يوسف بن تاشفين
بطل حروب الأندلس و بطل الحروب الصليبية في المغرب الإسلامي.
حال الأندلس
كانت دولة الأُمَويين بالأندلس الإسلامية قد اعْتَراها الوَهَنُ بحُلُول القَرْن الخامس الهجري، فتَقاسَمَت طائفةٌ من الأمراء السَّيْطرة على أراضي المسلمين بها ، وأقاموا دُوَيْلات صغيرة مُتَناحِرة، في الوقت الذي كانت مَمالكُ النصارى في شبه جزيرة الأندلس - وعلى رأسها مَمْلكة قَشْتالة - تَتَوَسَّع على حِساب أَراضِي المسلمين، وتَفْرِض الجِزْيَة على مُلوك الطَّوائف، الذين لم يَدْفعهم الحالُ المَذْكُور إلى توحيد صُفُوفهم، وتَرْك الصِّراع على الدنيا؛ لصَدِّ العُدوان النَّصْرانِي عليهم، بل راحَ بعضُهم يستعين على بعض بمُلوك النصارى، ولا يَأْنَف من بَذْل مُدُن الإسلام لهم، في مُقابِل الحُصول على مَعُوْنَتِهم لهم ضِدَّ إخوانهم في المِلَّة والدِّين .
كان المعتمد بن عباد -أحد أمراء الطوائف فى الأندلس- أضعف من أن يرد غارات النصارى، فاستنجد ببطل الإسلام في المغرب الإفريقي يوسف بن تاشفين، ولكن ملوك الطوائف قامو بتوجيه اللوم عليه لأنه استنجد بابن تاشفين، فقال قولته الشهيرة: رعي الجمال خير من رعي الخنازير في الأندلس .
إستعدادات يوسف بن تاشفين لدخول الأندلس
لم تكن الأندلس كلها قد رأت جملاً واحداً من قبل ، ولما أنهى يوسف استعداداته الحربية أمر بعبور الجمال لتشارك في المعارك ، فهي أعلى من الخيل وأصبر منها ، ولها ميزات أخرى، فضخامتها تخيف الخيل، ولم تكن الأندلس قد رأت الجمال وخيولها ما رأت الجمال، خيول المسلمين تألف الجمال ، وتشارك معها في حياتها، بينما خيول الأندلس ليست كذلك .حينما عبرت الجمال بالسفن تعجب أهل الجزيرة ، وقد غصت المنطقة بها وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء ، وكان رأي يوسف غاية في الذكاء والبداهة العسكرية .
عند وصول ابن تاشفين كان في استقباله القائد المعتمد ، فكان اللقاء حاراً حميمياً، استعداداً وتعاوناً على لقاء مصيري مع أعداء الإسلام الصليبيين الذين يقتطعون من الأندلس حصناً بعد حصن وبلداً بعد بلد .
كان يوسف يعرف أن له أعداء في صفوف المعتمد، سيفوت عليهم جشعهم وسعيهم لمكاسبهم الشخصية ولو على حساب الأمة ومصيرها، وهم الذين وجهوا اللوم للمعتمد لأنه استعان بيوسف، فلا هم قادرون على الدفاع عن الأوطان، ولا هم راضون عمن يدافع عنهم، أمر غريب، وشأن عجيب. ولما تم اللقاء، انصرف كل قائد إلى معسكره الذي أُعد له.
لما سمع ملك الفرنجة ألفونسو بخبر يوسف و أنه جاء إلى نجدة إخوانه المسلمين في الجزيرة الخضراء ، زاد من استعداداته للحرب، وعبأ ما استطاع من الجيش والسلاح، ثم نظر إلى جيشه وقد تملكه الغرور، وأخذ منه مأخذه فقال: بهؤلاء أقاتل الجن والإنس والملائكة.
كتب ألفونسو رسالة إلى يوسف بن تاشفين يتهدده ويتوعده، فلما وصلت الرسالة إلى يوسف قال لكاتبه اكتب الرد على ألفونسو : الذي يكون ستراه
عند وصول ابن تاشفين كان في استقباله القائد المعتمد ، فكان اللقاء حاراً حميمياً، استعداداً وتعاوناً على لقاء مصيري مع أعداء الإسلام الصليبيين الذين يقتطعون من الأندلس حصناً بعد حصن وبلداً بعد بلد .
كان يوسف يعرف أن له أعداء في صفوف المعتمد، سيفوت عليهم جشعهم وسعيهم لمكاسبهم الشخصية ولو على حساب الأمة ومصيرها، وهم الذين وجهوا اللوم للمعتمد لأنه استعان بيوسف، فلا هم قادرون على الدفاع عن الأوطان، ولا هم راضون عمن يدافع عنهم، أمر غريب، وشأن عجيب. ولما تم اللقاء، انصرف كل قائد إلى معسكره الذي أُعد له.
لما سمع ملك الفرنجة ألفونسو بخبر يوسف و أنه جاء إلى نجدة إخوانه المسلمين في الجزيرة الخضراء ، زاد من استعداداته للحرب، وعبأ ما استطاع من الجيش والسلاح، ثم نظر إلى جيشه وقد تملكه الغرور، وأخذ منه مأخذه فقال: بهؤلاء أقاتل الجن والإنس والملائكة.
كتب ألفونسو رسالة إلى يوسف بن تاشفين يتهدده ويتوعده، فلما وصلت الرسالة إلى يوسف قال لكاتبه اكتب الرد على ألفونسو : الذي يكون ستراه
راح الكاتب يدبج رسالة يتهدد فيها ألفونسو باسم يوسف بن تاشفين، وقد استعمل فيها العبارات البليغة بعد أن أسهب وأطال في الجواب، ثم جاء يقول: أنجزت الجواب يا مولاي. قال يوسف: اقرأ علي، فبدأ يقرأ:
بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين وعلى آله وصحبه أما بعد ، من أمير المؤمنين يوسف ابن تاشفين إلى ألفونسو... قطع عليه قراءته وقال: بارك الله بك، خطابك بليغ في صفحات عديدة، أين الخطاب الذي بعث به ألفونسو إلينا؟ قال الكاتب: ههو ذا الخطاب يا أمير المؤمنين. قال يوسف: اكتب على ظهره: ( الذي يكون، ستراه) وبعث يه إلى ألفونسو، فلما وصله، وترجم له، اهتزت الأرض من تحته وارتعدت فرائصه وأوصاله وقال: هذا رجل لا كالرجال. استعد كل فريق إلى لقاء خصمه، وكان اللقاء في منطقة سميت الزلاقة.
أحداث معركة الزلاقة
خرج ألفونسو بجيشه، وخرج المسلمون؛ المعتمد بجيشه ويوسف بجيشه فقال المعتمد وهو القائد الشاعر:لا بد من فرَج قريبْ يأتيك بالعجب العجيب غزو ٌ
عليك مبار سيعود بالفتح القريب لله سعدك
إنه نكس على دين الصليب لا بد من يوم يكو
ن، له أخاً، يوم القليب ويتفاءل ابن عباد بيوم القليب " يقصد يوم بدر، حيث نصر الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة، وهي بشارة شحذت عزمه وعزم جيشه .
هجم ألفونسو فجر يوم الجمعة، وكان المعتمد على استعداد، ولكن ألفونسو صدمه صدمة قطعت آماله، لكن صبر لها المعتمد، فهاجت الحرب وحمي الوطيس واستمر القتل في أصحاب ابن عباد، وصبر صبراً لم يعهد مثله لأحد في عصره، وعضته الحرب، واشتد عليه الكرب، وازداد عليه وعلى من معه البلاء، وانكشف بعض أصحابه وفيهم ابنه عبد الله، وأُثخن المعتمد جراحاً وعقرت تحته ثلاثة أفراس، وهو يضرب يميناً وشمالاً، وبلغت القلوب الحناجر وزاغت الأبصار .
في تلك اللحظة، ظهر يوسف بجيشه، فتنفس ابن عباد الصعداء، حيث اتجه بجيشه إلى ألفونسو فصدمه صدمة أشد من صدمته لابن عباد، بالجمال وعليها الرجال المقاتلون الاشداء أبناء الصحراء، بأيديهم الرماح الطويلة تغرس في صدور النصارى وقلوبهم، وهم لا يستطيعون حيلة على خيولهم بسيوفهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ورغاء الجمال كأنها البعبع يخيف خيل الصليب، وطبول الحرب تقرع في آذانهم وقلوبهم .
فانكشف الطاغية ألفونسو، وفر هارباً مهزوماً وقد طعن في إحدى ركبتيه طعنة بقي يجمع منها طيلة حياته، وبدأ جنوده بالفرار فولوا ظهورهم، وأعطوا أعناقهم للسيوف تنحرهم والرماح تطعنهم، وأدى بهم فرارهم إلى أرض زلقة علقوا بها فسهل قتلهم فيها، وبلغ عدد القتلى من الإفرنج تقريباً مئة وخمسين ألفاً وعدد الأسرى ثلاثين ألف أسير. ثم وزع السلطان الغنائم على المجاهدين.
جاءته رسل ألفونسو يطلبون الصلح فصالحه لكن بذلك بقي الشمال مصدر خطر يهدد المسلمين، وكان بإمكان يوسف أن يصفي كل الشمال حتى لا يبقى مركز للعدو يتحصن به، ولكن يوسف لم يفعل، وأصبح الشمال مركز العمليات للقضاء على المسلمين إلى أن سقطت الأندلس كلها .
عاد يوسف بن تاشفين إلى أفريقيا، وهو البالغ من العمر حوالي ثمانين عاماً فتوفي رحمه الله دون أن يكمل مهمته.
أما المسلمون في الأندلس وملوك الطوائف، فإنهم لم يتعظوا بما لاقوه وهم يعلمون أن العدو يترص بهم، فلم يتركوا خلافاتهم، ولم يتركو ميوعتهم وترفهم ومجونهم فأصبح النصارى يقتطعون كل آن من أراضيهم وبلدانهم حتى قضى عليهم الفرنجة في زمن أبي عبد الله الصغير من بني الأحمر آخر ملوكهم، فصار يبكي حينما دخل الصليبيون غرناطة فقالت له أمه: ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال فيا شبل الإسلام، أنت الأمل في استعادة القدس والأندلس وكل شبر سلب من ديار الإسلام.
عاد يوسف بن تاشفين إلى أفريقيا، وهو البالغ من العمر حوالي ثمانين عاماً فتوفي رحمه الله دون أن يكمل مهمته.
أما المسلمون في الأندلس وملوك الطوائف، فإنهم لم يتعظوا بما لاقوه وهم يعلمون أن العدو يترص بهم، فلم يتركوا خلافاتهم، ولم يتركو ميوعتهم وترفهم ومجونهم فأصبح النصارى يقتطعون كل آن من أراضيهم وبلدانهم حتى قضى عليهم الفرنجة في زمن أبي عبد الله الصغير من بني الأحمر آخر ملوكهم، فصار يبكي حينما دخل الصليبيون غرناطة فقالت له أمه: ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال فيا شبل الإسلام، أنت الأمل في استعادة القدس والأندلس وكل شبر سلب من ديار الإسلام.
إذا كان لديك أي أسئلة حول يوسف بن تاشفين والأحداث التاريخية في هذه الحقبه لا تتردد وإسأل فى التعليقات .
إستمتع و تابع أيضا :
كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع مصادرنا من المراجع والكتب نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته
إرسال تعليق