلدة أسبوعاً يقتلون فيه المسلمين، قتلوا ما يزيد على سبعين ألفاً منهم، وجماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعامتهم.
كان الصليبيون يجمعون الذهب من سكان القدس، وكان بينهم جواسيس ينقلون إلى الصليبيين الأخبار، فإذا نقلوا لهم أن إنساناً عنده ذهب طلبوه منه، وإذا علموا أنه بلع الليرات الذهبية قتلوه وشقوا بطنه وأخرجوا منه الذهب، أو يحرقونهم ثم يبحثون بين الرماد عن الذهب.

حال المسلمين عند احتلال بيت المقدس

كانت الممالك حينئذ تتناحر مع بعضها ، وبعضهم كان يستعين بالأجنبي الصليبي على إخوانه ، ولكن قوة ناهضة كانت تشعر بالخطر الصليبي على الإسلام والمسلمين ، وهم آل زنكي ، وكان آخر من توفي منهم هو  نور الدين الشهيد ، وكان يساعده صلاح الدين الأيوبي .
لقد بذل نور الدين كل جهده لتوحيد المسلمين في جبهة واحدة، لطرد الصليبيين من ديار الإسلام وردهم إلى بلادهم، فوحد الشام ومصر، ثم وافاه الأجل، فسعي صلاح الدين وأكمل هذه المهمة العظيمة .
حيث كان آل أيوب في العراق ، ثم ومع الوقت دخلوا في جيش نور الدين ، وأبلوا بلاء حسناً في قتال الصليبيين.
وكان صلاح الدين فارساً يجيد فنون الحرب والقتال وقيادة الجيوش، فنهض ليكمل مسيرة البطولة في ساحات الجهاد في سبيل الله تعالى، وطرد الغزاة المستعمرين، واشتبك مع الصليبيين في معارك طاحنة، وفتح مدناً كثيرة، فتح يافا وصيدا وجبيل وعكا وعسقلان وما يجاورها، وذلك بهدف ان يعزل القدس عما يجاورها، استعداداً للمعركة الفاصلة .

أحوال مصر فى ذلك الوقت 

لقد أصبحت وقتها مصر و الشام دولة واحدة ولكن كان الحكم فيها مع الشيعة الروافض ، الذين سموا أنفسهم بالفاطميين ، وقد كذبهم التاريخ، فهم يهود ، كما أن بعضهم ادعى الألوهية ، وقد حكموا مصر أكثر من مئتي سنة ، ولما جاء صلاح الدين إلى مصر أسقط حكمهم، وألغى التشيع في مصر ، فعادت إلى السنة .

التخطيط لمعركة حطين

لم يبق أمام صلاح الدين، إلا أن يضع الخطة الحربية الحاسمة للهجوم علي المحتلين، وتحرير القدس ولكن لا بد من الإعداد الكامل لهذه المعركة المصيرية .
عبأ صلاح الدين قواته ، وتولى بنفسه قيادة الجيش وتقدم إلى مدينة طبرية فحاصرها ونقب بعض أبراجها، ودافع عنها الصليبيون بكل جهدهم، ولكن الله خذلهم ونصر المسلمين، وسقطت المدينة بيد صلاح الدين في ليلة واحدة .
كان الصليبيون متجمعين في معسكر صفُّورية قرب مدينة عكا، وهو أفضل الأماكن الملائمة للقتال لأن الماء متوفر مع المراعي للخيول، وإذا انحصروا فالبحر وراءهم تأتيهم منه النجدات والمؤن.
كان صلاح الدين يعرف أن مهاجمة الصليبيين في معسكرهم في صفورية مغامرة، وهذه المغامرة، يرجح أن تكون فاشلة، لأن فرص النجاح فيها ضعيفة، لكنه وهو القائد الناجح، هو الذي يحدد مكان المعركة، فلما احتل طبرية ، خاف الصليبيون على القدس ، فعقدوا اجتماعاً قرروا فيه التخلي عن معسكرهم في صفورية ، والتوجه لملاقاة صلاح الدين لقد نجحت خطة القائد العبقرية باستدراج الصليبيين وإخراجهم من مخبئهم ومسيرهم إليه، فهو الذي فرض موقع المعركة، وكل شيء فيها لصالحه.

أحداث موقعة حطين 

سار صلاح الدين الأيوبي بجيشه عبر التلال حتى بلغ حطين ، وهي قرية كثرت فيها المراعي و المياه ، بينما كان الصليبيون قد غادروا حدائق صفورية وجنانها ومراعيها ومياهها وشقوا طريقهم في تلال جرداء ، لا ماء ولا شجر ، ولا ظل ولا موارد لخيولهم على امتداد الطريق ، فاشتد الإحساس بالظمأ لدى الرجال والخيول .
وكانت كمائن المسلمين تهاجم مقدمة الجيش الصليبي ومؤخرته، وأمطروا قلب الجيش بالسهام فكانوا يتساقطون على الطريق كما يتساقط ورق الشجر في فصل الخريف .
وصل الصليبيون إلى هضبة حطين الجافة، بينما كان المسلمون معسكرين في الوادي المعشب .
أمضى الصليبيون ليلتهم يشربون الخمر بدل الماء، وهم يسمعون المسلمين يرددون الأدعية و يهللون ويكبرون.
أضرم المسلمون النار في الأعشاب والشجيرات الجافة التي تغطي تل حطين، فاجتمع عليهم من البلاء حر العطش، وحرالشمس، وحر النار ، والدخان وحر السيف.
كانت معنويات الصليبيين منهارة تماماً، عندما تم تطويقهم تطويقاً كاملاً، ثم بدأ المسلمون الهجوم. دار الصراع مريراً بين الطرفين، فكان القتال قتال اليائس، فلقي كثير منهم مصرعهم منذ الهجمة الأولى عليهم ، وفضل كثير منهم الأسر .
لكن الفرسان منهم استماتوا في القتال وأظهروا شجاعة نادرة مستميتة ، وصمدوا لحملات المسلمين عليهم ، غير أن أعدادهم كانت تتناقص بعد كل هجمة من هجمات المسلمين ، وبدأت قوتهم بالانهيار التدريجي .
ولما فقد الملك( جاي) السيطرة على الموقف، حاول ريموند قائد الفرسان اقتحام خطوط المسلمين فحمل بكل قواته على القوات التي يقودها عمر بن أخي صلاح الدين ، وكان عمر مدرباً على القتال، عارفاً فنون الحرب، فأفسح المجال لفرسانه فولى ريموند هارباً مع فرسانه .

إنتصار المسلمين في حطين

خرجت بذلك قوة الفرسان من المعركة فتدهورت الروح المعنوية الصليبية وسقطت خيمة الملك ، واستولى المسلمون على صليب الصلبوت ، وهي الخشبة التي يعتقد النصارى هذا الاعتقاد الفاسد أن المسيح عليه السلام قد صلب عليها واشتد القتال من سائر الجهات.... فتخلى المقاتل عن سيفه واستسلم .
استقبل صلاح الدين في خيمته كبار الاسرى، وطلب الملك جاي كأساً من الماء، ولما تناوله قدمه إلى أرناط فقال صلاح الدين: أنت الذي تسقيه، وأما أنا، فلا. قال أرناط: عفوك أيها السلطان، أنا أعترف بذنبي. قال صلاح الدين: أنت قتلت الحجاج، وأخفت المدينة المنورة، لقد أقسمت إن أظفرني الله عليك أن أقتلك بيدي، والآن أبر بقسمي، ثم ضربه بالسف وفصل رأسه عن جسده.
كانت معركة حطين مفتاح بيت المقدس، حيث انكسرت القوة الرئيسية في الشرق الإسلامي.
ظل صلاح الدين خمسة أيام يطوف حول مدينة القدس لينظر من أين يقاتل، لأنها في غاية الحصانة والامتناع، فلم يجد غير موضع قتال واحد وهو من جهة الشمال عند باب العمود أو كنيسة صهيون.
أخذ الجيش موقعه على جبل الزيتون، وكبروا تكبيرات انخلع لها قلب المدافعين من الصليبيين، وحملوا مندفعين إلى العدو حملة رجل واحد، فأزالوا الفرنجة عن مواقعهم، ووصلوا إلى الخندق فجاوزوه والتصقوا بالسور، وأخذوا في نقبه قرب باب العمود، بالقرب من المكان الذي دخل منه " جود فري"  المدينة قبل ثمان وثمانين سنة، يوم دخل الصليبيون القدس في الحملة المشؤومة.
وزحف الرماة لحماية المهندسين الذين يحفرون النقب، والمنجنيقات توالي الرمي لتكشف الفرنجة عن الأسوار، واستمر النقب ثلاثة أيام فحدثت ثغرة كبيرة بالسور.
واشتدت المعارك واحتدم القتال، وكان المقاتلون مثل أمواج البحر؛ في مد وجزر، وطلب الصليبيون الصلح فأبى صلاح الدين، ثم جددوا هذا الطلب فاستشار أصحابه وقادة حربه، فأشاروا عليه بقبول الصلح.
استسلم الصليبيون لصلاح الدين، ولم يعاملهم بالمثل، وقد كسب هذا البطل للإسلام بقلبه وإحسانه أكثر مما كسبه بسيفه، وأصبح اسمه رمز الرحمة في أوربا.
لقد تسلم المسلمون القدس من النصارى لا من اليهود، وهذا ينفي ادعاء اليهود بأن القدس وطن لهم وقد ظلت القدس بيد الصليبيين قريباً من تسعين عاماً ثم عادت بفضل الجهاد، ولن تعود إلا بالجهاد.
رحم الله صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس الشريف.

أخيرا أقول 

رغم مرور قرون على معركة حطين ، إلا أن دروسها لا تزال حاضرة في أذهاننا ، فما زالت قضية فلسطين تشغل بال المسلمين في كل مكان، وما زالت هناك حاجة إلى الوحدة والتكاتف لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. 
يمكننا أن نستلهم من معركة حطين العزيمة والإصرار على تحرير الأراضي المحتلة واستعادة الحقوق المسلوبة .
إذا كان لديك أي أسئلة حول معركة حطين أو صلاح الدين الأيوبي لا تتردد في السؤال أو التعليق .... 
                       ......  نفع الله بنا وبكم 

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الأحد، 17 مايو 2020

انجازات نور الدين زنكى السياسية وجهاده

الشهيد نور الدين زنكى

جده الاكبر هو زنكي بن آق سنقر التركي، والذى كان من أخص أصحاب السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان ، ولده عماد الدين، والد نور الدين.

خلفية نشأته

والده عماد الدين زنكي والذي كان والياً على مدينة واسط، وكان فاضلاً صالحاً مجاهداً و قائداً عظيماً مثل أبيه زنكي، ملَك حلب وحماة وبلاداً كثيرة، حارب الصليبيين، ونصره الله عليهم في المواقف كلها، ثم حاصر قلعة جعبر فاستشهد غيلة في حصارها ، كان شجاعاً مقداماً حازماً، وكان من أشد الناس غيرة على النساء، يرحمه الله.

جهاد نور الدين زنكي 

أما عن بطل قصتنا فهو نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي و كان هو القائد في حلب ، فقام باستعادة الرها أول الإمارات الصليبية تأسيساً منذ وصولهم إلى الديار الإسلامية، فكان أمام جبهتين؛ جبهة داخلية ممزقة متناحرة، وجبهة خارجية هي الخطر الصليبي الداهم .
كان نور الدين في حلب، أما دمشق؛ فكانت تحت سلطان مجير الدين بن أتابك حاكماً عليها ، أغار الصليبيون على بصرى، فاستغاث حاكم دمشق بنور الدين ، وهي فرصة لم يضيعها نور الدين، بل ركب سريعاً للنجدة، فالتقى مع الصليبيين بأرض بصرى فكسرهم وهزمهم، ورجع فنزل على الكسوة وخرج ملك دمشق مجير الدين فاحترمه وخدمه.
وفي هذه السنة نفسها ثلاث وأربعين وخمسمئة حاصرت الفرنجة دمشق في سبعين ألف مقاتل، ومعهم ملك الألمان، في خلق لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل، فاستغاث مجير الدين مرة ثانية بنور الدين، فتوجه إليهم وكانت هيبته قد دبت في قلوبهم فهربوا من وجهه، فلحق بهم بجيشه، وأدركهم وقتل منهم خلقاً كثيراً، وجماً غفيراً.
وكان من من قتلوا قسيساً اسمه: إلياس، هو الذي أغراهم بدمشق، بعد أن افترى مناماً عن المسيح أنه وعده فتح دمشق ، ثم سار إلى سنجار ففتحها، ثم فتح حصن أفامية بالقرب من حماة، وكان من أمنع حصون الصليبيين وأوسعها.
خطب له على المنابر بالنصر والتأييد، ومدحته الشعراء ومنهم ابن القيسراني فقال:
تلك العزائم لا ما تدَّعي القضُب وذي المكارم لا ما قالت الكتب
صافحت يا بن عماد الدين ذروتها براحة للمساعي دونها تعب
 كانت العقدة الرئيسية في مسيرة نور الدين الجهادية هي مدينة دمشق ، كان مقيداً في حركته فدمشق، لها أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي. 
وهيأ الله دمشق لنور الدين، وهيأ نور الدين لدمشق فقد انكشف ضعف حاكمها مجير الدين، وساءت سيرته وضعفت دولته، وحاصره العامة في القلعة أكثر من مرة، فكان الناس يدعون ليلاً نهاراً أن يولي عليهم نور الدين.
أخذ الصليبيون عسقلان، ولا يمكن استرجاعها إلا أن تكون دمشق بيده، لذلك هاجمها وفتحها عنوة ونادى في الناس بالأمان، ورفع عنهم المكوس، ففرح المسلمون وأكثروا له الدعاء.
كان مما ساعد على تقدم نور الدين في جهاده، آل أيوب، وصار يفتح المدن والممالك، فيمينه أسد الدين شيركوه، وشماله صلاح الدين ، وتوالت انتصارات و فتوحات نور الدين فاسترد قلعة تل حارم، ثم بعدها فتح مدينة بانياس.

تطلعه لمصر 

بعد أن ترسخت جذور الدولة الإسلامية في الشام، تطلعت نفس نور إلى مصر، فبين الشام ومصر تكامل تاريخي عريق منذ زمن يعقوب وابنه يوسف، عليهما السلام .
وقد كان أسد الدين شيركوه، الساعد الأيمن لنور الدين في فتح دمشق، وله اليد الطولى في ذلك، وكذاك كان في فتح مصر ، وهوعم صلاح الدين الأيوبي، وجهه نور الدين لفتح مصر وكان معه ألفا فارس، وأقبلت الفرنجة في جحافل كثيرة إلى الديار المصرية.
استشار أسد الدين من معه من الأمراء، أن يرجع إلى الشام، ثم يعود بجيش قادر على أن يقاتل هذه الجموع الهائلة من الفرنجة، فكلهم أشار بالرجوع إلا رجلين.
الأول: الأمير شرف الدين بُزغش، فإنه قال: من خاف القتل أو الأسر، فليقعد في بيته عند زوجته، ومن أكل أموال المسلمين فلا يسلم بلادهم إلى العدو.
وأما الثاني: فهو صلاح الدين.
سار أسد الدين نحو العدو، واختار ستمئة فارس انتقاهم من الأبطال، وظلوا معه حسب خطة حربية رسمها، ثم أرسل الباقي ليقابلوا العدو، وفيهم صلاح الدين، وأوصاهم ألا يقاتلوا العدو بشراسة، وألا يصدقوهم اللقاء، كما أوصاهم أن يتراجعوا.
هجم الصليبيون، وكان جهد المسلمين في اللقاء فاتراً، ولم يفطن الصليبيون للمكيدة، وفي تقهقر الجيش، وظن الصليبيون أنهم منصورون، فاجأهم أسد الدين شيركوه من خلفهم بالأبطال، وقد ظن الصليبيون أن شيركوه مع الجيش الذي هاجموه، فأصبحوا بين فكي كماشة.
حينما ارتد عليهم صلاح الدين يعمل فيهم السيف، وعمه يرعب أبطال الصليب، ودارت الدائرة عليهم، وتطلعوا إلى النجاة، ثم أسلموا أقدامهم يسابقون الريح لا يلوون على شيء، وقد قتل منهم في هذه المعركة خلق كثير.
سار بعدها أسد الدين إلى الإسكندرية فملكها، وأناب عنه ابن أخيه صلاح الدين يوسف، وما لبث أن توفي أسد الدين يرحمه الله، فولى الخليفة صلاح الدين الأيوبي الوزارة في مصر بعد عمه.
وجاءت حملة صليبية إلى دمياط، وقتلوا فيها خلقاً كثيراً، جاؤوا إليها من البر والبحر، آملين أن يملكوا الديار المصرية، خوفاً من استيلاء المسلمين على القدس.
وكان نور الدين بالموصل، أقام فيها أربعة وعشرين يوماً، فلما كانت آخر ليلة أقام بها رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له: طابت لك بلدك وتركت الجهاد وقتال الأعداء؟
فنهض من فوره إلى السفر، وما أصبح إلا وهو سائر إلى الشام.
أصيب نور الدين بالتهاب في حلقه يسمى الخوانيق فتوفي عن عمر بلغ ثمانية وخمسين عاماً.
كان طويل القامة، أسمر اللون، حلو العينين، واسع الجبين حسن الصورة، مهيباً متواضعاً. وكان شجاعاً صبوراً في الحرب، يضرب به المثل في ذلك، وكان يلقب بالشهيد .

منبر مخصص للمسجد الأقصى 

وقد كان هم نور الدين فتح القدس الشريف، حتى إنه أمر بصنع منبر للمسجد الأقصى لينقل إلى بيت المقدس بعد فتحه واسترداده من أيدي الصليبيين قبل عشرين سنة من فتحه.
 وقد جاء على يد صلاح الدين وهذه الثقة بالله ثم بالنفس، لم بعهدها التاريخ لبطل من أبطال الإسلام غير نور الدين. فبعد توحيد مصر والشام، صار الطريق معبداً لفتح القدس أمام صلاح الدين، وكان فتح القدس ثمرة من جهاد آل زنكي؛ بدءاً بالجد زنكي، ثم عماد الدين ولده ثم نور الدين الحفيد، رحم الله آل زنكي آل الجهاد وتحرير القدس، ورحم الله فقيد جهاد القدس نور الدين الشهيد.


إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

السبت، 16 مايو 2020

النعمان بن مقرِّن قائد معركة نهاوند

النعمان بن مقرن
التاريخ يشهد أن الجيل الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم قد شهد من العبقرية أعلاها وأشملها وأكملها ومن هؤلاء، عمر بن الخطاب، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم أر عبقرياً يفري فريه) .
أصبح عمر خليفة بعد الصديق رضي الله عنهما، والحروب مشتعلة بين المسلمين والفرس، فبعد معركة القادسية الشهيرة، وارتحال يزدجرد آخر ملوك الفرس، يجمع المقاتلين من أرجاء مملكته كلها للمعركة الفاصلة، كان عمر متواصل هم الليل بهم النهار وهو يريد أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، يريد أن يعين قائداً لهذه المعركة الفاصلة.
قال ابن الخطاب لمن حوله: أشيروا علي بمن أوليه أمر الحرب.
قالوا: أنت أبصر بجندك يا أمير المؤمنين.
قال عمر: النعمان بن مقرِّن.
فقالوا: هو لها.
وكان مع الجيوش في البصرة.
النعمان بن مقرِّن قائد معركة نهاوند
المسلمين لما فتحوا الأهواز، واستولوا على دار الملك القديم من ملك كسرى، ثم فتحوا المدائن، حمي الفرس عندئذ، وحمسهم ملكهم يزدجرد، الذي تقهقر من بلد إلى بلد، حتى سار إلى مدينة أصفهان طريداً في أسرة من قومه وأهله وماله .
البداية :
كتب يزدجر إلى نهاوند وما جاورها من الجبال والبلدان، فتجمعوا، وتراسلوا حتى كمل لهم من الجنود ما لم يجتمع لهم من قبل ذلك، اجتمعوا من كل فج عميق بأرض نهاوند وكان قرارا بالاجماع وهو الهجوم على المسلمين في بلادهم قبل أن يصل المسلمون إليهم .
كان عمر قد عين في الكوفة واليه عبد الله بن عبد الله بن عتبان، فكتب عبدالله كتاباً إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، يخبره بما فعل الفرس وما عزموا عليه من الأمر، ويشير عليه بأن المصلحة أن نقصدهم فنعاجلهم قبل أن يعاجلونا.
الإستعداد في معركة فتح الفتوح :
قرر سيدنا عمر -رضي الله عنه- أن يبدأ بهم، فكتب إلى النعمان بن مقرن أن يسير بالجيوش إلى نهاوند، كل أمير على جيشه، والأمير على الناس كلهم النعمان، فإذا قتل فحذيفة بن اليمان، فإذا قتل فجرير بن عبد الله البجلي، فإذا قتل فقيس بن مكشوح.
كان عدد جيش المجوس مئة وخمسين ألفاً، و عدد جيش المسلمين ثلاثين ألفاً؛ على مقدمته وفى القلب نُعيم بن مقرن، وعلى الأجناب حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن، وعلى المشاة كان القعقاع بن عمرو التميمي، وأمير الجميع النعمان.
معركة نهاوند والقتال :
أمضى المسلمون يومهم الثلاثاء بالإعداد والاستعداد، وبعد صلاة الفجر من يوم الأربعاء، بدأ القتال في هذا اليوم، وإشتد حينا من الوقت ثم إمتد إلى يوم الخميس، والحرب بينهم سجال، والفرس المتحصنون في مدينة نهاوند تنظر من أعلى الحصون إلى ساحة المعركة.
النعمان بن مقرِّن قائد معركة نهاوند
الشوري ودورها في النصر :
فبعث الفيرزان أمير المجوس يطلب رجلاً من المسلمين ليكلمه، فذهب إليه المغيرة بن شعبة أحد دهاة العرب الأربعة؛ - الاربعه هم معاوية وزياد ابن أبيه وعمرو بن العاص- .
رأى المغيرة الفيرزان مظهراً من الأبهة في لباسه ومجلسه الشيء الذي يحير الأبصار، ثم تكلم الفيرزان، فاحتقر العرب، وأنهم كانوا أطول الناس جوعاً، وأقلهم داراً وقدراً وقال:
              "ما يمنع جيشي أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجساً من جيفكم، فإن تعودوا نسمح لكم، وإن أبيتم قتلناكم عن آخركم".
قال المغيرة: فتشهدت، وحمدت الله وصليت على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قلت: لقد كنا أسوأ حالاً مما ذكرت، حتى بعث الله رسوله، فوعدنا النصر في الدنيا، والجنة في الآخرة، وما زلنا نتعرف من ربنا النصر منذ بعث الله رسوله إلينا، وقد جئناكم في بلادكم، وإنا لن نرجع أبداً حتى نغلبكم على بلادكم وما في أيديكم، أو نقتل في أرضكم.
و لما طال الوقت على المسلمين هذه الحال، جمع النعمان أهل الرأي و المشوره  بالحرب وتشاوروا في ذلك، وكيف يُخرجون الفرس من حصنهم ليلتقوا بهم في صعيد واحد على أرض المعركة.
تعددت الآراء، فقال بعضهم: نهجم عليهم في حصنهم ، فرد عليه أحدهم قائلاً: إن حصونهم عون لهم علينا.
كما تكلم طليحة الأسدي وهو الذي كان يعد بألف فارس فقال: إني أرى أن تبعث سرية فتحدق بهم، ويناوشونهم بالقتال فإذا برزوا إليهم فليفروا هاربين أمامهم، فإذا لحقوا بهم هربنا أيضاً كلنا، فإنهم حينئذ لا يشكُّون في هزيمتنا، فيخرجون كلهم من حصونهم، فإذا تكامل خروجهم، رجعنا إليهم فجالدناهم حتى يقضي الله بيننا ، فاستجاد الحضور هذا الرأي و أقروه  وشرعو في تنفيذه .
إستكمال القتال :
وقد انطلت الحيلة على الفيرزان حيث أمَّر النعمان على المشاة القعقاع بن عمرو التميمي، وأمره أن يحاصروا البلد وحدهم، ويطبقوا الخطة. هجم القعقاع بمن معه على جيش المجوس، واشتبكوا معهم، ثم هرب القعقاع بمن معه حسب الخطة .
فقال المجوس لبعضهم: إنها فرصة فاغتنموها، ولحقوا بهم، ففعلوا ما ظن طليحة إذ خرجوا بأجمعهم، حتى انتهوا إلى الجيش،
النعمان بن مقرِّن قائد معركة فتح الفتوح

وكان النعمان على تعبئة تامة، وذلك في صدر النهار، وكان يوم جمعة، فعزم الناس على مصادمتهم، فنهاهم النعمان، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى تميل الشمس إلى الزوال، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألح الناس على النعمان في الحملة فلم يفعل، وكان رجلاً ثابتاً .
فلما كان الزوال صلى بالمسلمين وركب حصانه، وصار يقف على كل راية، ويحثهم على الصبر، ويأمرهم بالثبات، ثم رجع إلى موقفه. وتعبأت الفرس تعبئة عظيمة، واصطفوا صفوفاً هائلة في عدد وعُدد لم يُر مثلها، وألقَوا حسك الحديد وراء ظهورهم حتى لا يفروا أو يهربوا.
أناس يخافون من الموت، يقابلون أناساً يطلبون الموت. كبر النعمان وهز الراية، وكبر معه المسلمون ثلاث تكبيرات فزلزلت الأعاجم من ذلك ورعبوا رعباً شديداً.
صاح النعمان: الله أكبر فصاح معه ثلاثون ألف حنجرة، كأنها ثلاثون ألف مدفع، وهز النعمان الراية ودعا: اللهم انصر المسلمين واستشهدني.
النصر :
راية النعمان تنقض نحو الفرس انقضاض العُقاب على الفريسة، ثم تداخلت الصفوف بعضها ببعض فاقتتلوا قتالاً لم تشهد المنطقة مثله منذ عهدها، ولم يشاهد مثله في موقف من المواقف، ولا سمع السامعون لوقعة مثلها في قتال المجوس ، قتل منهم ما بين الزوال إلى الظلام ما طبق وجه الأرض دماً، تكسرت السيوف بالسيوف والرماح بالرماح ، حتى عمدوا إلى التشابك بالأيدي والفؤوس والحجارة بعد أن فنيت النبال، وصارت الأرض مزلقة الأقدام من الدم.
و زلق حصان الأمير القائد النعمان، فوقع، وجاءه سهم في خاصرته فقتل، ولم يشعر به أحد سوى أخيه سويد، فغطاه بثوبه، وأخفى خبر موته ودفع الراية إلى حذيفة بن اليمان.
وهزم الله المشركين، فتحولت المعركة إلى مطاردة، وكان المجوس قد قرنوا منهم ثلاثين ألفاً بالسلاسل، وحفروا حولهم خندقاً، فلما انهزموا وقعوا فيه، وفي تلك الأودية نحو من مئة ألف أو يزيدون، سوى من قتل في المعركة، ولم يفلت منهم إلا الشريد. وهرب الفيرزان، فتبعه القعقاع فقتله وخلص المسلمين من شره .
دخل المسلمون نهاوند عنوة ، كان أمير المؤمنين عمر يدعو الله ليلاً ونهاراً لهم، ولما أخبر بمقتل النعمان بكى، وبكت المدينة كلها على النعمان وقد سميت هذه الوقعة فتح الفتوح، ولم تقم بعدها للمجوس قائمة. رضي الله عن النعمان بن مقرن قائد معركة نهاوند فتح الفتوح.
إستمتع و تابع أيضا :
أكبر صلاة جنازه في التاريخ 
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الجمعة، 15 مايو 2020

يوسف بن تاشفين بطل حروب الأندلس وأحداث حرب الزلاقه

يوسف بن تاشفين 

بطل حروب الأندلس و بطل الحروب الصليبية في المغرب الإسلامي.
يوسف بن تاشفين بطل حروب الأندلس وحرب الزلاقه

حال الأندلس

كانت دولة الأُمَويين بالأندلس الإسلامية قد اعْتَراها الوَهَنُ بحُلُول القَرْن الخامس الهجري، فتَقاسَمَت طائفةٌ من الأمراء السَّيْطرة على أراضي المسلمين بها ، وأقاموا دُوَيْلات صغيرة مُتَناحِرة، في الوقت الذي كانت مَمالكُ النصارى في شبه جزيرة الأندلس - وعلى رأسها مَمْلكة قَشْتالة - تَتَوَسَّع على حِساب أَراضِي المسلمين، وتَفْرِض الجِزْيَة على مُلوك الطَّوائف، الذين لم يَدْفعهم الحالُ المَذْكُور إلى توحيد صُفُوفهم، وتَرْك الصِّراع على الدنيا؛ لصَدِّ العُدوان النَّصْرانِي عليهم، بل راحَ بعضُهم يستعين على بعض بمُلوك النصارى، ولا يَأْنَف من بَذْل مُدُن الإسلام لهم، في مُقابِل الحُصول على مَعُوْنَتِهم لهم ضِدَّ إخوانهم في المِلَّة والدِّين .
كان المعتمد بن عباد -أحد أمراء الطوائف فى الأندلس- أضعف من أن يرد غارات النصارى، فاستنجد ببطل الإسلام في المغرب الإفريقي يوسف بن تاشفين، ولكن ملوك الطوائف قامو بتوجيه اللوم عليه لأنه استنجد بابن تاشفين، فقال قولته الشهيرة: رعي الجمال خير من رعي الخنازير في الأندلس .

إستعدادات يوسف بن تاشفين لدخول الأندلس 

لم تكن الأندلس كلها قد رأت جملاً واحداً من قبل ، ولما أنهى يوسف استعداداته الحربية أمر بعبور الجمال لتشارك في المعارك ، فهي أعلى من الخيل وأصبر منها ، ولها ميزات أخرى، فضخامتها تخيف الخيل، ولم تكن الأندلس قد رأت الجمال وخيولها ما رأت الجمال، خيول المسلمين تألف الجمال ، وتشارك معها في حياتها، بينما خيول الأندلس ليست كذلك .
حينما عبرت الجمال بالسفن تعجب أهل الجزيرة ، وقد غصت المنطقة بها وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء ، وكان رأي يوسف غاية في الذكاء والبداهة العسكرية .
عند وصول ابن تاشفين كان في استقباله القائد المعتمد ، فكان اللقاء حاراً حميمياً، استعداداً وتعاوناً على لقاء مصيري مع أعداء الإسلام الصليبيين الذين يقتطعون من الأندلس حصناً بعد حصن وبلداً بعد بلد .
كان يوسف يعرف أن له أعداء في صفوف المعتمد، سيفوت عليهم جشعهم وسعيهم لمكاسبهم الشخصية ولو على حساب الأمة ومصيرها، وهم الذين وجهوا اللوم للمعتمد لأنه استعان بيوسف، فلا هم قادرون على الدفاع عن الأوطان، ولا هم راضون عمن يدافع عنهم، أمر غريب، وشأن عجيب. ولما تم اللقاء، انصرف كل قائد إلى معسكره الذي أُعد له.
لما سمع ملك الفرنجة ألفونسو بخبر يوسف و أنه جاء إلى نجدة إخوانه المسلمين في الجزيرة الخضراء ، زاد من استعداداته للحرب، وعبأ ما استطاع من الجيش والسلاح، ثم نظر إلى جيشه وقد تملكه الغرور، وأخذ منه مأخذه فقال: بهؤلاء أقاتل الجن والإنس والملائكة.
كتب ألفونسو رسالة إلى يوسف بن تاشفين يتهدده ويتوعده، فلما وصلت الرسالة إلى يوسف قال لكاتبه اكتب الرد على ألفونسو :  الذي يكون ستراه
راح الكاتب يدبج رسالة يتهدد فيها ألفونسو باسم يوسف بن تاشفين، وقد استعمل فيها العبارات البليغة بعد أن أسهب وأطال في الجواب، ثم جاء يقول: أنجزت الجواب يا مولاي. قال يوسف: اقرأ علي، فبدأ يقرأ: 
بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين وعلى آله وصحبه أما بعد ، من أمير المؤمنين يوسف ابن تاشفين إلى ألفونسو... قطع عليه قراءته وقال: بارك الله بك، خطابك بليغ في صفحات عديدة، أين الخطاب الذي بعث به ألفونسو إلينا؟ قال الكاتب: ههو ذا الخطاب يا أمير المؤمنين. قال يوسف: اكتب على ظهره: ( الذي يكون، ستراه) وبعث يه إلى ألفونسو، فلما وصله، وترجم له، اهتزت الأرض من تحته وارتعدت فرائصه وأوصاله وقال: هذا رجل لا كالرجال. استعد كل فريق إلى لقاء خصمه، وكان اللقاء في منطقة سميت الزلاقة.

أحداث معركة الزلاقة 

خرج ألفونسو بجيشه، وخرج المسلمون؛ المعتمد بجيشه ويوسف بجيشه فقال المعتمد وهو القائد الشاعر:
لا بد من فرَج قريبْ يأتيك بالعجب العجيب غزو ٌ
عليك مبار سيعود بالفتح القريب لله سعدك
إنه نكس على دين الصليب لا بد من يوم يكو
ن، له أخاً، يوم القليب ويتفاءل ابن عباد بيوم القليب " يقصد يوم بدر، حيث نصر الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة، وهي بشارة شحذت عزمه وعزم جيشه .
معركة الزلاقة - يوسف بن تاشفين

ولما انهزمت نفس ألفونسو وضعفت معنوياته، أراد أن يُعمل الحيلة، بأن يخدع المسلمين، فبعث وفداً إلى المعتمد يقول له: غداً يوم جمعة وهو عيدكم، ويوم الأحد عيدنا، ويجب ألا نتقاتل في الأعياد، فليكن لقاؤنا يوم السبت. عرف المعتمد أنها حيلة من النصارى، وأخبر بها يوسف .
هجم ألفونسو فجر يوم الجمعة، وكان المعتمد على استعداد، ولكن ألفونسو صدمه صدمة قطعت آماله، لكن صبر لها المعتمد، فهاجت الحرب وحمي الوطيس واستمر القتل في أصحاب ابن عباد، وصبر صبراً لم يعهد مثله لأحد في عصره، وعضته الحرب، واشتد عليه الكرب، وازداد عليه وعلى من معه البلاء، وانكشف بعض أصحابه وفيهم ابنه عبد الله، وأُثخن المعتمد جراحاً وعقرت تحته ثلاثة أفراس، وهو يضرب يميناً وشمالاً، وبلغت القلوب الحناجر وزاغت الأبصار .
في تلك اللحظة، ظهر يوسف بجيشه، فتنفس ابن عباد الصعداء، حيث اتجه بجيشه إلى ألفونسو فصدمه صدمة أشد من صدمته لابن عباد، بالجمال وعليها الرجال المقاتلون الاشداء أبناء الصحراء، بأيديهم الرماح الطويلة تغرس في صدور النصارى وقلوبهم، وهم لا يستطيعون حيلة على خيولهم بسيوفهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ورغاء الجمال كأنها البعبع يخيف خيل الصليب، وطبول الحرب تقرع في آذانهم وقلوبهم .
فانكشف الطاغية ألفونسو، وفر هارباً مهزوماً وقد طعن في إحدى ركبتيه طعنة بقي يجمع منها طيلة حياته، وبدأ جنوده بالفرار فولوا ظهورهم، وأعطوا أعناقهم للسيوف تنحرهم والرماح تطعنهم، وأدى بهم فرارهم إلى أرض زلقة علقوا بها فسهل قتلهم فيها، وبلغ عدد القتلى من الإفرنج تقريباً  مئة وخمسين ألفاً وعدد الأسرى ثلاثين ألف أسير. ثم وزع السلطان الغنائم على المجاهدين.
معركة الزلاقة - يوسف بن تاشفين

بعد معركة الزلاقة ، انطلقت قوات المسلمين إلى الشمال، حتى وصلت إلى طليطلة فحاصرتها وقذفتها بالمجانيق، وهدم السلطان يوسف أسوارها، فخرجت والدة ألفونسو إلى السلطان ومعها نساؤه وبناته فبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد لهن، فرق لهن قلبه ووهب لهن من الأموال والجواهر الشيء الكثير وردهن مكرمات، وعاد إلى قرطبة .
جاءته رسل ألفونسو يطلبون الصلح فصالحه لكن بذلك بقي الشمال مصدر خطر يهدد المسلمين، وكان بإمكان يوسف أن يصفي كل الشمال حتى لا يبقى مركز للعدو يتحصن به، ولكن يوسف لم يفعل، وأصبح الشمال مركز العمليات للقضاء على المسلمين إلى أن سقطت الأندلس كلها .
عاد يوسف بن تاشفين إلى أفريقيا، وهو البالغ من العمر حوالي ثمانين عاماً فتوفي رحمه الله دون أن يكمل مهمته.
أما المسلمون في الأندلس وملوك الطوائف، فإنهم لم يتعظوا بما لاقوه وهم يعلمون أن العدو يترص بهم، فلم يتركوا خلافاتهم، ولم يتركو ميوعتهم وترفهم ومجونهم فأصبح النصارى يقتطعون كل آن من أراضيهم وبلدانهم حتى قضى عليهم الفرنجة في زمن أبي عبد الله الصغير من بني الأحمر آخر ملوكهم، فصار يبكي حينما دخل الصليبيون غرناطة فقالت له أمه: ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال فيا شبل الإسلام، أنت الأمل في استعادة القدس والأندلس وكل شبر سلب من ديار الإسلام.

إذا كان لديك أي أسئلة حول يوسف بن تاشفين والأحداث التاريخية في هذه الحقبه لا تتردد وإسأل فى التعليقات .

إستمتع و تابع أيضا :

أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

المشاركات الشائعة

 
copyright © 2013 بطولات إسلاميه و إنجازات
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates