مواضيع مهمة

Advertisement

بالصوت والصورة

ADS

من عهد النبي واصحابه

الأحد، 17 مايو 2020

نور الدين زنكى الشهيد

نور الدين زنكى
جده الاكبر هو زنكي بن آق سنقر التركي، والذى كان من أخص أصحاب السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان ، ولده عماد الدين، والد نور الدين.
والده عماد الدين زنكي والذي كان والياً على مدينة واسط، وكان فاضلاً صالحاً مجاهداً و قائداً عظيماً مثل أبيه زنكي، ملَك حلب وحماة وبلاداً كثيرة، حارب الصليبيين، ونصره الله عليهم في المواقف كلها، ثم حاصر قلعة جعبر فاستشهد غيلة في حصارها ، كان شجاعاً مقداماً حازماً، وكان من أشد الناس غيرة على النساء، يرحمه الله.
أما عن بطل قصتنا فهو نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي و كان هو القائد في حلب ، فقام باستعادة الرها أول الإمارات الصليبية تأسيساً منذ وصولهم إلى الديار الإسلامية، فكان أمام جبهتين؛ جبهة داخلية ممزقة متناحرة، وجبهة خارجية هي الخطر الصليبي الداهم .
كان نور الدين في حلب، أما دمشق؛ فكانت تحت سلطان مجير الدين بن أتابك حاكماً عليها. أغار الصليبيون على بصرى، فاستغاث حاكم دمشق بنور الدين، وهي فرصة لم يضيعها نور الدين، بل ركب سريعاً للنجدة، فالتقى مع الصليبيين بأرض بصرى فكسرهم وهزمهم، ورجع فنزل على الكسوة وخرج ملك دمشق مجير الدين فاحترمه وخدمه.
وفي هذه السنة نفسها ثلاث وأربعين وخمسمئة حاصرت الفرنجة دمشق في سبعين ألف مقاتل، ومعهم ملك الألمان، في خلق لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل، فاستغاث مجير الدين مرة ثانية بنور الدين، فتوجه إليهم وكانت هيبته قد دبت في قلوبهم فهربوا من وجهه، فلحق بهم بجيشه، وأدركهم وقتل منهم خلقاً كثيراً، وجماً غفيراً.
وكان من من قتلوا قسيساً اسمه: إلياس، هو الذي أغراهم بدمشق، بعد أن افترى مناماً عن المسيح أنه وعده فتح دمشق. ثم سار إلى سنجار ففتحها، ثم فتح حصن أفامية بالقرب من حماة، وكان من أمنع حصون الصليبيين وأوسعها.
خطب له على المنابر بالنصر والتأييد، ومدحته الشعراء ومنهم ابن القيسراني فقال:
تلك العزائم لا ما تدَّعي القضُب وذي المكارم لا ما قالت الكتب
صافحت يا بن عماد الدين ذروتها براحة للمساعي دونها تعب
 كانت العقدة الرئيسية في مسيرة نور الدين الجهادية هي مدينة دمشق، كان مقيداً في حركته فدمشق، لها أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي. وهيأ الله دمشق لنور الدين، وهيأ نور الدين لدمشق فقد انكشف ضعف حاكمها مجير الدين، وساءت سيرته وضعفت دولته، وحاصره العامة في القلعة أكثر من مرة، فكان الناس يدعون ليلاً نهاراً أن يولي عليهم نور الدين.
أخذ الصليبيون عسقلان، ولا يمكن استرجاعها إلا أن تكون دمشق بيده، لذلك هاجمها وفتحها عنوة ونادى في الناس بالأمان، ورفع عنهم المكوس، ففرح المسلمون وأكثروا له الدعاء.
كان مما ساعد على تقدم نور الدين في جهاده، آل أيوب، وصار يفتح المدن والممالك، فيمينه أسد الدين شيركوه، وشماله صلاح الدين ، وتوالت انتصارات و فتوحات نور الدين فاسترد قلعة تل حارم، ثم بعدها فتح مدينة بانياس.
بعد أن ترسخت جذور الدولة الإسلامية في الشام، تطلعت نفس نور إلى مصر، فبين الشام ومصر تكامل تاريخي عريق منذ زمن يعقوب وابنه يوسف، عليهما السلام .
وقد كان أسد الدين شيركوه، الساعد الأيمن لنور الدين في فتح دمشق، وله اليد الطولى في ذلك، وكذاك كان في فتح مصر ، وهوعم صلاح الدين الأيوبي، وجهه نور الدين لفتح مصر وكان معه ألفا فارس، وأقبلت الفرنجة في جحافل كثيرة إلى الديار المصرية.
استشار أسد الدين من معه من الأمراء، أن يرجع إلى الشام، ثم يعود بجيش قادر على أن يقاتل هذه الجموع الهائلة من الفرنجة، فكلهم أشار بالرجوع إلا رجلين.
الأول: الأمير شرف الدين بُزغش، فإنه قال: من خاف القتل أو الأسر، فليقعد في بيته عند زوجته، ومن أكل أموال المسلمين فلا يسلم بلادهم إلى العدو.
وأما الثاني: فهو صلاح الدين.
سار أسد الدين نحو العدو، واختار ستمئة فارس انتقاهم من الأبطال، وظلوا معه حسب خطة حربية رسمها، ثم أرسل الباقي ليقابلوا العدو، وفيهم صلاح الدين، وأوصاهم ألا يقاتلوا العدو بشراسة، وألا يصدقوهم اللقاء، كما أوصاهم أن يتراجعوا.
هجم الصليبيون، وكان جهد المسلمين في اللقاء فاتراً، ولم يفطن الصليبيون للمكيدة، وفي تقهقر الجيش، وظن الصليبيون أنهم منصورون، فاجأهم أسد الدين شيركوه من خلفهم بالأبطال، وقد ظن الصليبيون أن شيركوه مع الجيش الذي هاجموه، فأصبحوا بين فكي كماشة.
حينما ارتد عليهم صلاح الدين يعمل فيهم السيف، وعمه يرعب أبطال الصليب، ودارت الدائرة عليهم، وتطلعوا إلى النجاة، ثم أسلموا أقدامهم يسابقون الريح لا يلوون على شيء، وقد قتل منهم في هذه المعركة خلق كثير.
سار بعدها أسد الدين إلى الإسكندرية فملكها، وأناب عنه ابن أخيه صلاح الدين يوسف، وما لبث أن توفي أسد الدين يرحمه الله، فولى الخليفة صلاح الدين الأيوبي الوزارة في مصر بعد عمه.
وجاءت حملة صليبية إلى دمياط، وقتلوا فيها خلقاً كثيراً، جاؤوا إليها من البر والبحر، آملين أن يملكوا الديار المصرية، خوفاً من استيلاء المسلمين على القدس.
وكان نور الدين بالموصل، أقام فيها أربعة وعشرين يوماً، فلما كانت آخر ليلة أقام بها رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له: طابت لك بلدك وتركت الجهاد وقتال الأعداء؟. فنهض من فوره إلى السفر، وما أصبح إلا وهو سائر إلى الشام.
أصيب نور الدين بالتهاب في حلقه يسمى الخوانيق فتوفي عن عمر بلغ ثمانية وخمسين عاماً.
كان طويل القامة، أسمر اللون، حلو العينين، واسع الجبين حسن الصورة، مهيباً متواضعاً. وكان شجاعاً صبوراً في الحرب، يضرب به المثل في ذلك، وكان يلقب بالشهيد .
وقد كان هم نور الدين فتح القدس الشريف، حتى إنه أمر بصنع منبر للمسجد الأقصى لينقل إلى بيت المقدس بعد فتحه واسترداده من أيدي الصليبيين قبل عشرين سنة من فتحه.
 وقد جاء على يد صلاح الدين وهذه الثقة بالله ثم بالنفس، لم بعهدها التاريخ لبطل من أبطال الإسلام غير نور الدين. فبعد توحيد مصر والشام، صار الطريق معبداً لفتح القدس أمام صلاح الدين، وكان فتح القدس ثمرة من جهاد آل زنكي؛ بدءاً بالجد زنكي، ثم عماد الدين ولده ثم نور الدين الحفيد، رحم الله آل زنكي آل الجهاد وتحرير القدس، ورحم الله فقيد جهاد القدس نور الدين الشهيد.


إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

 
copyright © 2013 بطولات إسلاميه
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates